| عزيزتـي الجزيرة
الطلاق لفظة قاسية على القلوب, وتبعات مرّة على الزوجين والأبناء, وهو أبغض الحلال إلى الرحمن الرحيم الذي لا يُشرّع سبحانه وتعالى إلا عن حكمة سواء علمها الخلق أو قصر إدراكهم عنها.
الطلاق مع قسوته ظاهراً قد يصبح ضرورة لابد منها احياناً, ولكن مع ذلك كله فإنها لا تقر ولا تستساغ حالات عدة يحصل فيها الطلاق بين الزوجين لأتفه الأسباب وأحقرها,.
عندما خُص الرجل بالعصمة دون المرأة فإن ذلك لا يعني التفاضل في شيء كما قد يتصوره البعض من الناس، ولكنها المسؤولية التي يتحملها الرجل تبعاً لما أودع فيه الخالق سبحانه وتعالى من مقومات تؤهله لتقدير هذا الحق وتمكنه من القيام به على نحو يحقق استقامة الحياة,, بيد أن الواقع في دنيا الناس يقول بأن هناك من اتخذ من الطلاق سيفاً جرده لانتزاع ماليس له بحق.
وهناك من استخف به وجعله ألعوبة بين شفتيه, وهناك من جعله الحل الأول في قائمة مواقفه البطولية لعوارض الزمن!!
ولاشك أن جل هذه الاستعمالات بعيدة كل البعد عن المقاصد الشرعية للطلاق، وماكان للرجل أن يمتلك هذا الحق لولا خصائص تكوينية في خلقته من شأنها الحد من صدور الطلاق في غير موقعه, وخص من ذلك تقديره لحجم المشاكل التي قد تعصف بمركب الزوجية, وتحمله مرارة الصبر في مقاومتها، وخلق فسحة من الوقت عند نشوب الخلافات لئلا تؤثر مثل هذه الانفعالات النفسية فيما يتخذه من قرارات يمكن أن تصل إلى حد الطلاق, ولعل ما نشاهده في كثير من حالات الطلاق الانفعالية والاستفزازية يعطي دليلاً واضحاً على سوء استخدام هذا الحق فواحدهم لا يلبث أن يطرق الأبواب بحثاً عن الفتوى التي تعيد المياه إلى مجاريها بعد أن أفرغ طلقاته الثلاث في آن كما هي عادة المطلقين للأسباب التافهة!!
إذا كان الطلاق سلاحاً فهو سلاح الضعفاء العاجزين عن مواجهة الواقع بحكمة ومسؤولية.
واستخدام الطلاق في حياة المجتمع هو أشبه ما يكون باستخدام الدواء الذي لا يتناول إلا لحاجة مرضية وبوصفة معينة لا يمكن تجاوزها بحال,, فعندما تكون الحياة الزوجية جحيماً لا يطاق، ويقتنع الطرفان بظروفهما الداعية إلى المفارقة يصبح هذا الطلاق دواء وليس داء, وسُلَّم نجاة بعد أن كان سيف تسلط, قال صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر .
وقال عليه الصلاة والسلام أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم .
أحمد الخنيني الزلفي
|
|
|
|
|