| عزيزتـي الجزيرة
في قصيدة بلغت ابياتها خمسة واربعين بيتاً,, استطاع الشاعر الكبير الدكتور/ عبدالرحمن العشماوي ان يجسد مشاعرنا تجاه الموقف الانساني النبيل الذي اتخذه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز مع اهلنا في منطقة جازان على اثر انتشار وباء حمى الوادي المتصدع في تلك المنطقة من بلادنا الحبيبة.
القصيدة بعنوان جازان وقد نشرت في العدد 10235 من جريدة الجزيرة الصادر يوم الجمعة التاسع من شهر رجب 1421ه.
والموقف الذي عبرت عنه القصيدة كان حديث المجالس، ومحل اعجاب وتقدير كل المواطنين, فإن عودة سموه الكريم من فرنسا الى منطقة جازان مباشرةً، للاطلاع على الموقف في المنطقة، وللوقوف على الوضع الصحي عن كثب، ولمواساة اسر الضحايا، وللاطمئنان على صحة المصابين بهذا المرض وزيارتهم ومصافحتهم على الاسرّة البيضاء دون اي احتياطات.
اقول: ان هذا الموقف وتلك المبادرة تضحية عظيمة من لدن سمو ولي العهد من اجل سلامة المواطنين هناك, تلك التضحية تستحق من الجميع الشكر والثناء ومن الله الاجر والمثوبة,, كما أنها تستحق اكثر من قصيدة واكثر من مقالة, ومثل هذه المواقف هي المؤشر القوي على حرص ولاة الامر واهتمامهم بمصلحة المواطن وسلامته من كل الآفات.
وهي الوسيلة الاعلامية الاقوى من كل وسائل الاعلام على اعلان المحبة وتكريسها، وغرس أواصر الترابط والتلاحم بين القيادة والشعب,, بين الراعي والرعية.
هذه المواقف الانسانية,, وهذه المبادرات والتضحيات الفعلية هي الوسائل السريعة الكفيلة ببناء جسور المودة والاخلاص والوفاء بين الناس.
ان لها فعل السحر في بناء وترميم العلاقات الانسانية، وفي اشاعة الامن,, والخير, والسلام,, والطمأنينة.
وعبدالله بن عبدالعزيز احد صنّاع هذه المواقف، واحد المبادرين لاتخاذها واحد المبدعين في صياغتها.
وكل مواقفه يحفظه الله تشهد له بذلك,, وكل المواطنين يتحدثون عن تلك المواقف بإعجاب,, نظراً لشعورهم وإدراكهم بأن مثل تلك المواقف فقط هي الوسيلة الوحيدة لإشاعة الحميمية، ولتأكيد المحبة الصادقة الخالصة من كل الشوائب، ولترسيخ عرى وأواصر الأخوة وتوثيقها.
ولقد عبر الشاعر الدكتور/ عبدالرحمن العشماوي في قصيدته الجميلة المترابطة والصادقة عن كل تلك المعاني والمشاعر والمؤشرات التي جسدها موقف سموه الكريم تجاه اهلنا في منطقة جازان.
وعلى قدر صدق الموقف كان الصدق في التعبير ومصداقية الكلمة.
لقد كان هناك توازٍ في الموقفين,, موقف القيادة الحكيمة,, وموقف الشاعر الذي عبّر عن مشاعر الشعب السعودي قاطبة في تقديره لموقف قيادته الرائع والمشرق:
أحبّتنا في أرض جازان,, إننا قلوبٌ إليكم بالدعاء تبادرُ رفعنا أكفّاً ضارعاتٍ الى الذي يجيب دعاءَ المشتكي ويناصرُ |
***********
ألسنا كجسمٍ ان شكا بعضُه,, شكا جميعاً,, فما تختلُّ فيه الاواصرُ |
***********
أتاكم وليُّ العهد يأسو جراحكم ويسأل عن أحوالكم ويباشرُ أتاكم,, وفي عينيه فجرُ مودّةٍ يشعُّ بنورٍ أدركته البصائرُ فلله دَرُّ القلب يشرق نبضه ولله دَرُّ الشهم حين يبادرُ ولله دَرُّ المكرمات وأهلها ومن عنده للمكرمات ذخائرُ أمانة حكمٍ شرّفت من يصونها ومن لم يصن احكامها فهو خاسرُ أبا متعبٍ، هذي تهامةُ كلُّها أتتك على متن الوفاء تسافرُ |
إنها ليست تهامة وحدها ياسيدي وإنما كل انحاء البلاد,, وكل افراد الشعب,, وكل المحبين للخير ولأهل الخير في العالم، سوف يرددون لحن الوفاء,, ويرفعون أكُفَّ الدعاء لسموه الكريم.
نعم,, هكذا تكون مواقف الرجال,, وهكذا يجب ان تكون مواقف الشعراء في تخليد تلك المواقف والاشادة بها والحث على امتثالها.
وبالفعل فقد جاءت قصيدة جازان للشاعر/ العشماوي في التوقيت المناسب للإشادة بذلك الموقف,, وهي من الشعر السهل الممتنع,, ومن قصائد المديح الصادق الذي تتقبله الذائقة، نظراً لصدق منطلقاته ومقاصده, فتحيةً لشاعرنا المتألق والمتدفق، الأخ الكريم/ عبدالرحمن العشماوي على تفضله بتجسيد مشاعرنا تجاه ولي عهدنا المحبوب الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز على موقفه الرائع كروعة سموه في جميع مبادراته الكريمة,وحفظ الله قيادة هذه البلاد وأهلها من كل سوء ومكروه.
حمد العسعوس
|
|
|
|
|