| مقـالات
بدأ الكيان العنصري الصهيوني داخل فلسطين يكشف عن وجهه الحقيقي، ويكشف في نفس الوقت عن هشاشة ما تم من اتفاقيات سلام مع هذا الكيان، حيث اتضح بأنها قد صنعت لتمكين الكيان الصهيوني الاسرائيلي من الهيمنة على الدول العربية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً عبر ابتلاع القدس الشريف ومن ثم ربط بعض الدول العربية بمعاهدات سياسية واقتصادية تتطور الى معاهدات عسكرية لتكون اسرائيل هي البعد الاستراتيجي لهذه الدولة أو تلك، في مواجهة الدول العربية الفاعلة التي تسعى لتحقيق الأمن القومي والاقتصادي لشعوبها وللأمة العربية.
فدخول الارهابي المتطرف شارون المسجد الأقصى وتدنيس البراق المبكى خطوة أولى تتبعها خطوات هدم المسجد وبناء ما تسميه الصهيونية هيكل سليمان بعد اعتبار القدس الشريف المحتلة عاصمة للصهيونية المتمثلة في الحكومة العنصرية الاسرائيلية في فلسطين امحتلة.
لقد فوجىء الكيان الاسرائيلي بخطأ قراءاته السياسية والعسكرية لموقف الشعب الفلسطيني المجاهد، وفهمه العقيم لموقف الشارع العربي والاسلامي.
لقد هبَّ أهلنا في داخل فلسطين المحتلة لحماية القدس الشريف من التدنيس الصهيوني وأجبر شارون الارهابي الذي دخل المسجد الأقصى بحماية ثلاثة آلاف جندي اسرائيلي على العودة من حيث جاء على أعقابه حاسراً خاسراً، واشتعلت ثورة الحجارة، يقذفها الأطفال والشباب، بل والنساء أيضاً بصدور شجاعة تطلب الشهادة معززة بالشارع العربي والاسلامي الذي رفض بعض المواقف العربية الخاضعة للنفوذ الصهيوني والأمريكي.
في هذه المواجهة استشهد الكثير وجرح المئات في مواجهة حقيقية أفقدت الكيان الصهيوني صوابه وحساباته بإطلاق باراك رئيس الوزراء للكيان الصهيوني التهديدات الشريرة، بضرب لبنان وسوريا ومقر قيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ويظهر الصلف الصهيوني في قمة بشاعته عندما يحدد لياسر عرفات يومين لإنهاء الانتفاضة، وإلا واجه العقاب الصهيوني.
إنه يتعامل مع الرئيس الفلسطيني بازدراء شديد عبر تهديده له بهذه الصورة المرفوضة كأنه عسكري تابع للإرهابي (باراك) وليس قائداً لشعب يناضل لاسترداد حقوقه المشروعة , من محتل مغتصب داس على كل المواثيق الدولية والشرعية الدولية.
إن هذا الموقف العنصري الاسرائيلي ما كان ليتم لولا الدعم غير المحدود والمنحاز للولايات المتحدة الأمريكية التي هي المسؤولة عن هذه العربدة الصهيونية.
فالسياسة الأمريكية تعمل في اتجاه واحد وهو إخضاع العرب، كل العرب لإسرائيل على حساب القرارات الدولية والشرعية الدولية, فعندما علمت أمريكا بأن هناك قمة عربية بدأت الأمور تتبلور لانعقادها لمواجهة الغطرسة الصهيونية، تحرك الرئيس الأمريكي المطوق بعدد من الصهاينة الأمريكيين لإجهاض عقد القمة العربية أو على الأقل إفراغها من محتواها، وأمريكا بذلك تحرج الزعماء العرب أمام شعوبهم وتزيد من نقمة الرأي العام العربي ضدهم.
ويبدو واضحاً أنها لا تهتمُّ بهم من ناحية,, المهم لديها إضعاف الموقف الرسمي العربي للانحناء للمطالب الصهيونية,, إذاً ما هو المطلوب؟!
ينبغي عقد القمة العربية بأسرع وقت لاتخاذ القرارات التي تدعم وتحمي صمود الشعب الفلسطيني وحماية الأمة العربية من السرطان الصهيوني، ويجب أن ترتقي قرارات القمة العربية لمستوى طموحات الشعب العربي والاسلامي, على النحو الآتي:
أولاً: دولياً:
أ مطلوب قرارات تؤثر على المصالح الأمريكية, ومن ذلك رفض انفراد أمريكا بإدارة عملية السلام وذلك بإشراك أوروبا في هذه العملية.
ب تشجيع الموقف الأوروبي لتطوير موقفها الداعم للشرعية الدولية.
انياً: عربياً:
أ تنقية العلاقات العربية/ العربية في اتجاه الاستعداد لمواجهة الغطرسة الصهيونية.
ب ترتيب البيت العربي ومن ثم الاسلامي البُعد الحقيقي للعرب ليكون هناك موقف موحد تجاه القضايا العربية/ العربية والعربية/ الدولية.
ج رفض الضغوط الأمريكية وسيناريوهاتها.
د رفض ما تسمى بجمعيات السلام العربية/ الاسرائيلية جماعة كوبنهاجن وإغلاق مقارها، فقد أثبتت ثورة القدس الشريف ان هذه الجماعة من الجانب الصهيوني تتفق مع رموز الصهيونية الحاكمة في الأهداف العليا نحو ابتلاع القدس/ وقتل الشعب الفلسطيني.
ه سجب السفراء العرب الموجودين داخل الكيان الصهيوني في الأرض المحتلة وطرد السفراء الاسرائيليين الموجودين في بعض الدول العربية.
و وقف التطبيع بأشكاله المختلفة مع اسرائيل.
ه إغلاق المكاتب التجارية الاسرائيلية الموجودة في بعض الدول العربية.
ح دعم أهلنا داخل فلسطين المحتلة وتدعيم الانتفاضة في الأرض المحتلة بمختلف السبل والامكانات.
إن القمة العربية القادمة مطالبة بلمِّ شمل الموقف العربي الموحد ومن ذلك دعوة الرئيس الأمريكي لعقد قمة يحضرها بمشاركة فلسطينية اسرائيلية مصرية بهدف الالتفاف على الموقف العربي الموحد وتمكين اسرائيل من انهاء الانتفاضة والانفراد بالفلسطينيين.
ط تأكيد التحام النظام العربي الرسمي مع مشاعر الجماهير العربية والاسلامية والتي ينبغي أن يقودها على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي وفق توجه متبادل ومنسجم بين الأنظمة العربية والأمة العربية والاسلامية.
ثالثاً: الموقف تجاه اسرائيل:
أ على القمة العربية اتخاذ الاجراءات المطلوبة تجاه اسرائيل بهدف كسر الصف الاسرائيلي المتمثل في حالة الاجماع الهوسي داخل الكيان العنصري لابتلاع الأرض المحتلة في 1967م بالاضافة الى القدس الشريف بتحقيق هذه المحاولات وتطويرها وفق التطورات والمواقف الصهيونية.
فموقف كهذا سوف يجبر الكيان الصهيوني الى التعامل مع الشرعية الدولية بإقراره بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه التاريخية والعقدية والاجتماعية والثقافية,.
وحمله الى ادراك أن إعادة الأرض المحتلة 1967م هي إعادة حق لأصحابه ثمناً للسلام مع الأمة العربية وليس تنازلاً من جانب الكيان الصهيوني.
|
|
|
|
|