أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th October,2000العدد:10236الطبعةالاولـيالسبت 10 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

أبشر,, يا كنز العلوم!
عزيزتي الجزيرة
وجدته شاحب الوجه, غائر العينين, نحيل الجسم, منهمك القوى بصره حديدا, ومشيه وئيدا, يعتمد على عُمُد منهكة حافي القدمين ممزق الكساء, لا يقي من حر ولا مر, فوقفت بجانبه رحمة به وأسائله يا أبا العلم وكنز المعارف ومنار الهدى مالي أراك هكذا؟
فأجابني وبصوت مبحوح وما الذي ترى؟ يا بني لقد بلغت من الكبر عتيا وعصفت بي السنون في صيفها وشتائها في ربيعها وخريفها في ليلها ونهارها حتى أصبحت كما ترى فقلت له يا أبا العلم كان عهدي بك يافعا جلدا نشيطا قويا أخشى أن يكون في جعبتك شيء تكنه وتخفيه, قال لي: صدقت ولكن ما الذي يضيرك أنت؟
فقلت له: سبحان الله ألست أحد أبنائك أو احفادك؟ قال بلى ولكن بم نفعتموني؟ الآن دق عظمي ورق لحمي وكفاني تلك السنين الخوالي والتي قضيتها في خيرها وشرها حلوها ومرها ولكن يا بني ان بقي لي عليك حقوق فلا تبخل بها عليّ فأنا الآن أحوج ما أكون اليها,
فقلت له: أبشر بما يسرك ان شاء الله ومن يجرؤ على تركك واهمالك يا أبا العلوم, ولكن لي سؤال آخر ان سمحت لي بأن أسألك أياه فقال: سل يا بني ولن أبخل عليك بالاجابة قدر استطاعتي, فقلت له: تحتاج الى تجديد أم جديد؟ فقال: كلاهما وما ذلك ببعيد, فقلت له: ها أنذا أكتب ما تحبذه وترجوه, فقال: احرص يا بني على شد قوائمي وصلابة دعائمي وأريد أن أعيد مجدا تليدا فقدته, ألا وهو مكان رحب واسع يسع ضيوفي وأبنائي نتسامر فيه بالليل ونتجاذب أطراف الحديث ولا تنسى ان الشتاء قد أقبل بجيشه ورجله فأسدل عليّ الغطاء وأحكم النوافذ وأصلح الأبواب ولا مانع من أن تتأكد من وسائل التدفئة هل هي صالحة أم طالحة؟ ولا تنس أهم من هذا كله يا بني اني بحاجة ماسة الى مسجد يكون بجواري أتعاهده أنا وأبنائي في الصباح والمساء ونتدارس فيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما احتاج الى غريفات بجواره لأبنائي وأحبابي يقضون فيه فراغهم من لهو مباح لا عيب فيه ولا جناح هذا ما بجعبتي وما أكننته في سريرتي فهل أنت مبشرني في ذلك عن قريب, قلت له: ان شاء الله تعالى وأبشر فان هناك من يراعيك وأنت لا تدر يا كنز العلوم يا من تخرج على يديك علماء أجلاء نفع الله بعلمهم, أبشر فأمك تناديك بملء فيها وتقول: رعيتك بحناني طفلا ويافعا وكهلا فهل بعد ان احتجت اليّ أتخلى عنك لا, أنا أمك جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وعلى رأسي معالي مديرها ووكيلها, أبشر يا كنز العلوم يا معهدي بمحافظة الزلفي فموعدك الصبح أليس الصبح بقريب؟!
عبدالعزيز بن محمد الفنيسان
المعهد العلمي بمحافظة الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved