| العالم اليوم
لا نريد أن تذهب دماء الشهداء الفلسطينيين هدراً.
ولا نريد أن تضيع فرصة جديدة لاستعادة الحقوق وفرض الحل العادل.
فالذي يجري الآن فوق الأرض الفلسطينية الطاهرة، عودة للفعل الفلسطيني والعربي والاسلامي الذي انطلق عفوياً وكرد فعل طبيعي في الجماهير التي ضاق صدرها من الذل والهوان الذي يفرضه اليهود وحلفاؤهم ليس على الفلسطينيين وحدهم ولا على العرب فقط، بل على كل المسلمين، فماذا بعد تدنيس اليهود للقبلة الأولى,, ماذا يريد المسلمون بعد ذلك حتى تتحرك الهمم,, والغيرة على الدين؟!
الإجابة جاءت من أرض الإسراء والمعراج، وفي يوم مبارك,, وفي وقت مناسب، فبعد صلاة الجمعة الأسبوع الماضي لم يحتمل المصلون كل محاولات فرض الذل والهوان على المسلمين، فانطلقوا بصدور عارية لمواجهة العدوان,, وبالحجارة واجهوا رصاص اليهود,, وتجاوبت الجماهير الفلسطينية مع جهاد المقدسيين لتشتعل الانتفاضة الفلسطينية في كل مدن فلسطين، في غزة، والخليل، ورام الله ونابلس وطولكرم، وأم الفحم والناصرة، ليتوحد الشعب الفلسطيني ويلغي ما يسمى بالخط الأخضر أو الأحمر,, بل ألغيت كل الخطوط والحدود واشتعل الغضب في كل الأراضي العربية والاسلامية وأصبح واجبا أن تتجاوب كل الحكومات العربية والاسلامية مع الغضبة الاسلامية والعربية التي تشتعل في صدور كل المسلمين ولعله من حسنات الانتفاضة الجديدة انها، حققت وحدة الشعب الفلسطيني بكل فصائله، وكل اتجاهاته وكل مناطقه فألغت ما أرادت أوسلو تحقيقه بفصل الفلسطينيين الى ثلاثة فئات فلسطيني عام 48 وفلسطيني 67 وفلسطيني الحكم الذاتي.
ومن حسنات الانتفاضة الجديدة أنها ايقظت سبات الشارع العربي والاسلامي اذ وصل الغضب الى جاكرتا وكوالالمبور وأنقرة بل حتى المدن الهندية.
كل هذا سيزلزل الأرض تحت أقدام اليهود وحلفائهم الذين يزودونهم بالسلاح لقتل الأطفال، وهذا ما يفرض على الجميع أن يتجاوب ويتفاعل مع الفعل الاسلامي والعربي وحالة الغليان التي تسود الشارع الاسلامي، ومن الواجب أن تخطو الحكومات الاسلامية والعربية بالذات الى خطوة متقدمة وتسحب سفراء الذين أصبح تواجدهم بلا قيمة خاصة بعد أن تأكد الجميع بان الاسرائيليين سواء بحكومة باراك أو سلفه السابق نتنياهو لا يريدون السلام,, بل فرض الاستسلام والهوان على العرب والمسلمين جميعا.
والمطلوب الآن ليس فقط سحب ما موجود من سفراء وممثلين عرب في اسرائيل، بل سحب كل سفراء الدول الاسلامية لتأكيد وحدة المسلمين ومجابهة الغطرسة اليهودية ووحدة الشر الاسرائيلي بعد اعلان باراك وشارون توحيد جهودهما لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|