أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th October,2000العدد:10242الطبعةالاولـيالجمعة 16 ,رجب 1421

مقـالات

اليوم الذي أخرجت فيه النساء الذهب!
عبد الكريم بن صالح الطويان
كان يوماً مشهوداً ، ويوماً من أيام الوفاء والعطاء والجهاد بالمال لايُنسى، استجاب فيه شعبنا المؤمن لأمر الله ورسوله بالإنفاق في يوم العسرة، ونفذ دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بالتبرع لنصرة أبطال انتفاضة الاقصى، كان يوماً معبراً ستحتفظ به ذاكرتنا إلى الأبد ذلك اليوم الذي جاد فيه الأغنياء والفقراء بأموالهم، وأخرجت فيه النساء حليهن طاعة لله ورسوله وعوناً للصامدين في وجه الطغاة قتلة الأطفال هادمي بيوت الله أعداء الدين واللغة.
الله أكبر والعزة لله ورسوله والمؤمنين، كان منظر أطقم الذهب الذي أخرجته النساء المؤمنات الصالحات المجاهدات يعبر ايما تعبير عن قلوبهن النابضة بالإيمان وحب الله ورسوله والتعاطف الجيّاش مع شعبنا المظلوم في جوار الأقصى الشريف، أولئك النسوة هن سلالة أسلافنا من الأمهات اللاتي ودعن أبناءهن وهم يرحلون مع جيوش الفتح الإسلامي الأول!
وتقدم الملك فهد أيده الله الناس بتبرعه السخي ثلاثين مليون ريال ومن بعده ولي العهد وفقه الله الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بعشرة ملايين، والأمير سلطان بعشرة ملايين، وجاد الناس بعدهم بالمال نصرة وعوناً وقوة لشباب انتفاضة الأقصى الشريف حتى خُتم التبرع بمبلغ تجاوز المئة مليون ريال.
لقد أثبت قادة وشعب المملكة العربية السعودية، أن تاريخهم مع القضية الفلسطينية مزدحم بمواقف العون والعطاء والمساندة، وأنهم لا يدخرون جهداً يقدرون عليه إلا وقدموه للشعب الفلسطيني الذي ظل مقدراً ومثمناً لقادة هذه البلاد ولشعبها مواقفهم في أيام العسر واليسر!
لقد سرنا وسر كل مسلم هذه الوقفة الصادقة التي وقفها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مع أبطال انتفاضة الأقصى في محنتهم، إنه عمل صالح نسأل الله أن يُثقل به ميزان حسناته.
وسرنا وسر كل مسلم موقف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي قال مراراً وتكراراً بأننا لن نفرط أبداً بالقدس ولن نفاوض عليه ولن نفرط بذرة من ترابه، وهو الرجل الذي إذا قال صدق وإذا عاهد أوفى.
إننا الأعلون بإذن الله، وديننا هو الناسخ وهو الحق وهو الصراط المستقيم، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولن نقبل سلاماً ذليلاً ناقصا يبخسنا حقوقنا ويستولي على قدسنا ويأسرنا في قفص الذل والانحطاط، وستعرف اسرائيل ومَن وراءها ومَن عاضدها ووقف معها أن قادة المملكة وشعبها هم رديف وعمق وقوة للشعب الفلسطيني ومعهم كل قادة وشعوب الأمة العربية والاسلامية، وأن التضامن العربي والإسلامي سيزداد قوة وتماسكاً واتحاداً، وأن الذين سقطوا برصاص الغدر والنذالة والخسّة، هم شهداء عند الله أحياء يرزقون، ولن تذهب دماؤهم هدراً وأن المقت والغضب والكراهية وعقوبة الله سبحانه ستحيق بعصابة الطغيان المتسلطة على مقدرات أرضنا المباركة في فلسطين، وسيأذن الله بالفجر المشرق الذي ينال فيه الصابرون والمرابطون المجاهدون جوائزهم، ذلك وعد الله لا يخلف الله وعده.
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved