|
| الاقتصادية
أسوأ القرارات هي تلك التي تبنى على رد فعل، حيث تفتقد في هذه الحالة للأرضية الصلبة والمنطلقات الضرورية لا تخاذ القرار, وظاهرة إعادة الهيكلة التي بدأت تتبناها بعض منشآت القطاع الخاص لدينا أخشى ان تكون من ذلك النوع من القرارات.
إذ هي قد تكون ردة فعل لإخفاقات داخل المنشأة أو تأثرا بما يدور خارجها، وبالتالي فهي قد لا تبنى على أسس سليمة تبرر أسباب اتخاذها وتحدد كيفية تنفيذها.
إن العارفين بشؤون الإدارة وشجونها يدركون ان الهيكل بله إعادة الهيكلة ليس إلا وسيلة لتحقيق أهداف المنشأة وأغراضها, إذ يجب أن يكون ذلك الهيكل ملائما ومناسبا لتحقيق تلك التطلعات، بل يجب ان يصاغ بطريقة تضمن الوصول لتلك الأهداف والتوجهات, إذ هو وسيلة لتحقيق غاية، وما تتطلبه تلك الغاية يفرض الطريقة التي تتشكل بها تلك الوسيلة, فلو اقتضت تلك الغاية إنشاء قسم أو إلغاء آخر أو استدعت الحاجة استحداث إدارة أو شطب أخرى من الوجود لحتم الأمر تنفيذ ذلك إذا أرادت المنشأة تحقيق أهدافها والوصول إلى بغيتها.
إن ذلك يعني ان هناك شروطا وقيودا لابد من دراستها والبدء في توفيرها قبل أن تشرع المنشأة في التفكير في مراجعة هيكلها التنظيمي, وهذه في مجملها هي ما يعرف بوضع التصور المستقبلي للشركة شاملا استراتيجيتها وأهدافها التي تطمح إلى تحقيقها في المستقبل القريب والبعيد, إذ إن بناء هيكل الشركة وإداراتها وأقسامها ليس سوى خطوة أولية وضرورية ضمن الخطوات الهامة لترجمة ذلك التصور على أرض الواقع, إذ بدون أن تحدد الشركة وجهتها فإنها لن تتمكن من تحديد تلك الخطوة مما قد يؤدي إلى إيجاد هيكل تنظيمي لا يخدم الشركة بل هو رد فعل لما تعانيه الشركة من ظروف تقع داخل محيطها أو خارجه.
خلاصة القول إن مراجعة هياكل المنشآت وتقييم إداراتها وأقسامها والتي من المفترض ان تكون عملية مستمرة نتيجة لتغير أهداف تلك المنشآت واستراتيجياتها يجب ألا تكون هدفا في حد ذاته بل هي وسيلة تستدعيها طموحات الشركة وتوجهاتها الحالية والمستقبلية مما يعني ان تحديد تلك التوجهات بدقة هي المرحلة الأولى والأهم والانطلاقة الأساسية التي يجب ان تسبق أية هيكلة تزمع الشركة تبنيها.
kathiri@sol. net sa
|
|
|
|
|
