| عزيزتـي الجزيرة
تلقت وزارة الصحة في الأيام الماضية هجوما عنيفا من بعض كتابنا الموقرين ومن بعض الزملاء الصحفيين في الصحف المختلفة اثر انتشار مرض حمى الوادي المتصدع في منطقة جازان وبعض المحافظات بجنوب مملكتنا الحبيبة بالرغم من أن الوزارة لم تقترف اي ذنب في دخول أو انتشار المرض في هذه المناطق,
ولكن قدر وزارات الصحة في مختلف دول العالم ان تتحمل أخطاء أو إهمال الآخرين، فهي أي وزارة الصحة تتحمل الأخطاء الناتجة عن إهمال قواعد المرور وحوادثه البشعة، وهي تتحمل نتائج التسمم الغذائي وإهمال البلديات وغيرها, ومرض حمى الوادي المتصدع كان نتيجة اخطاء او اهمال جهة او عدة جهات وكانت النتيجة ان تتحمل وزارة الصحة هذه الأخطاء, وكانت بالفعل على قدر كبير من المسؤولية تجاه هذا الوباء الذي فتك بعدد من اخواننا واحبائنا في منطقة جازان الذين قدر لهم ان يكونوا ضحايا هذا المرض, ولا يسعنا إلا ان ندعو الله لهم بالمغفرة والرحمة ونسأله تعالى ان يلهم ذويهم الصبر والسلوان,
ومنذ لحظة اكتشاف المرض والتأكد من انه فيروس الوادي المتصدع ووزارة الصحة في حالة استنفار وتأهب كاملين من هرمها الى قاعدتها وليس ذلك في جازان فقط وانما تواصلت حالة الاستنفار الى جميع مناطق المملكة حيث جندت مديريات الشؤون الصحية في المناطق والمحافظات كافة طاقاتها البشرية والمادية لتحقيق عدة أهداف استراتيجية من أهمها حماية كل مدينة ومحافظة من دخول المرض او انتشاره خارج المنطقة الموبوءة,
كما تم تجنيد المستشفيات الحكومية والخاصة لاستقبال أية حالة مشتبه في انها حمى الوادي المتصدع والتبليغ عنها فورا الى غرف الطوارىء التي خصصت لهذا الغرض سواء في الوزارة بالرياض او حتى بالمناطق والمحافظات الأخرى لكي يتم محاصرة المرض في منطقته,
وجميع هذه الاجراءات تمت وعلى مستوى كبير من التنسيق والتنظيم فيما بين وزارة الصحة وقطاعاتها, والوزارة وهي تقوم بهذا الدور لم تقم به إلا من حرصها الشديد على المحافظة على صحة المواطن والمقيم في هذه البلاد المباركة ولأن هذا هو واجبها الذي انشئت من أجله, وبالرغم من هذه الاجراءات المشددة التي قامت بها هذه الوزارة من وزيرها الى مديريها وموظفيها إلا ان اساتذتنا الكتاب والصحفيين هاجموا وزارة الصحة بشكل كبير مما جعل الانطباع العام لدى المواطن البسيط هو ان وزارة الصحة لم تقم بدورها المطلوب منها ولم تؤد واجبها المنوط بها بالشكل الصحيح,
ونحن في وزارة الصحة لا نرفض النقد البناء والهادف بل اننا نقبله وبصدر رحب ونعتز بكل من يكتب حرفا واحدا يهدف الى المصلحة العامة وكما يقال في الأثر رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي ,
أما ما نشرته صحفنا الغراء لعدد غير قليل من كتابنا الأعزاء فكان فيه نوع من التحامل على هذه الوزارة التي تجند كل امكاناتها في خدمة المرضى وتفضل العمل في صمت وخصوصا في مثل هذه الأزمات حتى تتمكن من تقديم خدماتها والقيام بدورها على اكمل وجه الى ان تنتهي الأزمة ايا كان نوعها,والله من وراء القصد,
حسن عبدالرحمن البهكلي مدير إدارة الإعلام الصحي والنشر
|
|
|
|
|