| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.
الصحة والفراغ نعمتان عظيمتان من نعم الله الكثيرة المتوالية على خلقه وقد لا يعرف قدر هاتين النعمتين إلا من حرمهما أو حُرم احداهما، وقد قال صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ .
فعلى المسلم أن يستغل صحته وفراغه في طاعة الله عزوجل والسير على الطريق الصحيح والمنهج الرباني القويم، والاكثار من أعمال الخير التي تقربه إلى ربه جل وعلا.
والناس في دوامة الحياة بين شاكر لهذه النعمة وجاحد لها، فكم من انسان قد عرف قدر هذه النعمة العظيمة الصحة والفراغ فاستغل حياته وعافيته وحفظ نفسه من المهالك والشرور واستخدم صحته وفراغه في كل خير فتجده لا يهدأ له بال ولا ترتاح له نفس ولا يقر له ضمير إلا وهو في في من أفياء الطاعة ليكون على اتصال دائم مع مولاه, وكم من مغرور بعافيته مسرور بفراغه لم يعرف قدر هذه النعمة قد امتطى صهوة جواد شيطانه فصار يتقلب بنفسه في أوحال المعاصي ومزابل الرذائل لا يعرف للصحة قيمة ولا يدري كيف يستغل صحته وفراغه يقبل على المعاصي والشهوات بنفس شرهه وقلب قد أفعم حبها, بل والأعجب من ذلك أنك ترى أناسا قد باعوا صحتهم بسقمهم وعافيتهم بمرضهم وذلك بتعاطيهم للأشياء المضرة على الصحة كشرب الدخان والمسكرات وتعاطي المخدرات والأشياء المحرمة والمضرة على العقل والجسم.
فعلى المسلم أن يستغل صحته وفراغه في كل لحظة فهو لا يدري ما يحدث له في يومه فكم من معافى انفلتت صحته في طرفة عين فصار رهين المرض والسقم حبيس له يتمنى أن ترجع له عافيته ليستغلها في أعمال الخير, فاحرص يا أخي المسلم على اغتنام هاتين النعمتين العظيمتين وألا تكون من المغبونين فيهما, والله المستعان.
حباب بن عطاالله الحيسوني القصيم الحيسونية
|
|
|
|
|