|
| الريـاضيـة
يرفع المنتخب القطري لكرة القدم شعار التحدي والبحث عن الذات في كأس الأمم الآسيوية الثانية عشرة التي يستضيفها لبنان من 12 إلى 29 أكتوبر الحالي حيث سيخوض غمار الدور الأول من المسابقة ضمن المجموعة الثالثة التي تقام منافساتها في مدينة صيدا الجنوبية.
وإذا كانت نهائيات بطولة أكبر قارة في العالم تمثل الكثير بالنسبة إلى القطريين حيث شاركوا فيها في الأعوام 80 و 84 و 88 (استضافوها أيضا) و 92، وأبعدهم عنها السوريون في الدورة الحادية عشرة التي استضافتها الإمارات قبل 4 سنوات، لكن العنابي لا يملك رصيدا كبيرا فيها.
وبناء على هذا الوضع تبدو الآمال، حتى في خفايا التصريحات الرسمية، ضعيفة في إحراز الكأس لأول مرة في تاريخه، وحتى في بلوغ الدور ربع النهائي لأنه يلعب ضمن المجموعة التي وصفت بأنها حديدية بوجود السعودية حاملة اللقب، واليابان واوزبكستان, وفي كل حال، لا يقل القطري شأنا عن منتخبات مجموعته والمنتخبات الأخرى وهو الأقوى في آسيا، وهي سيعتمد على تكاتف عناصره وتصميمهم على ترك بصمة في نهائيات البطولة، عزت عليهم في مشاركاتهم السابقة التي بدأت عام 1976 ولم تتخط حينها التصفيات التي جرت في بغداد بمشاركة العراق والسعودية وأفغانستان.
ويؤكد مدير المنتخب أحمد السليطي يتوجه العنابي إلى لبنان ليس من أجل المشاركة والاكتفاء بخوض الدور الأول ثم مشاهدة المتأهلين، بل على العكس لأننا سنسعى إلى المنافسة بقوة على اللقب الآسيوي .
ويستدرك السليطي قائلا: نحن نعرف أن مهتمنا قد تكون صعبة في مواجهة منتخبات قوية لها على الساحة الآسيوية وحتى الدولية صولات وجولات مثل السعودية واليابان، لكن هذا لا يقلل من أهمية المنتخب القطري الذي يملك كوكبة من أبرز اللاعبين في الساحتين الخليجية والعربية .
واضاف لغة التحدي مع الذات موجودة لدى اللاعبين والمدرب البوسني جمال الدين حاجي، الذي كان توليه الإشراف على المنتخب مطلبا من الجميع لقربه من عناصره والجماهير على حد سواء، ولهذا أقول ان الكل سيفاجأ بما سيقدمه القطري في صيدا .
حاجي واقعي
ولأن النجاح ممكن والاخفاق ممكن أيضا في هذه المسابقة الصعبة، كان المدرب حاجي واقعيا عندما أطلق رد فعل متوازنا بعد سحب القرعة مباشرة أواخر ابريل في بيروت اذ قال لست سعيدا جدا لأن مجموعتنا هي الأقوى بين المجموعات الثلاث، يجب أن يعلم الجميع ان السعودية هي بطلة آسيا 3 مرات واليابان مرة واحدة، وان منتخب اوزبكستان قوي جدا .
وأضاف حاجي لكننا فزنا على منتخبات قوية مثل الكويت وإيران, اني احترم جميع المنتخبات كما أني أحترم منتخبي أيضا، وأؤكد أني لست خائفا من أحد، واعتبر هذه البطولة تحديا كبيرا واختبارا مهما لي كمدرب ، مؤكدا ينتظرنا عمل صعب قبل الانتقال إلى لبنان .
وبالفعل، بدأ حاجي بالتنسيق مع الاتحاد القطري للعبة العمل على الفور من اجل رفع سوية الأداء من خلال برنامج استعدادي مكثف تتضمن معسكرات عدة أبرزها في فرنسا وانجلترا من 11 أغسطس إلى 14 سبتمبر مع عدد من المباريات الودية مع فرق من درجات مختلفة.
وفي فرنسا، فاز العنابي على لوبفي من الدرجة الثانية 2/1 وتعادل مع سانت اتيان من الاولى صفر/صفر، ثم خسر امام البرديس من الثانية صفر/1، وفي انجلترا، تعادل سلبا مع رديف مانشستر يونايتد، وخسر أمام ايفرتون من الدرجة الممتازة 1/5 .
وفي إطار استعداداته الأخيرة قبل أمم آسيا، لعب المنتخب القطري مع الكويتي في 24 سبتمبر في الكويت وتعادلا سلبا ثم واجه إيران في الدوحة في 27 منه وخسر بهدف والمصري في الدوحة أيضا في 2 أكتوبر الحالي في مناسبة مهرجان اعتزال النجم القطري السابق منصور مفتاح وانتهى لصالح مصر بهدف وأخيرا سيلاقي المنتخب التايلاندي اليوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى لبنان.
ضربة موجعة
وتعرض العنابي لضربة موجعة تمثلت في إصابة مهاجمه المخضرم مبارك مصطفى، الذي كان ورقة رابحة في يد المدرب البوسني، خصوصا في الأوقات الحرجة من خلال أهدافه الحاسمة.
وأجريت لنجم النادي العربي عملية جراحية في ركبته في 12 سبتمبر في بلجيكا، قبل شهر بالتمام والكمال من انطلاق المسابقة الآسيوية، علما بأن الجراح مارتينز أكد أن مصطفى سيبتعد نحو ثلاثة أشهر عن الملاعب، فوقع النبأ كالصدمة على المسؤولين عن العنابي .
وقال مصطفى متحسرا سأغيب عن كأس آسيا، وأعرب عن أسفي الشديد لما حدث اذ كنت اتمنى المشاركة فيها لكن ظروف الإصابة لم تساعدني على ذلك وأمنياتي لزملائي بالتوفيق في المهمة .
وكان مصطفى ينوي الاعتزال من تلقاء نفسه بعد تمثيل بلاده في البطولة الآسيوية تماما بسبب الإصابات المتكررة حيث قال: أرغب في وضع حد لمسيرتي في الملاعب نهائيا بعد كأس آسيا بسبب الإصابات العديدة التي تعرضت لها في الفترة الأخيرة وبعد المشاركات الكثيفة لي مع النادي والمنتخب .
لكن الإصابة تدخلت مجددا لتبدد حلمه بمشاركة اخيرة في المسابقة الآسيوية، ويعتمد البوسني حاجي على مزيج من المخضرمين والشباب، وقد سمى 26 لاعبا شاركوا في المعسكرات الخارجية والداخلية سيختار منهم التشكيلة الرسمية من 22 عنصرا.
كيف تأهلت قطر
تأهلت قطر بصعوبة بالغة إلى النهائيات بتصدرها المجموعة الرابعة التي أقيمت بطريقة التجمع من دور واحد من 31 مارس إلى 8 ابريل الماضيين في الدوحة برصيد 10 نقاط (لها 11 هدفا وعليها 3) أمام كازاخستان (9 نقاط) والأردن (7) وفلسطين (3) وباكستان (من دون رصيد).
ولعب قطر 4 مباريات فازت في الأولى على فلسطين 1/صفر، وفي الثانية على كازاخستان 3/1، وفي الثالثة على باكستان 5/صفر، وتعادلت في الرابعة مع الأردن 2/2.
وكانت قطر مهددة مباشرة من الأردن الذي كان على وشك ان يخطف منها البطاقة بعد تقدمه 2/صفر، في الشوط الأول من المباراة الحاسمة بواسطة عبدالله أبو زمع (24) وسفيان عبدالله (42)، جعلا القطريين يضعون أيديهم على قلوبهم.
بيد أن الحظ وقف مع العنابي في الشوط الثاني وأدرك التعادل عن طريق فهد الكواري (66) ومحمد سالم العنزي (70)، اللذين أعادا الروح إلى مواطنيهما، وهما سيكونان من ضمن فرسان قطر الأساسيين في النهائيات.
نتائجها السابقة
لا تملك قطر رصيدا كبيرا في البطولة الآسيوية التي كان مشاركتها الأولى في النسخة السادسة منها عام 1976، أي بعد 20 عاما على انطلاقها ولم تتأهل إلى النهائيات.
وفي دورة 1980 التي أقيمت في الكويت، تأهلت قطر وخاضت 4 مباريات في النهائيات ففازت على الإمارات 2/1،وخسرت أمام كوريا الجنوبية صفر/2، وتعادلت مع ماليزيا 1/1، ثم خسرت امام منتخب الدولة المنظمة صفر/4، وخرجت من الدور الأول.
وتأهلت قطر للمرة الثانية على التوالي إلى النهائيات في الدورة الثامنة 1984 في سنغافورة، ولعبت ضمن المجموعة الأولى فتعادلت مع سوريا 1/1، وخسرت امام الكويت صفر/1، وتعادلت مع السعودية 1/1، وثأرت من كوريا الجنوبية 1/صفر، وخرجت أيضا من الدور الاول.
ونظمت قطر نفسها الدورة التاسعة عام 1988، ولعبت ضمن المجموعة الأولى فخسرت امام إيران صفر/2، وفازت على الإمارات 2/1، وخسرت أمام كوريا الجنوبية 2/3، وصبت غضبها على اليابان 3/صفر، لتحتل المركز الثالث خلف كوريا وإيران اللتين تأهلتها إلى نصف النهائي.
وتأهلت قطر للمرة الرابعة على التوالي إلى نهائيات البطولة العاشرة التي أستضافتها اليابان عام 1992 ولعبت في المجموعة الثانية فتعادلت مع تايلاند 1/1، ومع السعودية 1/1، وخسرت أمام الصين1/2، وحلت ثالثة خلف السعودية والصين اللتين تأهلتها إلى نصف النهائي.
وفشل العنابي في التأهل إلى نهائيات الدورة الحادية عشرة التي استضافتها الإمارات عام 1996، تاركا بطاقة المجموعة لسوريا.
|
|
|
|
|
