| مقـالات
** قبل فترة صرح معالي وزير التخطيط، ومعاليه يسكت طويلاً لكنه ينطق أمراً مهمّاً.
أقول صرح بأن سكان المملكة العربية السعودية سوف يتضاعف عددهم تقريباً عام 2020م فبدلاً من 15,5 مليون عام 1999م سوف يصبح عددهم 29,7 أي بعد حوالي عشرين عاماً إن أحيانا الله وأحياكم,,! .
وبالمناسبة,, معاليه لم يدخل مسألة الحبة الزرقاء الفياجرا وإلا لكانت نسبة الزيادة أكبر,!
ولا نقول إلا: اللهم زد وبارك
ولكن لابد من دراسة الأمر
فالله هو الرازق حقيقة
لكن أيضاً لابد من أسباب وعمل وتخطيط نواجه به هذه الزيادة الكبيرة التي يندر مثيلها في العالم,.
فهذه الأجيال تحتاج إلى:
غذاء وكساء ودواء ووظائف.
وتحتاج إلى: تعليم وتربية وطرقات,.
وتحتاج إلى: مساكن، وسيارات وجوالات إلخ.
وكلها متطلبات ربما تضاف عليها مطالب أخرى نحسبها الآن ترفيهية وربما تكون مستقبلاً ضرورية تماماً كما أصبح كثير مما كنا نعتبره ترفاً صار ضرورياً.
** ولن أدخل بإسهاب في موضوع تنظيم الحمل فهو يحتاج إلى من هم أرسخ علماً، لكن فقط أشير إلى تساؤلات حول هذا الموضوع.
فالعلماء مثلاً أفتوا بجواز تنظيم الحمل إذا كان فيه ضرر على المرأة أو وليدها، وقد وجِّه إلى سماحة الشيخ عبدالعزبز بن باز رحمه الله سؤال عن حكم تنظيم النسل بسبب كثرة الأولاد، وقد أشار سماحته إلى أن ذلك جائز إذا كان هناك ضرورة كمرض المرأة، وإذا كانت ذات أطفال كثيرين ويشق عليها الحمل والتربية وذلك لمدة محدودة, وقد جاء في نص إجابته رحمه الله ما يلي:
* الواجب ترك هذا الأمر وعدم استجازته واستعماله إلا للضرورة، فإذاكان هناك ضرورة فلا بأس، كأن تكون المرأة مصابة بمرض في رحمها أو غيره يضرُّها معه الحمل فلا حرج في ذلك على قدر الحاجة، كذلك إذا كانت ذات أطفال كثيرين قد تراكموا وكثروا ويشق عليها الحمل فلا مانع من أخذها الحبوب مدة معينة كسنة أو سنتين مدة الرضاع حتى يخف عنها الأمر وحتى تستطيع التربية كما ينبغي، أما إذا كان استعمالها لأجل التفرغ للوظيفة أو الرفاهية أو ما أشبه ذلك مما يتعاطاه بعض النساء اليوم، فلا يجوز .
وإنني أسأل:
ألا يقاس على ذلك وجود ضرر على المجتمع عندما يكثر أبناؤه وليس هناك موارد تكفي لتأمين الحياة الكريمة له.
وقد ذكر الشيخ صالح بن حميد في كتابه القيِّم رفع الحرج في الشريعة الإسلامية .
أن العلماء ذكروا أن الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أوخاصة، والمراد بكونها عامة: أن يكون الاحتياج شاملاً جميع الأمة، والمراد بكونها خاصة: أن يكون الاحتياج لطائفة كأهل بلد أو حرفة كما هو في العرف العام والخاص، وقد يشمل الخصوص بعض الحالات الفردية ص 53.
** ومن جانب آخر:
معروف الحديث الذي ورد فيه قول أحد الصحابة:
كنا نعزل والقرآن ينزل, وفي رواية نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا رواه البخاري ومسلم .
إذن مبدأ تنظيم النسل في الإسلام وارد سواء كان بطريقة حديثة أو قديمة.
وعلى ضوء ذلك ألا يمكن بحث هذا الأمر من الناحية الشرعية على ضوء المصالح المطلوبة والقواعد الشرعية المعروفة كقوله تعالى ما جعل عليكم في الدين من حرج وكالقاعدة الشرعية المشقة تجلب التيسير .
إن قضية كثرة السكان مهمّة ولها أبعادها التنموية والمستقبلية.
وليس الأمر تأمين الكساء والغذاء فقط.
إن هناك متطلبات كثيرة في هذا العصر أصبحت ضرورية جداً للفرد والمجتمع.
وذلك من أجل تأمين حياة كريمة لكل فرد ليبقى الإنسان مكرماً مادياً ومعنوياً كما قال تعالى: ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا سورة الإسراء آية 70.
ولا نقول - أخيراً إلا اللهمَّ زد وبارك.
واللهمَّ ألهمنا رشدنا لنحقق ما يخدم الأجيال القادمة من منطلق سماحة ثوابتنا.
** حمى الوادي المتصدع وثلاث وقفات
** عرفنا أن الوادي
نبع خير، وموطن نخيل، ونهر ري.
ولم نعهد الوادي مرتبطاً بداء أو بلاء، حتى جاءتنا حمّى الوادي المتصدع !
أجل,, إن الوادي وجاراته من المدن والقرى مواقع الصحة والعذوبة والراحة.
لكن هذا الداء الذي أخذ من اسم الوادي الشاعري اسمه ابتلى به الله جزءاً غالياً من بلادنا بما عُرف باسم حمى الوادي المتصدع ولكن قد يبتلي الله بالبلوى وإن عظمت، وكم من شرٍّ بسيط دفع شراً أكبر.
وأتوقف هنا على هامش هذا الداء وما صاحبه من متابعات وأصداء وقلق أحياناً في غير محله:
** أولاً: هذا الداء وقدر الله:
الله هو الحافظ، ومهما عمل الإنسان من أسباب فإن الله اذا لم يُرد له النجاة من الموت أو الأمراض أو الشرور، فالمقدَّر حاصل له، لكن هذا لا يعني ان على الانسان ألا يفعل الأسباب بل يجب عليه أن يفعل الأسباب من أجل حصول عافيته والإنسان يفر من قدر الله بنزول الأمراض إلى قدر الله بأسباب الشفاء.
** ثانياً: هذا الداء واهتمام القيادة:
** كم أكبرنا كمواطنين هذا الاهتمام الكبير بهذا الداء بدءاً من قيادة هذا البلد التي جعلت سمو ولي العهد تكون أولى محطات وصوله إلى بلاده منطقة جيزان الغالية، حتى وقف بنفسه على كافة أوضاعها ولم يعد حتى اطمأن على كل الجهود المبذولة من أجل القضاء على هذا المرض.
وكان الوزراء المسؤولون على مستوى المسؤولية قد سافروا ورابطوا في ميدان الحدث، وأشرفوا على معالجة الوضع من خلال كافة الامكانيات البشرية والفنية التي سخرتها قيادة هذا الوطن بتوجيه ومتابعة واهتمام خادم الحرمين الشريفين.
** ثالثاً: هذا الداء والتناول الإعلامي الموفق:
** الحق يقال، إن وسائل الإعلام أبلت بلاءً موفقاً في تناول هذا الداء والحديث عنه ومتابعته,, فالتلفزيون رغم أنه إعلام رسمي كان موفقاً في متابعته لهذا الداء منذ بدايته سواء عبر المتابعة الاخبارية، أو الصورة الحية، أو التوعية الصحية، والتلفزيون جهاز مؤثر، ولهذا لا بد ان يكون دقيقاً في طرحه وتناوله، وقد نجح فعلاً في تناول هذا الموضوع المهم والحساس.
وتحية تقدير لمعالي وزير الاعلام وزملائه في الاعلام على جهدهم المقدر والمشكور في التعامل مع هذا الحدث.
أما من ناحية الصحافة فقد أجادت ونجحت في تناول كل ما يتعلق بهذا الداء منذ ظهوره، حتى إن كان في بعض ما طرح بعض المبالغات فالوضوح والنشر من صالح المواطن والمسؤول، وكم أتطلع لو يتم جمع ما طرحته الصحافة حول هذا الموضوع وحول أي موضوع يتم طرحه ليتم تقديمه للجان أو الجهات التي لها علاقة بالأمر، لأن ما يتم طرحه هو نبض الناس، وخلاصة آراء أصحاب الرأي.
ولقد كان هناك في تناول هذا الداء وتبعاته آراء ووجهات نظر مفيدة جداً يمكن الاستفادة منها في الوقاية من أمثال هذا الداء ومعالجة الأسباب قبل حصول أي مكروه أو خلل.
** آخر السطور:
** قال الشاعر فرسان إبراهيم مفتاح
جازان هذا اليوم تنقش وجهها وتذيب مهجتها هوىً وتصفق واليوم في فمها ابتسامة غادةٍ في كحل عينيها النواظر تغرق وعلى سواحل جفنها أنشودةٌ وبكلِّ هدبٍ عاشقٌ يتعلق |
|
|
|
|
|