| مقـالات
* قبس:
(وكما في كل صيف تشحنني الحياة بالحركة فأنسى عملي، هذا الصيف قاومت شهية الحياة لكن جمال الدنيا هزمني)
ليو تولستوي
***
هذا الصيف بالنسبة لي كان مختلفا، لأول مرة يأتي الصيف ويذهب بعد أن يمنحني كل ما لديه من حركة تختلف عن السفر والترحال مع الأسرة، هذا الصيف لم يكن يشبه صيف البلاد العربية المليء بحمى الأعصاب المتوترة والأجساد الفارة إلى المصايف في كل مكان.
بل كان يشبه صيف الأدب الغربي المتقد حركة وديناميكية على الأقل في ما توصلت إليه ومثلي كثيرون إذا ما كان المرء متعدد الأهداف.
كانت هذه الزاوية بإيقاعها اللاهث السريع جزءاً من سؤال يطرح نفسه على كاتبة وصحفية مثلي امتهنت عالم الصحافة: إلى أي مدى تبرز الكتابة اليومية رسالة الكاتب وهل تتوقف الطموحات عند حد الكتابة اليومية؟!
تزامن ذلك مع انفتاحي على عالم الإنترنت وشروعي في إنشاء موقع على الشبكة بجهود ذاتية، واعترافي امام نفسي بأنه لا جدوى من إكمال الدراسات العليا في جامعاتنا بعد انتظار خلف أسوارها العتيدة لمدة ست سنوات وهذا الاعتراف يتطلب البحث غير السهل عن جامعة تمنح العلم دون شروط تقليدية تناسب الطالب المكتظ بمسؤوليات الحياة الأسرية والعملية.
وكانت هذه الزاوية هي الضحية حيث ظللت أشعر لفترة بأنها تقيدني بإيقاعها السريع كنت على الدوام أشعر بأن قلمي يلهث وكان لابد أن أكسر هذا الروتين واسترجع بعض انفاسي خاصة وأنا منذ أن ارتبطت بالجزيرة عاطفيا لا أغيب دون عذر قوي إلا في إجازة الصيف، شهر فقط لا لشيء إلا لأن الكتابة عندي التزام وعمل ومنذ كنت في المدرسة ثم الجامعة لم أكن اتغيب إلا بعذر ليس لي تفرد في ذلك بل هي بصمات الوالد في تربيته.
وغبت عن زاويتي ستة أشهر سافرت في رحلة إلى اللا تقليدية,, إلى التعليم المختلف والصحافة المختلفة عبر الإنترنت فطفت العالم وتأسفت أننا في استخدامنا له لا ندرك أي مرحلة تقنية مختلفة نحن عليها مقبلون، كان شغلي الشاغل متابعة المواقع العربية فنيا ومن حيث المضمون أيضا وتذكرت مقال الأستاذ سعد الدوسري في جريدة الرياض حين كتب عن تجربته في إنشاء موقع وصعوبة هذا الأمر.
أفضل ما في التجربة أن تنشئ بنفسك موقعا على شبكة الإنترنت، أن تتعلم معنى الإرادة والتصميم وهما مفتاح النجاح وان تدرك أن عملية التعلم تستمر مع الإنسان والجاهل عدو نفسه، في الإنترنت تعرف مفهوم الحرية واستثماره بإيجابية أو استغلاله بسلبية فهو عالم بلا حدود ولعل مجال الإعلام من أكثر المجالات تأثرا وتأثيرا بهذه التقنية.
وربما كان على المؤسسات الصحفية أن تبدأ منذ الآن في الاستعداد للتحول إلى الصحافة الإليكترونية وليس الانتظار حتى تقع (الفاس في الراس) فالخبراء يؤكدون أن الموعد في غضون سنوات قريبة قادمة
من الطريف أن توقفي عن الكتابة لم يكن بسبب اختلاف في إجازة مقال أو تغيير مكان الزاوية في الصحيفة أو تحديد مكافأة مع رئيس التحرير أو عروض أخرى مغرية كما هي العادة في غياب الكاتب عن زاويته، وقلت ذلك في لقاء في جريدة المدينة، ولكن البعض لا يصدق ربما لأن ذلك يدخل ضمن عدم الاعتراف باحتراف المرأة للصحافة وبالتالي ينظر إليها البعض على انها مجرد امرأة غضبت من زوجها (المؤسسة الصحفية) ولابد أن تعامل كناشز أو مطلقة، انه أمر طريف ويستحق التأمل ان تظل المرأة حتى وهي تعمل في نظر البعض امرأة لا تتقن العمل الجاد ولا يشكل لديها أهمية كبرى لذاتها ومستقبل مجتمعها، بل هو جزء ثانوي وليس من حقها ان تسعى لأجل تطوير ذاتها ومهنتها، إن تطوير الأداء لا يحدث والإنسان منكب على عمله لا بد من وقفة يبتعد الإنسان فيها عن العمل لفترة ويمارس اليوجا الفكرية وبعض التفكير في الماضي والقادم يسهم في اختيار الطريق بنضج واقتناع، إن اكتساب مهارات جديدة هو الانتصار على الركود الذي يمر بالنفوس فيقتل جذوة الحماس.
أما عن تجربة التعليم المختلف فبعد غد حديث آخر.
|
|
|
|
|