| عزيزتـي الجزيرة
عندما يشعر الإنسان بالخوف فإن فرائصه العضوية والفكرية تتجلى بآليات الدفاع المتنوعة,, وعندما ازدادت القناعة بان خطر الجريمة والحوادث المرورية بصفة خاصة تحتاج الى تضافر الجهود تم وضع الترتيبات اللازمة، وكان ذلك بتتويج صاحب السمو الملكي وزير الداخلية ونائبه انطلاق الحملة الوطنية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية ومنها توالى انطلاق الحملات بمختلف المناطق, حيث تهتم الدول المتقدمة بمثل هذه الحملات بمختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لبلورة الفكر الاجتماعي تجاه فكرة معينة اما بقبولها أو برفضها او اقناع العامة بذلك,, فهذه الحملة هي إحدى الحملات الخيرية القائمة على المعتقد الديني والتنظيمي بشكل متفاوت لهيكلة الوعي الاجتماعي تجاه الأخطار الأمنية والمرورية خاصة، فلا شك ان الوقاية خير من العلاج,, فمن حيث المسألة الأمنية فان احصائيات الجرائم في المملكة العربية السعودية مقارنة بالدول المتحضرة الأخرى خاصة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والأوروبية تعتبر متدنية إذا نظرنا الى تعداد السكان في كل دولة والنسبة والتناسب بين عدد السكان ومعدل الجريمة، حيث يؤثر على هذا الرقم الاخصائي في السعودية الطابع الديني للشعب وتطبيق الشريعة اضافة الى قوة الضبط الاجتماعي بين الأفراد والأنساق الاجتماعية,
ولكن الخطر الأكبر الذي مازال يكشر وينهش بلحم وعظم هذا المجتمع ويتفاقم تحت روادع ديباجية تحتاج الى اعادة نظر من حيث القوة والصرامة من المواطن والدولة,, هي حوادث المرور، فخطر الحوادث المرورية يعتبر من الكوارث التي هدمت ركن كل أسرة بهذا المجتمع، فنحن ولله الحمد في منطقة قد حماها الله من الكوارث الطبيعية مثل البراكين والزلازل والفيضانات والأعاصير والتي لا يستطيع الإنسان الوقوف أمامها سوى بالدعاء لله باللطف والرحمة، أما كوارث المرور فهي تأتي معظمها من أسباب انسانية تعتمد على قلة الوعي بصفة خاصة حيث تحصد الأرواح تلو الأرواح بمعدلات تفوق الحروب الأهلية,لذا فان تضافر الأب والأم والمدرس والدعاة وإمام المسجد والخطباء في هذه الحملة يعتبر أمراً وطنياً لتعزيز الوازع الديني والسلوك الحضاري عند معظم الناس وعدم التهاون بالمخالفات المرورية التي وصلت عند قطع الإشارة درجة الحرام عند معظم المشايخ فاضافة الى التوعية فان الجزاءات المادية الرادعة وسحب الرخصة عند تجاوز نقاط معينة من المخالفات التي أشير اليها في جلسة مجلس الوزراء أمور حضارية سوف تحد بإذن الله من هذه الكوارث، ولكن الفيصل في هذا الموضوع هو رفع المحسوبية وجدية رجال الأمن والتوسع في اجهزة الحاسب الآلي المتحركة داخل سيارات الدورية لرصد المخالفات والوقوف دون التعاطف مع المخالف وهذا يكون للتقليل من التدخل الإنساني تجاه المخالف واستخدام الحاسب الآلي على أمل العمل في المحاكم المرورية المتخصصة في فض المنازعات المرورية ومن خلال ذلك يتضح أهمية هذه الحملة الشاملة ومرتكزاتها الحضارية التي تعمل على صقل العقل الامني لدى المواطن وتنمية شعوره تجاه احترام حقوق الغير في الشارع والمنزل والعمل وعلى السيارة لحماية اقتصاد هذا المجتمع من الصرف المهدور على النواحي الأمنية والصحية بصفة خاصة لان المواطن هو المسؤول الاول عن كل شبر وهدر في هذا الوطن,
ابراهيم احمد الغبيب بريدة
|
|
|
|
|