| القرية الالكترونية
* ترجمة عادل العيثان
في عالم الهواتف يمكنك نقل خدماتك من شركة الى أخرى وبدون حتى تغيير رقم هاتفك وذلك في الولايات المتحدة والدول المتقدمة طبعا وعند قيامك بالانتقال من منطقة الى أخرى وتغيير رقم الهاتف فان معظم شركات الهاتف توفر لك خدمة تسجيل للتعريف برقم هاتفك الجديد ولعدة أشهر, وحتى خدمات البريد الالكتروني في الولايات المتحدة تقدم خدمة اعادة توجيه البريد ولمدة ستة أشهر مجانا.
وليس الوضع كذلك مع مقدمي خدمات الانترنت ISP سواء العملاقة منها مثل America Online American Express فالجميع يطلبون منك اشعارهم بالبريد الالكتروني في الجديد في حال انتقالك من عمل الى آخر وتغييرك لموفر الخدمة، وقليل جدا منهم من يوفر خدمة اعادة توجيه البريد الألكتروني، وفي هذه الحال فان أي رسالة الكترونية تعود الى المرسل وبالملاحظة التقليدية العنوان غير معروف ولتلافي ذلك فان أكثر الناس يرسلون كما هائلا من الرسائل الالكترونية في كل مرة يغيرون فيها مقدم الخدمة أو مكان العمل والسكن, وهو عمل مرهق، ويعد من أكبر معوقات التنافس بين مزودي الانترنت.
ويعطي الموفر بين الأوائل مثل Aol أو Earth Lind أفضلية على غيرهم من موفري الخدمة الجدد حتى وان كانوا يقدمون خدمة مجانية ويطلق الاقتصاديون على هذه المشكلة اسم تكلفة التغيير لأن الشركات تتكلف بكثير من الخسائر لأنهم لا يستطيعون البقاء على اتصال مع زبائنهم على مدى طويل, وأي حل لمشكلة البريد الالكتروني سيستفيد منها المستهلك في النهاية وتسهيل التنقل بين موفري الخدمة سيلهب المنافسة بينهم ويؤدي الى انخفاض الأسعار, كما هي الحال مع شركات الهاتف والمشكلة الرئيسية لمقدمي الخدمة هي ان عملية تنقل البريد الالكتروني ليست بالتقنية السهلة.
فالعنوان مكون من اشارات وأرقام الكترونية وهي جزء من مجموع الأرقام التي توجه الكمبيوتر الى أي عنوان بريد الكتروني يرسل الرسالة فعندما يتم تغيير مقدم الخدمة فذلك يعني تغيير وجهة الرسالة ولا يضمن وصولها الا باعادة توجيه العنوان.
ومن وجهة نظر المستهلك فان أحد مديري شركة انترنت بعث بقائمة طويلة الى جميع أصدقائه بالعنوان الجديد لبريده الالكتروني، ولكن بعد ان تغير عمله بعد ثلاثة أشهر أعاد تكرار العملية نفسها ولكنه هذه المرة خرج بخيال يدفعه الى بداية تصميمه لما هو معروف الآن 24\7 Media Inc ومنذ عام 1997م عندما سجل العنوان البريدي الالكتروني الذي حصل عليه مجانا من كليته التي تخرج منها M I T وهو الآن على نفس عنوانه الالكتروني حيث ما ذهب أو غير مكانه والسبب لأن كلية M I T توجه بريده الى أي عنوان الكتروني يرغبه وبما انها لا توفر خدمة البريد الالكتروني فانه لايزال بحاجة الى الاشتراك مع مقدمة خدمة الانترنت.
وفي كل مرة يغير فيها عمله أو مقدم الخدمة I S P والتي تغيرت منذ ذلك الحين وحتى الآن 11 مرة كان يدخل الى موقع M I T ويسجل عنوانه الالكتروني الجديد وبهذا يكون قد حول جميع الرسائل التي ترسل اليه الى عنوانه الجديد.
وتعد ظاهرة العنوان الالكتروني مدى الحياة الآن منتشرة في أغلب مواقع البريد المجاني فقد بدأت بالجامعات المميزة في مجال الاقتصاد كهار فرد وM I T وWharton في عام 1997 وانتقلت الى الكليات الجامعية الى بقية بشكل عام في جميع أنحاء الولايات المتحدة والطلبة معجبون بفكرتها لكونها تبقيهم على اتصال مع زملائهم الطلبة بعد التخرج والكليات ترى في ذلك فرصة للبقاء على اتصال مع خريجها بغرض المشاركة في أنشطتها المستقبلية.
وقد بدأت هذه الخدمة تظهر على الانترنت في مواقع عديدة مثل Pobox.com وMail.com وكثير غيرهم يحاولون دخول هذه السوق الجديدة, وتتراوح تكلفة اعادة التوجيه من الخدمة المجانية الى 40 دولارا في السنة وكثير من المواقع التي توفر الخدمة المجانية تجمع أرباحها عن طريق بيع الإعلانات على مواقعها.
فمثلا موقع Fanmail.com يوفر خدمة اعادة توجيه مجانية لهواة الرياضة وخاصة للعناوين الموجودة على Wildcats.com أو موقع Go-Tigers.com ومداخيل الشركة التي مقرها في مدينة هتزفيل الباما تأتي من ارسال الاعلانات التجارية للمستفيدين من خدماتها أو على صفحات مواقعها.
ويقدم Yahoo مثلا خدمة اعادة توجيه الرسائل بشكل كما ان الشركات المتخصصة في تسجيل وحجز المواقع على الشبكة مثل Register.com أو Netwardsulutios.com تبيع هذه الخدمة مقابل 30 دولاراً لمن يشتري أو سجل اسما في الانترنت فعلى سبيل المثال لو حجزت اسما Yourname.com فيمكنك الحصول على e-mail-yourname.com واعادة توجيه بريدك اليه, وتخطط خدمات البريد الأمريكية حاليا لأن توفر بريداً الكترونياً مجانياً مدى الحياة مع خدمة اعادة توجيه الرسائل وهذه الخيارات بمجموعها تشكل تهديدا لمقدمي خدمات الانترنت Isps الذين تقوم تجارتهم على نقطة ضعف المستخدمين ونفوذهم من خلالها وذهابهم إلى تلك الشركات وتغيير العنوان الالكتروني emaail كل مرة ينقل فيها المستخدم من شركة الى شركة وهذا ما حصل تحديدا مع شركات الهاتف المحلية عندما أقرت التشريعات الأمريكية على بقاء رقم الهاتف دون تغير حتى عند تغيير شركة الهاتف وذلك في عام 1996م وقد تطابقت عبارات اثنين من كبار المتخصصين في كل من الهاتف والانترنت عندما قالوا: ان عدم قدرة المستخدم على الانتقال برقم الهاتف أو عنوانه البريد الالكتروني بغض النظر عن مقدم الخدمة فلن تكون هناك أي منافسة بين الشركات.
|
|
|
|
|