|
| الريـاضيـة
قبل سنتين تقريبا استحدثت وظيفة جديدة ضمن الجهاز الإداري لمنتخبنا الوطني للشباب لكرة القدم تحت مسمى (مسؤول علاقات اللاعبين) ووقع الاختيار من قبل المسؤولين على الدكتور صلاح السقا.
وقد كان اختيارا موفقا وذلك لكفاءة الدكتور العلمية لحصوله على درجة الدكتوراه في علم النفس الرياضي والعملية محاضر بجامعة الملك سعود بكلية التربية البدنية في نفس التخصص بالاضافة لخبراته السابقة كلاعب في نادي الرياض وحاجة المنتخب لمثل هذه الكفاءة الوطنية النادرة في هذا المجال.
وقد تعرض أثناء عمله لأنواع عديدة من النقد هناك من انتقده من أجل النقد والنقد فقط!! وهناك من انتقده الى درجة التهكم والسخرية إذ قالوا ان لاعبينا ليسوا بمجانين حتى نحضر لهم طبيباً نفسياً!!
واعتقد ان هناك بوناً شاسعاً بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي في علم النفس الرياضي يعرفه ويدركه المتابع والمشجع العادي في الشارع الرياضي, علما بان الدكتور صلاح لا يحمل دكتوراه في الطب النفسي كما هو معروف.
واسمحوا لي بأن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة:
هل أدى مسؤول علاقات اللاعبين دوره على الوجه المطلوب؟
وهل استفاد منه لاعبو منتخبنا الاستفادة المرجوة؟
وباختصار هل نجح الدكتور في عمله خلال السنتين السابقتين؟
ومن وجهة نظري بأن الدكتور اجتهد في عمله حسب ما كلف به وفي حدود ما اعطي له من صلاحيات ولكن تظل انتاجيته والاستفادة منه ضعيفة وغير مقنعة مقارنة بما لديه من قدرات وإمكانات وخبرات, والدليل حصول بعض السلبيات التي ظهرت على السطح من ابعاد لاعبين وخلافات ومشكلات إدارية وفنية رغم وجود الأخصائي الرياضي النفسي!!
لذلك اقترح بأن تعطى الفرصة وتتاح لهذا الدكتور بشكل أكبر من السابق ووفق أسس علمية مدروسة حيث ان عمله خلال السنتين يعتبر عملا تكميليا ضمن الجهاز الإداري المشرف وقد يصل أحيانا الى الهامشية او التهميش.
مثلا قد تصادف لاعباً ما مشكلة معينة أيا كانت وعندما يدرسها الاخصائي ويضع لها الحلول المناسبة ويرغب في تنفيذها لاعتقاده انها هي الحل السليم لهذه المشكلة وعند التنفيذ قد يختلف معه المدرب أو الإداري او مدير المنتخب وقد يرفضونها بالكلية قبل مناقشتها او بعد مناقشتها رغم محدودية إلمامهم بالجوانب النفسية والذهنية والسلوكية وعندئذ كيف يتصرف الاخصائي!!
ماعليه إلا التوقف ومن ثم الخضوع الى قرار المدرب او الإداري أو المدير المشرف لأنه شخص مرؤوس وهذه هي حدوده وصلاحياته.
ومثل هذه المواقف الافتراضية وهي كثيرة ومختلفة تؤكد بأن عمل الدكتور في المنتخب وبهذا الشكل قد يصل الى ان وجوده كعدمه وليعذرني الدكتور بمثل هذا الكلام لأن هذه هي الحقيقة من وجهة نظري.
واعتقد بانه لو كانت صلاحيات المسؤول عن علاقات اللاعبين أكبر مما هي عليه لقلت بعض الخلافات والمشكلات والأبعاد لأن لديه القدرة على اتخاذ القرار في حينه قبل ان تتطور الأمور وتكبر المشكلة لأنه متابع لها اولا بأول ولا ينقصه سوى اتخاذ القرار منه وليس من الإداري او المدرب او مدير المنتخب.
وقد يتساءل القارىء العزيز ما هو الحل إذاً؟
اعتقد ان الحل بأن تتاح له الفرصة كما أسلفت بشكل أكبر كمدير لأحد منتخباتنا الوطنية بشرط ان يكون ارتباطه مباشرة بالرئيس العام او نائبه أسوة بمدير المنتخب الأول.
واعتقد بأن مدير منتخب ليس أكبر مما يمتلكه الدكتور من خبرات وقدرات وإمكانات حيث ان جميع من تولى مثل هذا المنصب في جميع منتخباتنا الوطنية خلال العشرين عاما الماضية حتى الآن مع احترامي وتقديري الشديد لهم ولما قدموه من خدمات للمنتخب يشكرون عليها خلال عملهم لم يصل أحد منهم الى ما وصل إليه الدكتور صلاح السقا سواء علميا او عمليا في مجال عمله.
وهو أول لاعب سعودي يحصل على مثل هذا التخصص وكما هو معروف بانه عضو مجلس إدارة في نادي الرياض منذ قدومه من الولايات المتحدة الامريكية قبل خمس سنوات حتى تاريخه ويعتبر ممارساً للعمل الإداري وجميع الإدارات التي ترأست نادي الرياض خلال الخمس سنوات الماضية تتمسك به رغم مشاغله ليس كأخصائي نفسي رياضي فقط وإنما كإداري ناجح يخطط ويرسم خططاً مستقبلية ويشرف وينفذ في نفس الوقت.
وقد تحدثت مع أحد أعضاء مجلس الإدارة الحالية وقال لي بأن الاستاذ عبدالرحمن المفيريج عند تكوين مجلس إدارته رشح الدكتور صلاح السقا لمنصب نائب الرئيس ولكنه اعتذر وبعد ذلك رشحه وحاول اقناعه بان يشرف على الفريق الأول لكرة القدم ومع ذلك اعتذر بسبب مشاغله العملية في الجامعة وارتباطه بمنتخب المملكة للشباب وبالكلية فإن الدكتور صلاح السقا شخص مؤهل وجدير بأن يكون محل ثقة المسؤولين لترجمة قدراته المدعمة بالعلم والدراسة لواقع تستفيد منه منتخباتنا الوطنية وهذا ما لم يحصل حتى الآن.
سعد السبيعي المدرب الوطني
|
|
|
|
|
