قرأت في جزيرتنا الغالية، عدد يوم الأحد 19/6/1421ه خاطرة الأحد لأخي الفاضل,, الاستاذ/ أحمد بن حمد اليحيى كلمة غالية صادقة، يخاطب فيها معلمي ومعلمات الأطفال، في المرحلة الابتدائية وذلك بمناسبة بدء عام دراسي جديد.
إن ما ساقه أخي الاستاذ احمد اليحيى من أمل في رعاية,, هذه الأكباد، الأمانة، لدى المعلم والمعلمة ثم المدرسة، وان التربية تسبق التعليم، وهذا حق,, لأنها أساس التعليم ونموذجه الناجح,, إذا أديت كما ينبغي وتحققت الجدوى منها، وإذا لم تؤد، فإن ذلك يعني الفشل الذريع.
إن ما ساقه الأخ العزيز,, حين ادخل ابنته الطفلة الى المرحلة الابتدائية والبدء من البداية,, أملى عليها ما ينبغي ان تعمله وتراعيه وتنفذه,, في الفترة التي تدخل فيها الفصل الدراسي الى ان تغادره، وكيف تتعامل مع زميلاتها في الفصل إلخ! أقول,, إن ما ساقه الأخ الفاضل صحيح ومعتبر، وشيء أساسي لا جدال فيه، لأنه نحو سلوك، ولأنه تنظيم وتخطيط وتوجيه متقن,, لا غبار عليه، وينبغي ان يسود في جميع مراحل الدراسة عندنا، غير ان جدواه تبدأ من المرحلة الابتدائية، لأنها أساس، وان غرس المثل والنظام اجدى في تلك المرحلة,, وهي كذلك ضرورة للطالب والطالبة في المراحل الأخرى، الإعدادية والثانوية,, وحتى الجامعة.
وأريد أن اضيف شيئا آخر مهما، وهو لا يغيب عن بال أخي الاستاذ أحمد اليحيى، ولا على المربين والمربيات، ولا على شرائح المجتمع، وهو الأهم، لأنه الشطر الأساسي وما يتم في المدرسة مكمل له وجزء منه!
إن الذي أعنيه,, وهو شيء أساسي، وبدونه لا يجدي كثيراً ما يتم في المدرسة, وأعني سلوك الأسرة، من أب وأم، وإخوة وأخوات, ماذا عن هؤلاء؟! إنهم اللبنة الأولى الأساسية, ولذلك ينبغي أن تبدأ التربية من السلوك في المنزل، فمنه تبدأ التربية، والسلوك الذي يُسار عليه!
ما قيمة التربية المدرسية,, إذا كان ما يجري في البيت مناقض لما يراد أن يكون في المدرسة؟ والشاعر القديم يقول:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم |
إذن التربية أساسا,, تنطلق من البيت، ثم تكمل وتدعم المدرسة الدور والإنجاز, أما ان تطالب المدرسة وحدها ان تربي,, والبيت في واد بعيد عن السلوك التربوي القويم، فإن النتائج لدى المدرسة,, إذا أدته كما ينبغي تكون أقل جدوى وأدنى تحصيلا.
نحن ينبغي ان نخاطب البيت لأنه قدوة، ثم المدرس والمدرسة,, قدوة أخرى، وبذلك وبهذا التعامل المثمر إن شاء الله يبلغ البنيان تمامه ,, كما قال الشاعر يومئذ! فدعونا نركز على البيت أولا وأخيرا، لانه الأساس! والفتيات والجيل القديم من الرجال والناس,, الذين لم يتح لهم نصيب من التعليم، كانوا على خلق عال، لانهم ربوا في بيت، فيه خلق وتربية واحترام، فنشأوا على ذلك, ولذلك قال الشاعر وهو على حق,, لأنه يحدث عن علم وتجربة.
وينشأ ناشىء الفتيان منا على ما كان علّمه أبوه |
والرجل العربي القديم، الذي لم يدخل كتّابا، ولا يعرف الجامعة، وإنما علمته الأيام, قال حكما: لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا المحصلة في ذلك, سبع سنوات ملاعبة، ومثلها تأديبا، وأخرى مصاحبة، ثم دعه للحياة فإن نجح فبفضل الله,, ثم تلك التربية المقننة، وإن فشل فهو يتحمل تبعة فشله.
|