| محليــات
قرار مجلس الأمن لم يأت في مستوى ما تفرضه الأحداث الإسرائيلية وما رافقها من بشاعة وعنف، وهو بالتأكيد أقل من الحد الأدنى المطلوب, وبصرف النظر عن الملابسات والجهود الدبلوماسية المكثفة لحجب الفيتو الأمريكي، وبصرف النظر عن ردود الأفعال أو التخريجات التي حاولت الخارجية الأمريكية توظيفها لتبرير الإحراج أو المأزق الذي وجدته أمريكا في مجلس الأمن, بصرف النظر عن ذلك كله فإن الاستخلاص المهم ليس إحراج إسرائيل أمام الرأي العام العالمي وعلى شاشات التلفاز ولكن الإحراج هو الذي وضعت فيه إسرائيل مصداقية أمريكا الدولية على المحك بصفتها راعية للسلام.
واذا أضيف الى ذلك أنه رغم الصياغة الفضفاضة للقرار الا أن هناك نقاط إدانة واضحة لإسرائيل باعتبارها المسئولة عن تفجير انتفاضة الأقصى وتعريض مفاوضات السلام لهزات عميقة قد تؤدي إلى نتائج لا تخدم استقرار المنطقة ولا قضايا السلم العالمي وتعرض الجميع لأخطار حرب أو عنف متبادل.
ان تضمين القرار أهمية إنشاء آلية لإجراء تحقيق عاجل وموضوعي في الأحداث المأساوية التي وقعت في الأيام القليلة الماضية، رغم أنه صيغ بطريقة غير ملزمة، إلا أنه يمهد السبيل للعرب إذا أرادوا التحرك الدولي بجدية فاعلة وبتنسيق مشترك على الضغط لوضع هذه التوصية موضع التنفيذ، لأنه بدون تحديد مسؤولية إسرائيل في أعمالها العدوانية الموجهة للشيوخ والأطفال والنساء يصبح قرار مجلس الأمن مثله مثل القرارات السابقة مجرد تسجيل موقف يحقق فيه العرب بعض التعاطف لقضاياهم ولكنه لا يؤدي إلى إيقاف مسلسل النزيف أو يساعد على حماية العزّل من أبناء فلسطين.
|
|
|
|
|