| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة,.
بعد التحية
مع انتشار مرض حمى الوادي المتصدع بمنطقة جيزان اعلنت حالة الطوارىء على مختلف المستويات في محاولة لمحاصرة المرض والحيلولة دون انتشاره في بقية المناطق وخاصة المناطق الجغرافية القريبة من منطقة جيزان ووجدنا أصحاب المعالي وزراء الصحة والزراعة والبلديات يقومون بجولات وزيارات ميدانية للقرى والهجر والتجمعات السكانية التي تفشى فيها هذا المرض القاتل ليكونوا قريبين من الحدث ويصدروا توجيهاتهم للجهات المختصة باتخاذ اللازم سواء فيما يتعلق بالمكافحة او الوقاية، ولم يقتصر الامر على الكوادر والإمكانيات المحلية بل تم طلب عدد من اصحاب الاختصاص من بعض الدول التي سبق ان انتشر فيها هذا المرض وقدمت كافة المساعدات المادية والمعنوية للسكان المتضررين بتوجيه ومتابعة من ولاة الامر في هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، ومازيارة سمو ولي العهد للمنطقة بعد جولته الخارجية مباشرة إلا ترجمة لهذا التوجه الذي لانستغربه من قيادة هذا البلد الذي عم خيره ارجاء المعمورة فمابالك بجزء غالٍ من هذا الوطن الكبير,, لكن الملاحظة التي قد يجمع عليها معظم من يتابعون وسائل الاعلام المحلية هي التصريحات المتباينة أحياناً من بعض المسئولين في هذه الوزارات الثلاث المعنية بالامر والتي توحي بمحاولة كل طرف القاء المسئولية على الطرف الآخر، ومما لاشك فيه ان المسئولية في وقوع هذا المرض بعد مشيئة الله تقع على الجميع سواء على المستوى الرسمي او الشعبي ولكن بدرجات متفاوتة وخصوصاً في الوزارات المختصة واعتقد ان النسبة العظمى تتحملها وزارة الزراعة والمياه ممثلة في ادارة الثروة الحيوانية وادارة المحاجر الزراعية تليها وزارة الشئون البلدية والقروية ثم وزارة الصحة, لان هذا المرض وحسب تقارير الخبراء مرض حيواني ينتقل من الحيوان بوساطة البعوض او ملامسة الحيوان المصاب وبالتالي دخول الحيوانات المصابة هو المسبب الاول لحدوث هذا المرض ودخول الحيوانات المصابة هو من مسئولية وزارة الزراعة والمياه ايضاً انتشار المستنقعات والبعوض الناقل لهذا المرض هو من مسئولية وزارة الشئون البلدية والقروية وبالنسبة لوزارة الصحة هناك من يقول ان المرض موجود بمنطقة جيزان منذ مايزيد عن شهرين قبل اكتشافه والإعلان عنه رسمياً الامر الذي ادى الى ارتفاع عدد الوفيات والإصابات بين صفوف المواطنين بالمنطقة ايضاً درجة الوعي لدى المواطن تتحمل جزءاً من المسئولية ومما لاشك فيه ان تواجد اصحاب المعالي الوزراء وكبار مساعديهم بالمنطقة بتوجيه من ولاة الامر امر جيد ومطلوب ولكننا نتمنى لوكان هناك ربع هذا التواجد في هذه المنطقة وغيرها من مناطق المملكة حتى ولو لم يكن هناك كوارث او حوادث طارئة حتى لاتكون قراراتنا وجهودنا ارتجالية ومجرد ردود افعال وليست أفعالاً في حد ذاتها لان معالجة الامور بارتجالية وسرعه اكثر من اللازم قد تجعلنا نقع في سلبيات لاتقل في حجمها وخطورتها عن حجم وخطورة الامر الذي نقوم بمعالجته اصلاً, فيما يتعلق بمكافحة مرض حمى الوادي المتصدع هناك بعض السلبيات على سبيل المثال لا الحصر وهي كما يلي:
1 الرش المكثف بمبيدات عالية السمية مثل مبيد الملاثيون والذي يسبب بعض الامراض المستعصية مثل السرطان.
2 تعميم الوزارة على مختلف المديريات والفروع التابعة لها في مختلف مناطق المملكة بطلب انتداب سائقين وعمال رش المبيدات للمشاركة مع فرق الرش الارضية بمنطقة جيزان، وهؤلاء الأشخاص معرضون للإصابة بهذا المرض وعند عودتهم لمناطقهم قد يساهمون في نشره او على الأقل إثارة الفزع لدى سكان هذه المناطق والمحافظات بما فيها الدوائر التي يعملون بها، وكان بالإمكان الاستعانة بعمال الرش في منطقة جيزان والمناطق القريبة منها كمنطقة عسير والباحة ونجران.
3 الحجر على خروج الحيوانات من منطقة جيزان دون الحجر على تحرك الافراد والمركبات والبضائع وهو ما ادى الى ظهور حالات في مناطق بعيدة عن منطقة جيزان, اعتقد ان التقوقع داخل المكاتب الفخمة في الوزارات والدوائر الحكومية من اهم السلبيات التي تواجه الاجهزة الحكومية, بينما تواجه فروع هذه الوزارة او تلك في مختلف المناطق والمحافظات بعض المشاكل الادارية والفنية او تكلف باعمال اكبر من قدراتها وامكانياتها المادية والبشرية على سبيل المثال في منطقة جيزان هناك بعض الفروع التابعة لوزارة الزراعة والمياه والتي تخدم مئات القرى والهجر ذات الكثافة السكانية العالية ويكون عدد العاملين بالفرع لايتجاوز عشرة اشخاص بما فيهم مدير الفرع فكيف نطالب هذا الفرع وامثاله بتقديم الخدمات المطلوبة ولوفي مستوياتها الدنيا.
بالإضافة الى ضعف الامكانيات المادية والبشرية المتاحة للمديريات والفروع هناك المركزية والروتين في اصدار التعليمات لهذه الفروع حيث ان القرارات دائماً تصدر من قمة الهرم الوظيفي باتجاه القاعده دون ان يكون لهذه القاعدة اي رأي او دور في اصدار مثل هذه التعليمات على الرغم من ان الاشخاص الذين يعملون بالميدان اكثر قدرة في تقدير حجم وخطورة المشكلة وايجاد الحلول المناسبة لها.
نتمنى ان تتم السيطرة على هذا المرض في أقل مدة ممكنة وبأقل الخسائر المادية والبشرية وان يكون فرصة لإعادة النظر في بعض آليات العمل وتلافي سلبياته في مختلف الجهات الحكومية وعلى مختلف المستويات بدلاً من البحث عن شماعة نعلق عليها الاخطاء ان وجدت.
هذا وللجميع خالص تحياتي
مشاري خالد الدعجاني شقراء
|
|
|
|
|