(1)
أهنئك,.
أهنئك شهرزاد,.
إنها ليلتك الأخيرة هنا,.
ليلتك الأولى بعد الألف,.
بعد التعب,.
بعد السهر,.
وبعد حكايا تمتد حتى الصباح,.
لكنها ليلتي الأولى,,هنا
ليلتي الأولى,, قبل الألف
أعد فيها نجوم الليل
أسهر فيها أردد حكايا,, كان كلها,.
أجتر أجملها,, أصورها حاضراً,.
يزخر بالحسرة,, يزخر بلماذا !!
يا,, شهرزاد,.
لم تمهلك الليالي الألف,, وليلة,.
فرصة تدركين فيها,, كيف يمكن للتاريخ أن يحول الحياة إلى مسرح فارغ,, كل مايعرض عليه,, غير مهم,.
لم تمهلك الليلة الأخيرة,.
لم يمهلك فرح الليلة الأخيرة,.
فرصة تدركين,, فيها كيف يمكن للفرح أن يتحول إلى حسرة,.
عندما يمضي الوقت,.
ويطلع النهار,.
ونجبر على,,, السكوت عن كل الكلام!!
(2)
* إلى التي تضيء دوماً في الذاكرة,, وإن لم يمسسها الحنين,.
مالذي يبرق في رأسي هذه الأيام؟!!
ولماذا يبرق في رأسي أسئلة عدة كنت أقرأها في أوراقك,, فأقلب الورقة,, وأكتب لك أسئلة مشابهة لها في الاحتياج لإجابة شافية؟!!
فكرت أنا مثلك تماماً أن أكسر جمود الليل بدمعة؟!!
أن أطوي بعده عن ما أرغب بكلمات تزمل الصبر بداخلي حتى لايفقد صبره,.
فكرت مثلك تماماً ياغالية أن أنفذ وبسرعة تلك الفكرة المجنونة في نبش قبر الفرح لتقبيل جسده الطاهر,, ومن ثم أترك له,, زهرة صغيرة عطره!!
لكنني أعود دوماً لليل أتأمله بقوة كأني أبحث عن خيوط الصباح داخل جسده الداكن,, عندما أستيقظ في الصباح,, من فزع يقظني أقول لنفسي بصوت عال صباح الخير أريد أن أنفض غبار الليل عن وجهي أريد أن أتأكد أن الشمس التي يصلني نورها هي حقيقة,, لا حلما مغلفا بالراحة,.
صباح الخير,, لها معنى يبدد أرق الليل,, صباح الخير,, صفحة جديدة,, بتاريخ جديد,, ألتقط فيه كل مايثرى الذاكرة تماما كما تلتقط الحمامة,,حبوبها,, وليمتها الدسمة!!
قلت لي مريم ذات مساء,, أن النصر يختبئ أحياناً في ملامح هاربة وأن فلسفة الألوان أبيض أسود لم تعد مجدية في تفسير معنى الهزيمة,, معنى النصر,, معنى المكسب,, معنى الخسارة,, وأن خدعة كبرى تهبها الحياة للغافلين فينتشون بالنصر ويسقطون بالهزيمة!!
أسألك,.
هل امتلاء ساحات الحرب بالجنود القتلى,, يعني الانتصار؟!
وهل خلوها يعني الهزيمة؟!!
هل الانسحاب,, يعني الخسارة؟!!
والاستمرار هل يؤدي دوماً,, للكسب؟!!
إني أؤمن دوماً,, ياعزيزة,, أن مسمى الهروب قد يكون أحياناً انسحابا لنصر قادم,, وأن البقاء قد يكون غالباً بداية لهزيمة مؤكدة؟!!
وإن القناعات التي نروج لها في أنفسنا,, ونسوف بها قراراتنا الحكيمة,.
تلك القناعات هي ذاتها التي تقطع رؤوسنا فيما بعد!!
هي ذاتها التي تتحول إلى خسارات إلى هزائم نثقل بها القلب والذاكرة,, والليل!!
إلى أولئك الذين يأخذهم زهو النصر,.
(3)
إلى أولئك الذين تأخذهم الهزيمة,, حافة الجنون,.
قد تلبس الهزائم ثوب النصر,.
وقد يرتدي النصر ثوب الهزيمة,.
والعاقل من يدرك موقعه جيداً,.
من يدرك متى يكون نصره هزيمة,, وهزيمته انتصاراً,.
(4)
لـ غازي القصيبي:
الليل ياصديقتي,.
بعدك,, لايطاق,.
في غرفتي السوداء,.
لايطاق,.
اود لو اسندت رأسي نحو صدر,.
أود لو بكيت,.
هل تعلمين مايعاني,.
كائن يموت؟!!
|