| القرية الالكترونية
حين ظهر أول موقع للنازيين الجدد في عام 1415 ه على الإنترنت لم يتوقع مستخدمو الإنترنت ان وجودهم سيستمر على الإنترنت بسبب عدم قانونيته (في أمريكا) ولأن وجودهم على أرض الواقع ليس قانونيا أيضا, والنازيون الجدد فئة تستعدي اليهود والملونين وكل من لا يتصف بصفاتهم والتي منها الانتساب للعرق الآري والتدين بالنصرانية.
وقد ثارت ثائرتهم عندما طالب البعض بنزع فتيل نزاع سيدب لو لم تتم إزالته لكن شيئا من ذلك لم يحدث, فلم تكن هناك حرب بالحجم الذي تنبأ به المراقبون ولم تتم إزالة الموقع بل استمر في تقديم خدماته العنصرية لزواره.
وبدأت نذر صراع دستوري في الولايات المتحدة بشأن السماح لهذه الجماعة العنصرية الأمريكية بالاستمرار في تقديم نفسها إلى العالم عبر موقعها على الإنترنت.
وكان مدار الصراع حول قانونية وجودهم في الواقع وكذلك قانونية أفكارهم التي يبثونها من خلال مواقعهم , فقامت ثورة الشريط الأزرق Blue Ribbon الشهيرة والذي يرمز به لحرية التعبير وكان ذلك في أواخر عام 1416 ه والتي تزامنت مع الدعوات التي رفع لواءها المعتدلون بمنع المواقع الإباحية من استخدام الإنترنت, وقد انتصرت حملة الشريط الأزرق والتي لم يمر بي حملة أكثر إزعاجا منها, فلم تخل رسالة بريدية ولا موقع من دعوة لحرية التعبير بل ان بعض المواقع البعيدة عن العنصرية فضلا عن مناصريها احتجبت تماما واستبدلت صفحاتها الأولى بصورة مكبرة من الشريط الأزرق تعبيرا عن استهجانهم لكبت الحريات على الإنترنت.
ومع تضعضع الحملات المضادة لظهور هذه المواقع على الإنترنت تنامى عدد المواقع العنصرية التي تقف خلفها منظمات الكراهية والحقد العرقي وبلغ عددها في أواخر عام 1418 ه ما يزيد على 160 موقعا نشطا تمارس فعالياتها العنصرية بكل حرية دون تدخل من السلطات الأمريكية أو غيرها.
وإثر الاستغلال السافر لقانون حرية التعبير على الإنترنت بلغ عدد المواقع العنصرية الناشطة على الإنترنت في يومنا هذا ما يزيد على 500 موقع متخصص في تأجيج الكراهية وذلك طبقا لتقرير نشرته رابطة أمريكية متخصصة في محاربة العنصرية, ويعلق أحد الناشطين في محاربة العنصريين على ما يقومون به على الإنترنت بقوله: (في السابق كان عليهم الذهاب إلى محلات التصوير لنسخ نشراتهم القذرة والتجول على السيارات في المواقف لتوزيع ما لديهم على زجاجها, أما الآن فبإمكانهم الاتكاء بعيدا عن المشاكل والمخاطر والبقاء مجهولين في الظلام ونشر فكرهم وانحرافاتهم بلا مقابل لتصل إلى آلاف الناس).
وقد برز وجه آخر لهذه الحرب لم يكن ظاهرا في السابق, فقد كانت هذه الجمعيات تحارب كل من هو أجنبي في الولايات المتحدة، وكل ملون أو لا يدين بالنصرانية وما إلى ذلك من الصفات التي يصر النازيون الجدد على أن يصطبغ بها كل أمريكي, فبطبيعة الحال برز اليهود كفئة تحتل المكانة الأولى في كونها هدفا لهذه الجمعيات والتي تقف على هرمها جميعة KKK وأمثالها, ورغم ان هذه الجمعية قد استعدت كل من لم يتصف بالصفات المذكورة آنفا إلا أنها تكن لليهود بالذات عداوة لا تحملها ضد اي شعب آخر.
ورغم الفشل الذريع في مواجهة حملات العنصرية ومواقعها على الإنترنت وإنهيار محاولات الجهات المسؤولة في الولايات المتحدة في السيطرة على تلك المواقع بصورة قانونية إلا أن شيئا من النجاح تحقق لليهود في مواجهة هذه الجمعيات من ذلك ماحققه اليهود من اتفاق مع شركة أمازون ومكتبات أخرى بنشر بيان مناوئ لمحتويات كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون The Protocols of the Elders of Zion) وذلك ليظهر هذا البيان لكل من يطلب شراء ذلك الكتاب من تلك المكتبات.
وإن المرء ليعجب حقا من قدرة الصهاينة على تحقيق مالم تحققه الحكومة الأمريكية لمواجهة هذه الجمعيات العنصرية, وقد حذت الجمعيات الإسلامية الأمريكية والبريطانية هذا الحذو وصارت تبث حملات مناهضة عبر البريد الإلكتروني ضد المواقع التي تحارب الإسلام وقد حققت تقدما محمودا ونتائج ملموسة خلال السنوات القليلة الماضية وكان آخرها إغلاق الموقع الذي حرف القرآن ونشره على الإنترنت, وأخيرا فما دامت الإنترنت تحكمها الأنظمة الأمريكية فإن مواقع من هذا النوع ستستمر في الظهور دون رقيب لأن الإنترنت عالمية تحكمها أنظمة أمريكية محلية مثل قانون حرية التعبير وهي قوانين لا يعترف بها غالبية رعايا الدول المرتبطة بالإنترنت.
Khalid@4u.net
|
|
|
|
|