| متابعة
* قرأت كلمة الابن فائز صالح جمال,, في صحيفة المدينة المنورة، في يوم الاثنين 13/6/1421ه، التي عنوانها: هجرة من أجل مخالفة مرورية,!! وإني أؤيده فيما ذهب إليه,, فيما يختص,, بموضوع المحاكم المرورية، ليكون العدل في العقاب, وأنا معه في أن سيارات الشرطة,, ينبغي أن تحترم النظام، الذي هي نفسها من حماته.
* وحينما أؤيد الابن العزيز,, في بعض ما ذهب إليه، فإني لست معه فيما أسماه,, بعض العقوبات المبالغ فيها ,,! ولا أرى مبالغة في العقوبات، لأني أشاهد يوميا,, حركة السير، وأرى المخالفات التي يرتكبها الكثير من المواطنين إلا من سلم الله , ذلك أن مرتكبي هذه المخالفات يدركون قبل غيرهم,, فداحتها وما تجره من كوارث، لا يعلم بذلك إلا الله وحده, واريد أن أسأل الابن العزيز: لماذا هذا المواطن يتعمد تكسير نظام بلاده وانتهاكه، وهو إذا سافر لأي بلد,, في الخارج قوانين مروره صارمة، يرعوي، ويحسب ألف حساب وحساب لأي مخالفة تقع منه، لأنه سيحاسب حسابا عسيرا هناك، وليس ثم واسطة تفكه ، ولا من يشفع له في عدم عقابه!؟
* إن المواطن أجدر باحترام نظام بلاده، وأي نظام خارج بلاده، لأن هذا الالتزام مسلك حضاري ! حتى الأجنبي الذي يحل في بلادنا للعمل والإقامة، حين يرى ابن البلد يتحدى نظام بلده، هو مثله بشر,, يرتكب المخالفات,, ولا يبالي,! إن النظام الذي يحمي غيره من أذى مواطن مخالف، يحمي هذا المواطن,, من ألوف الذين يقودون مركباتهم في الشوارع العامة,, في بلاده وغير بلاده.
* إنني لا أرى ضيرا,, في إلزام مواطن مسافر بدفع ما عليه من مخالفات قبل سفره, ذلك أن هذا المسلك,, يراد منه الردع والتأديب, لأن الذي يرتكب مخالفات، تتجدد باستمرار، يفلت مرات ويقع مرة، ينبغي ألا يعامل بهوادة، لأنه مستهتر، وحسن النية والخطأ,, هذا شيء نادر, والمواطن الواعي، الذي يقود مركبة في الشوارع العامة، ينبغي أن يكون حذرا وحريصا، حرصه على حياته، لأنه ليس وحده,, في الشارع المروري، حتى لا يبالي بمن حوله، كأنه يعيش في البلد وحده!, واسأل الابن العزيز,, عن رأيه في مرتكب المخالفة وهو مدرك لها بل إنه يكررها,, مرة ومرة، هل هذا يستحق الرأفة والرحمة، وهو لا يبالي بتدمير الآخرين وتدمير نفسه, فهل ثم أمل في معالجته بالحسنى!؟.
* إن المواطن الصالح,, ذلك الحريص على نظام وطنه، يحميه كما يحميه رجل الأمن، لأن كل مواطن خفير ، كما كان يردد السيد علي فدعق رحمه الله,!! لماذا المواطن لا يحترم نظام بلده، ولا يبالي بمخالفته، وإذا سافر، نراه طيعا ملتزما عاقلا مهذبا,! أله شخصية واحدة أم شخصيتان مزدوجتان!؟.
* يقول الابن العزيز، وهو رجل عاقل لا جدال في ذلك، وابن صديق غال,, كان صحافيا بارزا، وذا قلم شجاع، يقول الأستاذ فائز صالح جمال: إن مسألة المنع من السفر فيها إحراج كبير للمواطن وهدر لكرامته، وفيها تعطيل لمصالح الناس، وأمر المخالفة المرورية لا يستوجب كل ذلك إلخ,,!
* إن ما قاله الابن العزيز كلام عاطفي، بعيد عن الحق, ذلك,, أن المخالفة,, ارتكاب محظور، وهذا لابد له من عقاب، لتستقيم الحياة وتستقر ويطمئن الناس على حياتهم، ومن أجل ذلك سنت القوانين، وفرضت العقوبات,, ليرعوي غير المبالين,,! وشتان بين من يرتكب خطأ عارضاً,, لا يؤذي أحدا، وبين من يخالف، يخالف، يخالف، لأنه أمن العقاب، وهو إذاً لا يبالي,, وليس خليقا بالتسامح, والعقاب ردع وتأديب,, ليعيش الناس في أمان، فلا اعتداء، ولا فوضى، ذلك أن للإنسان ما عليه، وأن ليس له إلا ما سعى، والعقاب لم يسن للتشفي، وإنما للردع,, ليسود الحق, ورحم الله المتنبي القائل:
قسى ليزدجروا ومن يك حازما فليقس أحياناً على من يرحم |
|
|
|