| الثقافية
* كتب لطفي عبداللطيف
لماذا يعتبر الاتصال بين الاشخاص فناً؟! الكاتب برت دكر في كتابه مهنة الاتصال والذي قام بترجمته للعربية الدكتور عبدالرحمن الشمراني، وقدم له وراجعه د, ابراهيم القعيد، يحاول الاجابة على هذا السؤال، مستعرضاً الأمور المهمة في الاتصال الشخصي والفرق بين الاتصال الشفهي وغيره من انواع الاتصال الاخرى، ولماذا يفضل الاتصال المباشر في الاقناع عن غيره.
فالاتصال الجيد المقنع والمفيد، اساس النجاح، كما يقول د, ابراهيم بن حمد القعيد، ولقد اثبتت ذلك الدراسات العلمية الحديثة، والتي اكدت ان 85% من النجاح يكون بسبب مهارات الاتصال وفنونه، بينما 15% فقط من النجاح يعزى الى المعرفة والعلم والتخصص.
والكتاب في مجلة يهدف الى توضيح طبيعة الاتصال الفعال وتقديم المكونات العاطفية الاساسية للاتصال وكيفية تقديم آليات وأساليب لتحسين مهارات الاتصال.
فقد يكون لدى الفرد العلم الغزير، والمعلومات القيمة، ولكن ليس لديه مهارات الاتصال، او فنون التوصيل للغير، ولكن الاتصال علم وفن يمكن تعلمه، ومهارة يمكن إتقانها، ولكن كما يقول برت دكر يحتاج الى جهد، بل ان النتائج المحققة توازي الجهد المبذول.
ومن المقدمة ينتقل برت دكر الى الاهداف التي يريد تحقيقها اي شخص تحقيق الاتصال الناجح، فيقول ان التميز في الاتصال الشخصي عملية معقدة تتكون من بضع مهارات، ولكي يكون الاتصال فعالاً لكل منا لابد من وضع عدة امور في الاعتبار في مقدمتها فهم المهارات السلوكية التسع للاتصال الشخصي، وممارسة مناهج وأساليب جديدة يتعلمها الشخص يومياً، والعمل قدر الامكان يميز الفروق بين الاتصال الحقيقي والاتصال العاطفي، والاهم من كل ذلك تشجيع ردود الافعال على العملية الاتصالية.
فالهدف من الكتاب لم يكن في المقام الاول زيادة جرعة المعلومات، وتنمية المعارف، وتوسيع الدائرة الثقافية للشخص القائم على العملية الاتصالية، وان كانت هذه من الاهداف التي راعاها المؤلف، بل ان الهدف من الكتاب تعليم الفرد مجموعة من المهارات والفنون الجديدة التي تجعله قادراً على الاتصال مع الآخرين، فالتواصل مع الآخر من وجهة نظر الكاتب ليس علماً، وليس ايضاً مجموعة منظمة من الاجراءات الدقيقة والمتفرقة، ولكن هناك مجموعة من المبادئ والمواضيع المتماسكة والمحددة التي يجب الالتزام بها عند ممارسة العملية الاتصالية، للحصول على ردود الافعال المرجوة.
وجهاً,, لوجه
ولعل افضل وسائل الاتصال، كما يقول برت دكر، المقابلة وجهاً لوجه لانها تحقق الإقناع للآخرين، أو التأثير عليهم، وتحقق تواصل الافكار، ولعل هذا ما اكد عليه المؤلف خلال دراسته فالمدير لكي يكون ناجحاً لابد وان يكون اولاً لديه القدرة على توصيل اهدف المؤسسة للآخرين، اما اذا افتقد هذه القدرة، فإنه بذلك يفتقد خاصية التوصيل والتواصل مع العاملين معه في مؤسسته.
ويركز برت دكر على المصداقية والثقة في تحقيق النجاح الكبير من العملية الاتصالية، ويقول اذا افتقد القائم بالاتصال هاتين الصفتين افتقد العملية الاتصالية.
ثم يفرق بعد ذلك الكاتب بين الاتصال اللفظي الصوتي والاتصال اللفظي البصري في رسائلنا الكلامية، ايهما اكثر تأثيراً ومصداقية فالعنصر اللفظي هو الرسالة نفسها الكلمات التي نريد قولها اما العنصر الصوتي فهو الصوت (الترانيم) ورنين ذلك الصوت الذي ينقل تلك الكلمات، في حين العنصر البصري يركز اساساً على ملامح الوجه، وحركات الجسم، والاطراف وان درجة التناقض بين العناصر الثلاثة ستحدد حتماً حجم المصداقية في القائم بالاتصالثم يحدد برت دكر المهارات الاتصالية التسع اتصال العين والوضع والحركة والاشارات وتعابير الوجه واللبس والمظهر والصوت والتنويع الصوتي اشراك المستمع واستخدام المرح والذات الطبيعية ويحدد أهداف كل منها في انجاح العملية الاتصالية.
|
|
|
|
|