| الثقافية
في هذين اليومين العظيمين من أيام الأمة العربية الغراء، وفي هذين اليومين الشبيهين ببيضتين من ديك نادى المواطن العربي شعراءه وخطباءه وفصحاءه وعلماءه ولسناءه وأطباءه وأكاديمييه ومهندسيه ومتعلميه وطلب منهم أن يقولوا شيئاً كما يليق بطاقة إنتاجية مكنونة لا تقدر بثمن.
* قال الراوي : ففعلوا.
* وأردف قائلا: لقد هبوا من كل حدب وصوب هبة رجل واحد حتى ملأت أصواتهم الآفاق باتجاه عاصمة النور باريس, فانتخى الرئيس الفرنسي عندما قالوا له: تكفى أيها الرئيس , وفي رواية قالوا له: عشاننا أيها الرئيس وفي رواية : نحنا خوات وفي رواية: إذا بدك وهناك روايات وردن في كتاب: (إما الموت أو سيارة الرينولت)الذي ألفه نخبة من المثقفين العرب تقول إن الرئيس شيراك انتخى عندما نخوه وقال مالم يقله أحد في زمن أولبرايت وفورد ونمور إنترناشيونال وموتورز, بل إنه قالها موجها حديثه لرئيس الوزراء الإسرائيلي المدعوم.
هناك من يقول إن هذه الدولة تنتج فيتوات وشارونات وباراكات وكثير من الإهانات فكف المواطنون العرب جميعا عن شراء الشارونات ابتداء من شارون موديل 2001 وأصبحوا يسيرون على الأرجل, قال الراوي: وامتلأت شوارع المدن العربية بالدواب ذلك أنهم أصبحوا يتقززون من المنتجات الأمريكية, وفي هذين اليومين العظيمين من أيام الأمة العربية قام الشعراء والخطباء واللسناء والأكاديميون والمواطنون وأهل الفطنة، قاموا بالاحساس بالكرامة.
ونبذوا الذل والمهانة, وتوصلوا إلى أن الاحتقار أصبح سافراً, أي أنه مكشوف باللغة المشرقية و بالزاف بلغة المغاربة ومية مية بلغة وادي النيل العظيم واكتشفوا أن هذه السياسة الأمريكية الواضحة المستتبة كاشفة عن نفسها من هولويد إلى ديترويت ومن ديزني لاند إلى فورد ومن اليابان إلى جنرال موتورز ومن باريس إلى شرم الشيخ ومن أمريكا إلى الحاشي برغر ومن المشي على الأقدام إلى السيارات الأوروبية واليابانية ولوحظ أن هذا الهوان يتم إنتاجه فيما يسمى أمريكا وهي تقع فيما وراء البحار وأن هذه المنتجات ربما تكون موجودة بين أيادينا, وقال أحدهم: (بل إنها بين ظهرانينا) وأقسم آخر: (إنها في الشوارع والدكاكين وحتى البيوت).
ثم نهض مواطن عربي نبيه وأشار إلى كائنات حديدية عريضة تدب على أربعٍ سود مستديرات تشبه الفيتو الأمريكي تماماً فقام أحد العارفين ونصح بالابتعاد عنها.
فقام مواطن وأصدر صوتا من بين أضراسه وقال (سوف أمشي على الأقدام) وقال آخر (سوف أروح إلى عملي على دابة) وأضاف : طز.
ثم قام أحدهم وقد بدت عليه آثار المعرفة والاطلاع فأشار إلى وجود كائنات عريضة تسير على أربع وتستخدم في النقل ويتم انتاجها في آسيا وأوروبا فصفق الجميع له وشكروه على هذه المعرفة البالغة وقالوا له: نفع الله بك الأمة, ثم قام مواطن عربي متعلم وأصدر من مقدمة فمه ما يشبه الضاد العربية المضغوطة وركب الكابرس ومضى فقام ممثل جامعة الدول العربية قائلا: (إن كرامة الإنسان العربي, وإن حرية الإنسان العربي, وإن حق الإنسان العربي في أن يشتري ما يشاء وأن يبيع ما يشاء مضمونة ولله الحمد وان كل هذا سوف يتم وضعه في اضبارات، فقام الجميع على أقدامهم وصفقوا عن بكرة أبيهم, قال الراوي: إلى أن توقفوا عن التصفيق (,,,) ثم قام مواطن عربي ملاحظا وجود شيء مستدير بني اللون ومفروم وله رائحة الشواء فاستعاذوا بالله منه, وحث العارفون الجميع على الجمل برغر وهولندا برغر والهرفي برغر ونصحوا بتربية الإبل في الصحاري العربية وطحنه وجعله على هيئة مستديرة, ثم أخذوا في إحصاء عدد هائل من المنتجات الشارونية القادمة من وراء المحيطات وأخيرا قام رجل عريض عليه آثار الذكاء فإذا هوممثل الغرف التجارية العربية جمعاء وعرض عليهم دراسة الجدوى وهي عبارة عن (سيارة خرافية لعائلة عربية) وهي تصاميم لسيارة سوف تصنع في فرنسا وآسيا ثم دعاهم على غداء عمل, فنهض صحفي عربي نبيه قائلا بالبنط العريض :(البضاعة الأمريكية على صفيح من نار), فذهل الجميع لهذه المقولة التي أوصلته إلى قصب السبق في عالم الصحافة, وقبل أن يبدأ الشعراء والهجاؤون والندابون والمداحون قصائدهم اتفق الجميع على أن تكون الجلسة القادمة عند المذبحة القادمة (,,,,) ثم كانت القصيدة التي مطلعها (وإذا أنت لا تريد الهوانا): (فلا تشتري صناعة الأمريكانا) ,,, إلخ وكانت مليئة بالرثاء والهجاء فتنفسوا الصعداء, ثم قام أحدهم بهجاء تلك الأمة المنتجة للذل العربي والشارونات وأشار إلى أن بضائعها سوف تخسر قائلا: (أمة مضاعة) (خاسرة البضاعة) (ابتداء من موديل 2001 قاعة) فصفق الجميع لهذه القصيدة الهائية التفعيلة العصماء, وقام شاعر شاب وقرأ قصيدة نثرية مطلعها: أسير في الشارع فأصاب بالقرف والغثيان فاكتشفت ان الدكاكين تبيع بضاعة أمريكية فاشتريت دفترا وقلما ودجاجة وركبت الرينو الجميلة وأرسلت غمزة خضراء لآسيا وأوروبا,,) ثم قام شاعر من أهل الصعيد فقال:
الخط ذا خطي
والكلمة ذي ليا
غطي الورق غطي
بالدمع يا عنيا
|
|
|
|
|