| محليــات
سيظل ميلوسيفيتش في ذاكرة المسلمين في كل مكان مرتبطا بحرب ابادة لشعوب اسلامية مسالمة, حرب عبرت عن وحشية ودموية قتل فيها الآلاف من الشيوخ والأطفال واغتصبت نساء وانتهكت يتم, وليس المهم هنا إدانة أو تسجيل موقف سياسي أو اخلاقي، فالعالم كله وليس المسلمين وحدهم، وقفوا ضد نزعته الفاشية ودمويته التي لاتقرها شرائع سماوية ولا مواثيق دولية، ولكن المهم أن يعرف العالم وفي طليعتهم المسلمون ماذا سيعمل خليفته فويسلاف كوستوفيتشا الذي جاء الى الحكم بعد كشف تزوير ميلوسيفيتش للانتخابات، ومبادرة المعارضة الى رفض التزوير والدعم الدولي لهذا الرفض,
لقد استغل ميلوسيفيتش نزعة قومية ضيقة لدى الصرب وحولها الى دافع للقتل والتدمير، وآثار وتراكمات وذكريات الحرب مازالت باقية في نفوس مسلمي كوسوفو والبوسنة والهرسك من جانب، والصرب من جانب آخر, ومن هنا فإن تأهيل صربيا لكي تصبح دولة مشاركة في محيطها الأوروبي، والعالمي يرتبط الى حد كبير بطريقة استجابة فويسلاف كوستو فيتشا للتحديات المطروحة عليه، فأجواء الانتخابات حملت الكثير من الشعارات التي تكرس النزعة الفاشية الصربية، وتجلت بشعارات الحزب الاشتراكي الذي يقوده ميلوسيفيتش ، ومن هنا فإن السماح له بالعودة الى الحياة السياسية كزعيم للمعارضة تعني تأجيج هذه المشاعر وعدم قدرة الصرب على التعامل مع جيرانهم وخصوصا من المسلمين، فهناك استحقاقات للحرب ونتائج وآثار ومعالجتها من جانب صربيا تقتضي فهم مطالب المسلمين وحقهم في التعايش السلمي وتجاوز ذكريات حرب، ولايكون ذلك الا بموقف ومبادرة صربية, كما أن الدخول الى المظلة الاوروبية والحصول على قروض ومعونات مشروطة هي الأخرى بمعرفة ما ستقوم به صربيا في ظل رئيس جديد، واذا كان العالم كله يسعد بزوال ميلوسيفتش فإن المسلمين يشاطرونهم هذه السعادة ولكن بأمل ان تبدأ علاقة جديدة مع شعب كوسوفو والبوسنة والهرسك تحترم فيها صربيا المواثيق الدولية وتسعى لتطوير آفاق لتعايش سلمي مع دول جارة حصلت على حقها المشروع في الاستقلال.
الجزيرة
|
|
|
|
|