|
| القرية الالكترونية
في البداية أحب أن أشير إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ بدأت كتابتي عبر هذه الصفحة عن جامعتي العريقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والتي أتشرف بالانتماء إليها والعمل بها, فجامعة الإمام إحدى الجامعات السعودية التي تبوأت مكانتها العلمية على الصعيد العالمي في مجال العلوم الشرعية والعربية والاجتماعية حتى أصبحت مقصد طلاب العلم من جميع أقطار العالم.
لكن الحديث اليوم ليس عن الجامعة ومساهمتها العلمية في العلوم الشرعية أو اللغوية أو الاجتماعية ولكن الإشارة إلى النقلة النوعية في مجال المعلوماتية للجامعة وأبدأ بالقرار الأخير الذي أقره مجلس الجامعة بصمت وهدوء وبدون صخب إعلامي وضجيج كلامي وبدون مقبلات أو مقدمات هذا القرار هو أن مادة الحاسب الآلي متطلب جامعة بحيث تدرس هذه المادة لجميع طلاب الجامعة حسب تخصصاتهم وتوجيهها حسب التخصص فمثلا تدرس هذه المادة في كلية الشريعة بتطبيقات الحاسوب في العلوم الشرعية ومثلها في العلوم العربية وهكذا,, وأعرف ان بعض الجامعات السعودية لديها في بعض خططها مادة حاسب آلي لكن الفرق هنا أن طالب جامعة الإمام ملزم بمادة الحاسب الآلي وتوجيهها حسب تخصصه ,, بينما في الجامعات الأخرى يرجع إلى خطة القسم وقد تحتوي الخطة على مادة حاسب أو لا.
وهذا السبق الذي حققته جامعة الإمام في إدخال مادة الحاسب الآلي كمتطلب جامعة يحتاج إلى الشكر والتقدير لهذه المبادرة الطيبة من معالي المدير , وهذه الخطوة الجبارة وهذا التوجه الجديد لم يأت من فراغ فمعالي مدير الجامعة الدكتور محمد السالم (رجل معلوماتي) ويبدو أنه بدأ خطواته الأولى لبناء الجامعة معلوماتيا فهو أحق بأن يطلق عليه (المدير المعلوماتي) وهذا يذكرني بلقب مدير جامعة أوهايو الذي أطلق عليه عبر الصحف المحلية ب (Technology man) لأنه نقل الجامعة من الورقية إلى المعلوماتية , فالمشاريع الدائرة في أروقة الجامعة في مجال المعلوماتية بصفة عامة والحاسوب بصفة خاصة والتي لم يفسح لها الستار حتى الآن هي أكبر من أن تعد أو تحصى وسترى النور قريبا إن شاء الله تعالى وإذا كان مديرو الجامعة السابقون قاموا ببناء الجامعة من جانب فالدكتور السالم قرر نقل بعض الأمثلة وأحب أن أؤكد أن معالي المدير يسعى أن يتم هذا العمل بصمت لكي يعبر الحدث عن نفسه كما عبرت الإنترنت والمعامل التي تم توفيرها بأكمل وجه وبأسرع تقنية,.
وعودا على بدء فإضافة إلى ما سبق فالأمثلة كثيرة فقسم الحاسب الآلي الذي أنشئ أخيرا ويضم في الوقت الحاضر أكثر من 160 طالبا هو مساهمة من الجامعة في خطط التنمية المحلية لبلادنا الغالية التي تؤكد حاجة المجتمع لهذه التخصصات العلمية كما أن هذا القسم الجديد وبمتابعة من معالي المدير وكذلك وكيل الجامعة للدراسات العليا الدكتور محمد الربيع الذي يرأس لجنة القسم حتى هذه اللحظة دليل على اهتمام الجامعة بمديرها ووكيلها لهذا التوجه الجديد,, فالدكتور محمد الربيع كان له المساهمة الفعالة في هذا القسم منذ أن ولد بدون أيدٍ يمسك بها أو أرجل يمشي عليها حتى أصبح قسما شامخا وبارزا ,, وهذا التوجه في مجال المعلوماتية للمسؤولين في جامعة الإمام هو دليل على سبق الجامعة لغيرها من الجامعات.
كما أشير إلى أن بداية خدمة الإنترنت التي بدأت مع مطلع هذا العالم الدراسي وتأمين الاشتراك لأعضاء هيئة التدريس مجانا دليل على عزم معالي المدير لنقل الجامعة جملة وتفصيلا إلى عصر المعلوماتية كما سيتبع هذا إعطاء الطلاب بريداً الكترونياً في القريب العاجل كما أن توجيه معالي المدير بتخصيص بريد الكتروني لكل كلية وعمادة وقسم ولجميع الإدارات العلمية وكذلك المعاهد العلمية في الداخل والخارج دليل أيضا على هذه الجهود التي يجب إبرازها وتوجيه الشكر لقائد سفينة هذا التوجه وهو معالي المدير,.
كما لا أنسى أن توجه معالي المدير المعلوماتي تُرجم في أكثر من مكان فقد تم نقل المكتبة المركزية من الورقة إلى الحاسوبية أعني بذلك أنه تم تأمين أكثر من 50 موسوعة علمية إلكترونية في جميع العلوم وتم تخصيصها للباحثين كما تم الاشتراك أخيرا في عدد من الدوريات العالمية عبر الأقراص وعبر الإنترنت وبلغ عددها أكثر من 350 مجلة علمية في مختلف التخصصات.
وأخيرا وليس آخرا فإن معالي المدير يسعى لنقل الدعوة من المحلية إلى العالمية فقد وجه قبل أيام قسم الحاسب الآلي بالتنسيق مع قسم الدعوة بالبدء بالإعداد لإلقاء أول محاضرة دعوية عبر الإنترنت ونقلها لأكثر من مكان في العالم وسيتم الترتيب لهذه المحاضرة في القريب العاجل إن شاء الله وستكون هذه بداية خير للجامعة وتأكيداً على عالميتها وتوظيف خدمة الإنترنت في الطريق الصحيح إن شاء الله تعالى.
وما ذكر غيض من فيض مما يدور في أروقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بارك الله في جهود معالي مدير الجامعة ووكلائه في مجال المعلوماتية ولن تنسى الجامعة لك هذه الخطوات المتميزة وهذه الجهود الجبارة يا معالي المدير,, وإلى الأمام ونحن معك إن شاء الله تعالى.
almosa@almosa.net
|
|
|
|
|
