| محليــات
يبدو أن حديثاً غير الحديث عن مجريات الأحداث العربية، الإسلامية، الإنسانية، وغير الإنسانية في فلسطين، لا يراود أي صاحب فكر,,, إلا من أغفل الله قلبه,,.
غير أن الكلام لم يعد سلاحاً في هذا الزمن إذ مع كثرة المنافذ للكلام، وتعددية المتكلمين، واختلاط الأصوات لم تعد تتباين المقاصد، ولا تتضح الدلالات,,,، واتجه الإنسان إلى التعبير عن نفسه، وعما يجول في ذهنه، ويتقد به صدره إلى التعبير بجسده، والإعلان عما يريد من موقف، أو توجه باستخدام حركيته، من هنا أقام المسيرات، ونفَّذ الإضراب عن الأكل بوصف ذلك السلوك أو هذا، المعبّر عما يريد، الناطق بما يود إيصاله للآخر,,, ولم تُجدِ المسيرات، ولم يجدِ الإضراب عن الأكل,,, إذ في الأول ما يؤكد عدم حضارية الإنسان حين تتحول المسيرات البشرية المعبرة عن رأي إلى مسيرات باعثة للشغب، مثيرة للقتال بأي صورة حتى لو كان الدهس لمن يشاركون في المسيرات، كما أن الإضراب عن الأكل فيه تعريض للنفس بالتهلكة,,.
والإسلام ينادي الإنسان بعدم التعرض للتهلكة,,, ولا يسمح لامرىء أن يضع جسده المتحرك في موضع القتل لا جوعاً ولا عطشاً ولا قتلاً كي لا يسفك فيه دمه أو تزهق فيه روحه إلا ما كان في معركة الجهاد,,.
ولأن ما يحدث للمسلمين في فلسطين الآن وفي قلب العالم العربي، وبجوار منارة الأقصى,,, لم تعد تجدي من أجله الأصوات، ولا مسيرات الأجساد، ولا تعريض الأجساد للجوع وللعطش، ولم تعد مجدية وسائل الإبلاغ عن ظلم الإنسان للإنسان في انتهاك حرمات تتطلب الحرب، لأن الحرب ليست عادلة فسلاحها الآن ليس قوة رباط الخيل، وإنما رباط الصاروخ والمدفع والرشاش والقنبلة، وهي أسلحة ليست تكافىء الأسلحة المضادة، وهي القرار الأقوى، والقرار داخل فلسطين تموج به كفة دون أخرى,,, فإن باب الجهاد لابد أن يشرع,, على مصراعيه، بل تفتح له كافة الآفاق حيث تطأ قدم أي مسلم، ويستوي واقفاً بما له ونفسه، وعقله، وقوله,,.
إنها فترة التفكير الصائب في الجهاد بشتى أنماطه، وعلى كافة أصعدته، من أجل دعم أولئك المتشردين الملاحقين الذين لاينامون المتألمين المجروحين المنكوبين الفاقدين في فلسطين، الذين لا تكف الدموع من أجلهم، ولا ترتاح النفوس مما هم فيه، ولا تغفل الأعين وهم على ما هم عليه من حرب لا عدالة فيها ولا حضارة,,.
ولعل اجتماعاً شاملاً للمسلمين في بقاع الأرض لتقوم صلاة الاستجارة بالله مما هم فيه، أسوة بصلاة الاستغاثة,,, كي ينزل الله رحمته بفلسطين، ففي المسلمين مؤمنون لو أقسموا على الله لأبرهم بما وعَدَ تعالى,,, ربما تتصاعد أدعيتهم إلى الله، وسوف يستجيب لهم,,, فهو تعالى قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه,,.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان كلما حزبه أمر لجأ إلى الصلاة والدعاء ولم يلجأ إلى تحفيز الناس بالمسيرة والصراخ ولا بالتنديد والوعود، وإنما باستلهام رحمة الله وهداه كي يرسل معهم جنوداً لا يرونها,,, ويدمر أعداء الإسلام ويحمي قبلة المقدس، فاللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك أبداً,,.
فالاستعانة عند قلة الحيلة بجهاد النفس مع الدعاء، فالله تعالى لا يعبأ إلا بالدعاء، وقد وجه تعالى بالاستعانة بالصبر والصلاة، وإعداد القوة ما استطعتم,,, فالله الله جهاداً بالمال,,, والنفس,,, والصبر في حكمة لا يعتورها زلل الغضب.
فاللهم ارحم الصغير والكبير,.
واللهم أنزل على المسلمين ستار رحمتك,.
وبأعدائهم سوط عذابك,, فإنهم لا يعجزونك أبداً,,.
فالصلاة الصلاة,,.
والجهاد الجهاد,,.
والله مع الصابرين، المتوكلين,,,، المؤمنين.
|
|
|