| الفنيــة
شكلت بدايات الفنان عبدالمجيد عبدالله مؤشراً جيداً لقدوم فنان يحمل كل مؤهلات الإبداع والسير على نهج الفن الأصيل الذي انتهجه الكبار المخضرمون في هذا المجال خاصة في تلك الفترة التي واكبت العزلة التي ضربها محمد عبده على نفسه وقد كانت تلك الفترة بمثابة فرصة العمر لكل فنان ناشىء ليثبت وجوده خاصة بعد تلك الإحباطات التي عمت الوسط الفني وقتها حينما اعلن الفنان محمد عبده توقفه, فبدأ عصفور الفن تغريده الشجي ردحاً من الزمن مكوناً قاعدة عريضة من المعجبين ليس على مستوى الخليج فحسب بل على مستوى العالم العربي.
وانهالت التبريكات والتهاني لهذا النجاح الذي حققه وتنبأ الكل بعلم قادم يحمل دفة الفن وفارس جديد ليعتلي صهوة الريادة الفنية, بل راهن على نجاحه كل النقاد باختلاف ميولهم وانتمائهم وكان شخصي الضعيف ضمن من راهنوا عليه اذ انه يحمل كل مقومات النجاح ويملك كل الاسلحة التي تساعده في تحقيق آمالنا وطموحنا فيه.
لكنه ما لبث ان تقهقر عن قواعده وترجل من صهوة الأصالة التي رغبنا في ريادتها فما عاد مجيداً كتلكم الاستهلالة التي بدأ بها وتنصل عن تلك الوعود المعنوية وهبط من القمة الى السفح بصورة دراماتيكية جعلتنا نشتعل حزنا كلما اجتررنا قامة بداياته الرائعة فلماذا اضاع القمة وارتضى لنفسه هذه المكانة التى لا تليق به ,,؟ لنرى لعله من الاشياء التي لاتغيب على فطنة القارىء العزيز والتي أرخت سدالها عتمة لتغيب ملامح الاحساس والرؤى الجميلة على الفنان هي الشللية والاحتكار فهذه الامور طمست كثيراً من معالم الجمال لدى الفنان وجعلت منه مؤديا ليس لديه ادنى رؤية فنية وقللت بل وحجّمت كثيراً من مساحات الإبداع لغالبية مرتادي الشللية من الفنانين وللأسف انصاع الفنان عبدالمجيد لهذا النداء وأرخى حباله لمقود الشللية لينضم الى تلك الدائرة المغلقة مكرراً نفسه عند كل إنتاج لألبوم فلا يكاد يخرج الينا بألبوم إلا ويطل علينا خلاله بذات الاسماء صالح الشهري، ممدوح سيف، سالم سيف، الخالدي، سامي الجمعان وهؤلاء اصبحت اطلالتهم ثقيلة على المستمع لأنهم باتوا يجترون من قديمهم فيدخلونه ورشة ليغيروا دهانه ثم يعدلوا هيئته ويخرجوه مختلفاً في الشكل يحمل ذات المضمون السابق, وكل هذا يتم في جلسة يجتمعون فيها يتسامرون في ليلة انس يكون محصلتها البوم مكرر باهت لا يضيف الى الساحة شيئاً حنا ناقصين وربما يتأخر إصدار الألبوم بضعة شهور او يزيد وتكون حينها الشلة ليست في كامل المزاج او ربما في اجازة يعودون بعدها ليكرروا ذات السيناريو السمج الممل وتستمر المأساة.
ورغم كثافة الإعلان عن البومه القادم انت العزيز فإني لا اتوقع ان يأتينا بجديد اللهم الا إفرازات البشكة في الملحق بذات الكلمات النحيلة بنفس اللحن المكرور الذي عودتنا تلك الشلة على سماعه وكان الله في عوننا.
تسليمة
أنت العزيز أنت المهم
يا سراجي بينهم
قلبي واحساسي معاك
واترك الباقي لهم
والله تعبت في الشريط ياعبدالمجيد.
aldhmi@ suhuf.net.sa
|
|
|
|
|