| مقـالات
قبس:
ليس شقاؤك في أن تكون أعمى، بل شقاؤك في أن تعجز عن احتمال العمى .
حكمة عالمية
كل العالم يتحدث عن التعليم ويسعى إلى تحديث وسائله التي صارت في تطور مذهل بفضل ثورة التقنيات وما زلنا نحن نحشو المعلومات في أذهان صغارنا لكي تنسى ونطلب من الطالب الجامعي أن يحفظ ملزمة المادة كما كتبها الأستاذ ونتعامل ببيروقراطية مع طالب الدراسات العليا لتصل فترة الدراسة إلى أربع وخمس سنوات لنيل الماجستير وهي في كل أنحاء العالم أقل من ذلك بكثير والسؤال هل نحن منفصلون عن تطور العالم؟
الجامعة العربية المفتوحة ستبدأ أواخر العام القادم وما زال بعض المسؤولين في التعليم لدينا يهددون بعدم اعترافنا لأسلوب الدراسة عن بعد مع أن واقع ازدياد اعداد الطالبات خصيصاً واعتراف وزارة التعليم العالي عن عجز الجامعات لاستيعاب العدد يؤكد احتياجنا لاستخدام اسلوب تعليم غير تقليدي لا يتطلب تجهيز قاعات لطالب العلم أو توفر المراجع.
في الصين يقولون في حكمهم التعليم الذي لا يدخل سوى العينين والاذنين يشبه وجبة طعام في المنام وهذا ما نفعله مع جيل الأطفال في مناهجهم العقيمة ومع جيل الشباب في تسديد طرق الدراسة عن بعد.
كنت أحتفظ بورقات خمس هي المسوغات والشروط المطلوبة لراغبي الدراسة العليا خارج المملكة على حسابهم الخاص ومبرر ذلك أن قراءتي لها أكثر من مرة جعلتني اصرف النظر عن الدراسة التقليدية واقترح على وكالة وزارة التعليم العالي للعلاقات الثقافية الادارة العامة لشؤون البعثات ان تجعل كلمة التعجيزية مرفقة بالشروط المطلوبة اذ يكفي انها لا تعترف بنظام الانتساب في الدراسة!!
طرق الطموح العلمي لدينا شائكة والأبواب مقفلة ومن لديه من القراء تجربة ايجابية مع نظام التعليم العالي فليوافني بها لأحسن الظن في المستقبل.
أما عن تجربتي فبعد انفتاحي على عالم الانترنت وعبره زرت مواقع لجامعات عربية وأجنبية تتنافس في استقطاب طلبة العلم,, الخيارات عدة والتعليم يأتيك إلى منزلك وأمامك الخيارات لاختيار التخصص الذي تريد واسلوب الدراسة كذلك وبالفعل التحقت بإحدى الجامعات المفتوحة في أمريكا.
بالتأكيد أسلوب الدراسة عن بعد أو عن طريق المراسلة أو الانتساب كلها أنواع للتعليم غير التقليدي يناسب الأم والمرأة العاملة والرجل المشغول ولكنه لم يعد الخيار الأخير بل هو الأول لمن يطلب المرونة والجودة والتعليم الحقيقي ليس مقعداً في الجامعة بل هو جرعة عالية من المعلومات والخبرات.
ومصطلح الدراسة بالمراسلة ليس مصطلحاً حديثاً فقد استخدمه الفلاسفة والمفكرون والدعاة من قبل لنشر أفكارهم، وفي بريطانيا تم تبني هذا الأسلوب بالشكل الحديث في نهاية القرن التاسع عشر وأنشئت الجامعة المفتوحة في بريطانيا عام 1969 وتحت اشراف الدولة لضمان الجودة والنوعية للدورات والشهادات المقدمة، أما العرب فمازال البعض يتباحث مع التقليدية المزروعة في رأسه هل يؤيد الجامعة المفتوحة العربية أم لا؟! أو على حد تعبير الأمير طلال بن عبدالعزيز في لقاء تلفزيوني معه حين تحدث عن تجاوب بعض الدول العربية، ووصف البعض الآخر بأن ترددهم هو مجرد التخوف من الجديد! وفي رأيي أنه في التعليم بالتحديد يجب أن ننفتح بوعي على كل جديد,وعلى جامعاتنا ان تدرك ان الخيارات الآن أكبر من أن تستكين إلى برامجها وأنظمتها التقليدية ستقولون ناقمة عليها واقول تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه حتى يثبت العكس!
nbashatah @ hotmail.com
|
|
|
|
|