| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
من قلب التاريخ وفي ايام العزة الاسلامية وقف احد علماء الاسلام على منبر احد الجوامع الشامية وفي يديه جدائل امرأة مسلمة وراح يقرأ على الحاضرين رسالة صاحبة هذه الجدائل والتي تقول فيها: لا أملك ما أدفعه من أجل الخروج للجهاد ضد أعداء هذا الدين إلا هذه الجدائل لعلها تكون عنان فرس في سبيل الله !
تذكرت هذه الحادثة التاريخية التي تكشف ذلك الشعور العميق الذي استشعره اجدادنا المسلمون وهم يجاهدون اعداء الله لنشر دينه وحفظ مقدساته وصيانة اراضيه!! تذكرتها حينما شاهدت عبر وسائل الاعلام فاجعة مثل الطفل محمد الدرة في خضم احداث ذلك الغليان الفلسطيني الذي سرى ويسري في الاراضي المحتلة خاصة القدس عندما انطلقت شرارة الحمية الاسلامية من ابناء فلسطين دفعا لدنس ارييل شارون الذي جاز له ان يدوس على كرامة الامة بمشهد من حكوماتها بدخوله المدجج تحت حراب الحراسة الصهيونية إلى باحة المسجد الاقصى الشريف, بينما جموع الامة من اقصاها إلى اقصاها تنظر او تتفرج لا فرق على فصول الذل على مسرح واقع العملية السلمية بسبب الركون الى غدر العدو التاريخي وتصديق وعود الاستسلام وأكاذيب سياسة القطب الواحد لأجل سلطة إدارية على حفنة تراب أو موطئ قدم ونتاجها كازينو قمار في اراضي تتسرطن فيها مستوطنات احفاد القردة والحنازير!,, وإن سألت ما بال المستوطنات كل يوم تنشأ وتقام خلاف بنود اتفاقية السلام,, تسارعوا إلى ميكروفون المفاوضات,, وقالوا على رسلك فغدا ستزال ولكن في الأحلام!!,, فيرتد اليك طرفك غائراً ولسانك حائراً,, بسؤال هام,, وماذا عن اخواني اللاجئين ابناء الخيام,, وعن قدسنا عروس الاسلام,, أجابوك جميعهم,, من يهودهم ومعاهديهم ومرورا بعرابهم في بلاد العم سام إلى شلة الانس في سلطة شجعان السلام,,!! لا تسل فنحن من يضع ابسط قوانين التعايش والوئام,, بين يهود الغدر والعرب النيام,, ولا تصدق اكذوبة نصرة الدين وكرامة الإنسان,, فليست إلا كلمات فارغة من قاموس الانهزام,,!! ابتدعها أولئك الرافضون لركوب قطار السلام او المصفقون بفرح لعمليات كتائب القسام,,!! غير ان السؤال يؤد السؤال,, فما عسى ان يقول دعاة الاستسلأم بعد ان شاهد العالم المذبحة تقام,, وطفل الدرة يقتل على شاشة الاعلام,,!! هل يتحركون لمؤتمر يحاكم احفاد القردة أبناء الحرام,, ام ان ضحايا الاقصى وغزة أسوأ حالا من الايتام على موائد اللئام!! حتما لن يجيبوك,, فهم لا يملكون حسن الخطاب,, ولن يرتدعوا حتى تهوي اسرائيل إلى الخراب,, تحت سنابك خيل الله من باحات الاقصى إلى ما وراء الشيشان من الهضاب,, خيل في نواصيها سياط العذاب وعلىظهورها فرسان جاؤوا من فوق السحاب,, فويل ليهود ومن عاهدهم من عذاب رب الارباب,,.
لأجل هذا لا نملك وسط هذا الضباب الخانق في زمن التردي الحانق إلا الدعاء في سجدات الصلوات المفروضة لكل تلك الجموع المحصورة,, مع القول لهم,, الا تصدقوا معسول الكلام,, فاليوم يوم البراءة مما يسمى بالسلام,, ففي القدس وغزة وكل اراضي دولة الاسلام خيل الله,, وبين نسائكم الآلاف من نسل صاحبة الجدائل وأم صلاح الدين وبنت البطل الهمام, هذا ما كان والله المستعان.
محمد بن عيسى الكنعان
|
|
|