| مقـالات
يواجه الجانب الاسرائيلي حرجا كبيرا فلم يتوقع مجرم الحرب ارييل شارون ولا تلميذه رئيس الوزراء ايهود باراك ان تكون ردة فعل الشارع الفلسطيني والعربي والاسلامي بهذه القوة لقد اعتقدا ان زيارة شارون ستكون بداية لفرض نوع من السيادة الاسرائيلية على المسجد الاقصى خصوصا اذا قمعت أي مظاهرات واحتاجات بقوة مفرطة ترهب الشارع الفلسطيني, لكن الشعب الفلسطيني البطل رد على استخدام العنف المفرط باستئناف الانتفاضة التي اقضت مضاجع الاسرائيلين منذ تفجرها في ديسمبر 1987 وحتى خمودها الذي تزامن مع مؤتمر مدريد اكتوبر 1991 لقد استأنف الشعب الفلسطيني انتفاضته فتفجرت معظم مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة بالمظاهرات والاحتجاجات، ولم يكتف الشعب الفلسطيني بذلك بل امتدت الاحتجاجات الى داخل فلسطين المحتلة سنة 1948 والتي مضى على احتلالها الان 52 عاما الا ان الفلسطينيين هناك تفاعلوا مع الاراضي الفلسطينية الاخرى التي احتلت سنة 1967 ثم ما لبث ان ادى مقتل طفل فلسطيني انحشر في زاوية ضيقة مع والده الأعزل من السلاح الى تحركات واحتجاجات عربية واسلامية.
اما رد الفعل الدولي والغربي على وجه الخصوص فقد كان اقل مما هو متوقع ويبدو ان اسم الصبي المقتول (محمد) قد منع الغرب من التفاعل الانساني المتوقع والطبيعي, لكن هذا الاسم (محمد) قد حرك الشارع العربي والإسلامي.
وقد دعا الرئيس الفرنسي الى قمة اسرائيلية فلسطينية والمستغرب هو ذهاب عرفات الى باريس ودم الابرياء لم يجف بعد، وامام التعنت الاسرائيلي برفض لجنة تحقيق دولية انفض اجتماع باريس على امل عقد لقاء آخر في شرم الشيخ لكن باراك لم يتوجه الى شرم الشيخ بل توجه الى فلسطين المحتلة واعتمر القبعة اليهودية وعانق شارون داعيا إياه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية اسرائيلية,, مما اغضب الجانب العربي فدعا الرئيس المصري الى قمة عربية عاجلة وافق عليها جميع الزعماء العرب والجميل ان الانتفاضة لاتزال تتواصل فارضة حقائق جديدة على ارض الواقع.
وامام الفلسطينيين اولا ثم العرب المسلمين من ورائهم الكثير لتحرير المسجد الاقصى وقيام دولة فلسطين عاصمتها القدس وضمان حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين المشردين في حرب 1948 وحرب 1967 وإني والله على يقين من النصر المؤزر باذن الله،، ارى هذا النصر في عيون اطفال فلسطين الابطال, وأسمعه يجلجل في هذه الاصوات القوية التي خرجت من كل عاصمة عربية مطالبة بإحقاق الحق ورفض الظلم والخضوع وتجاوب قادة الدول العربية مع آمال ومطالب شعوبهم ومن اجل استمرار الزخم الذي تحقق والمضي في هذا السبيل حتى تحقيق الاهداف الكبرى المرجوة هذه جملة من الافكار المبدئية القابلة للدراسة والتمحيص والتعديل.
1 من المهم الا تتوقف الانتفاضة الحالية بأي حال من الاحوال الا بقبول اسرائيل الانسحاب من القدس الشريف وكل الاراضي الفلسطينية وقبولها بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والا فان كل دماء الشهداء ذهبت سدى.
وما الفائدة من تشكيل لجنة تحقيق تطفىء نار الانتفاضة ويستمر عملها شهورا طويلة ثم تدين هذا الجانب او ذاك,, فالمهم هو تحقيق الاهداف الكبرى من الانتفاضة ان استمرار الانتفاضة شرط ضروري لتزايد الدعم الشعبي العربي الاسلامي.
2 يقوم ما لا يقل عن فئة الف فلسطيني من رجال وأطفال ونساء بدخول المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة والساحات المحيطة بهما والاعتصام فيهما لمدة غير محدودة ولو استمرت سنين وعدم مغادرتها الا بعد ضمان بقائها تحت السيادة الفلسطينية والاسلامية وتقوم المنظمات الخيرية الاسلامية بكفالة ايصال الماء والغذاء للمعتصمين.
3 المظاهرات والاحتجاجات واظهار الغضب الذي ظهر في كافة الدول العربية والاسلامية شيء رائع وجميل ولكن كونه يحدث بعيداً عن فلسطين يفقده كثيرا من التأثير لذا اتمنى ان يقرر القادة العرب في مؤتمرهم القادم ان يسمحوا لمن يريد بالاحتشاد حول حدود فلسطين المحتلة ويسمحوا للاجئين الفلسطينيين في الاردن ولبنان وسوريا ومصر بالاحتشاد على الحدود كذلك,, وبهذا ستجد اسرائيل نفسها محاطة بملايين البشر المطالبين بالحق والعدل والسلام على اسس الشرعية الدولية وليبقى هذا الحشد ما شاء الله له ان يبقى حتى تتحقق الأهداف.
4 بعد مضي فترة من الوقت شهرين او ثلاثة تصعد الانتفاضة من الداخل باستخدام العمليات العسكرية وهناك ألوف الفلسطينيين والعرب والمسلمين المستعدين للاستشهاد فوق ارض فلسطين المباركة.
5 تقوم الدول العربية التي لها علاقات مع اسرائيل سواء علاقات دبلوماسية او اقتصادية او تجارية بقطعها وطرد سفراء وممثلي اسرائيل من العالم العربي,, علما ان هذا قد يشمل دولا اخرى تقف حجر عثرة امام صدور قرارات دولية تدين اسرائيل في مجلس الامن ولا نريد منها الا ان تكون اقل انحيازا لاسرائيل.
الا ان النصر مع الصبر,, الله اكبر,, والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
|
|
|
|
|