|
| الثقافية
* بريدة بندر الرشودي
في إطار الاحتفالات باليوم الوطني أقام نادي القصيم الأدبي ببريدة ندوة علمية تناولت المسيرة الحضارية للمملكة العربية السعودية، وذلك بمناسبة مرور سبعين عاما على توحيد المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
وقد شارك فيها كل من : الدكتور حسن بن فهد الهويمل رئيس النادي والدكتور محمد بن علي السكاكر, أستاذ التأريخ الحديث المساعد بكلية العلوم العربية والاجتماعية فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم, وأدارها الدكتور إبراهيم بن حمود المشيقح رئيس قسم التأريخ بكلية العلوم العربية والاجتماعية في جامعة الإمام بالقصيم, الذي استهل الندوة بشكر المشاركين والترحيب بالجمهور، ثم أشاد بالجهود التي بذلها الملك عبدالعزيز في سبيل توحيد وتكوين المملكة العربية السعودية وبناء هذا الصرح الحضاري الذي تبوأ مكانة متميزة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، ثم أعطى الكلمة للدكتور السكاكر الذي تحدث عن مراحل تكوين المملكة ابتداء بفتح الرياض عام 1319 ه إلى إعلان توحيد هذا الكيان عام 1351 ه مرورا على كل الوقائع التي خاضها الملك عبدالعزيز في سبيل لم شمل وسط الجزيرة العربية المترامي الأطراف وقيام وطن يؤلف بين القبائل ويوحد القلوب.
وقد تأتى له ذلك لإيمانه بسمو الهدف الذي يسعى إليه وأهمية المشروع الذي يسعى إلى تحقيقه, ثم تحدث عن الأصول العامة لسياسة الملك عبدالعزيز القائمة على الحق المشروع في الدفاع عن الذات ضد أي عدوان وعدم التدخل في شأن الآخرين واحترام حقوق الجوار والسعي لتحقيق التضامن مع العالم العربي والإسلامي ومؤازرة القضايا الأساسية للأمة الإسلامية، كما تحدث عن الاعترافات الدولية بهذا الكيان الجديد, ثم انتقل الحديث إلى الدكتور حسن الهويمل الذي تناول عملية البناء الحضارية.
وقال: إن الملك عبدالعزيز واجه معركتين: معركة التكوين ومعركة البناء، وإذا كان الزميل السكاكر قد غطى معركة التكوين فإن حديثي سيتناول معركة البناء وتشكيل هذا الكيان ليتخطى عتبات التاريخ, فما هي الخطوات التي خطاها الملك عبدالعزيز في بناء هذا الكيان، ثم ما هي العوائق التي واجهها الملك عبدالعزيز في مسيرته الحضارية وما هي المؤيدات التي استثمرها في بناء هذا الكيان الذي ننعم تحت أفيائه.
فالمؤيدات يمكن أن ألخصها بالنقاط التالية:
المؤهلات الذاتية للملك عبدالعزيز حيث يمتلك مقومات القيادة من ذكاء وخبرة وجانب إنساني حي.
السمعة الطيبة لأسرة آل سعود، حيث احتضنت في طورها الأول الدعوة السلفية ونشرت المبادئ الإسلامية النقية.
الواقع الاجتماعي للجزيرة العربية، حيث مل الناس من التشرذم والتخلف ومواجهة الأمراض المستشرية, فكانوا يتطلعون إلى قيادة تنتشلهم من هذه المعاناة.
مشروعية الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه فهو يريد أن يعيد ملك اجداده الذي سلب منهم في حقبة زمنية.
ثم تحدث عن العوائق التي واجهت الملك عبدالعزيز في مسيرته الحضارية وذكر أن أبرز هذه العوائق اتساع رقعة الجزيرة العربية وانتشار أهلها في البادية والحاضرة.
ومن العوائق التي اعترضت الملك عبدالعزيز في ذلك الوقت أن المجتمع السعودي ألف مواضعات وتربى عليها وارتبطت بإمكانيات جغرافية وقبلية, بيد أن الملك عبدالعزيز تغلب على هذه العوائق واستطاع أن يتخطى تلك العقبات بالأسلوب المرحلي، حيث أنشأ دورا للتعليم تأسست على الثوابت الإيمانية، وأقام عليها أهل الثقة من طلبة العلم فحقق بذلك رغبة الطامحين وأزال خوف المترددين.
ومن العوائق قلة الإمكانات المالية المتاحة في ذلك، الأمر الذي جعل الملك عبدالعزيز يوجه المخرجات إلى الأشياء الضرورية,
وقد أراد أهل الرياض عمل احتفال له بمناسبة عودته من مصر فطلب منهم إلغاء الحفل وصرف المبالغ في تأسيس مدرسة,
وقد كان هذا العائق يشكل تحديا يقف حجر عثرة في سبيل التحديث، لكن الله أعانه على التغلب على هذا العائق بأن فجر له كنوز الأرض فبنى هذا الكيان الحضاري الذي لا يزال في نمو مطرد.
ومما يجدر ذكره أن الندوة حظيت بحضور جماهيري كبير تفاعل معها ومنهم من طلب المداخلة مثل الدكتور سعد بن شارع الحربي الذي شكر المشاركين وتمنى أن تعقد لقاءات أوسع لتعميق النقاط المطروحة.
|
|
|
|
|
