| الاقتصادية
* لقاء : أحمد الأحمري
استقبلت السوق المصرفية بالمملكة منذ أيام حدثا هاما تمثل في افتتاح أول فرع لبنك خليجي غير سعودي بالمملكة بنك الخليج الدولي فقد جاء هذا الافتتاح عقب الموافقة التي صدرت مؤخرا على افتتاح فروع للبنوك الخليجية بالدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي والذي كان له الأثر الجيد بالأوساط المصرفية السعودية ويزيد من المنافسة مع البنوك العاملة بالمملكة كما يؤكد على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وما يتمتع به من مزايا جذب واعدة للمستثمرين من داخل وخارج المملكة مما يجعلها محط أنظار كثير من المستثمرين في شتى المجالات.
وقد التقت الجزيرة الدكتور عبدالله بن ابراهيم القويز المدير العام لبنك الخليج الدولي والذي أكد من خلال حديثه على مدى سعة السوق السعودي واستيعابها للعديد من البنوك الأخرى مشيرا الى ان بنك الخليج الدولي جاء للمنافسة والحصول على نصيبه من هذه السوق كما حذر البنوك العربية من اثر الانفتاح العالمي عبر منظمة التجارة العالمية وان عليها المبادرة الى اعادة هيكلة اداراتها والتفكير جديا في الاندماج ما بين هذه البنوك العربية لتكوين مؤسسات مصرفية عملاقة ذات رؤوس أموال عالية قادرة على المنافسة في ظل هذا الانفتاح الاقتصادي العالمي الذي تتسارع خطى دول العالم للانضمام اليه.
* في البداية نود منكم إعطاءنا فكرة عامة عن بنك الخليج الدولي وحجم رأس المال المستثمر؟
بنك الخليج الدولي هو أحد بنوكنا الخليجية الرائدة في تقديم الخدمات المصرفية الخاصة بالجملة بالمنطقة وقد تأسس عام 1975م وتمتلكه كل من مؤسسة الخليج للاستثمار بنسبة 72% وهي مؤسسة مملوكة بالتساوي لحكومات الدول الأعضاء بمجلس التعاون لدول الخليج العربي، ومؤسسة النقد العربي السعودي ما نسبته 22,2% من أسهم البنك بالاضافة الى 5,3% لمؤسسة جي, بي مورجان كوربوريشن وقد شهد العام الماضي 1999م خطوة هامة في مسيرة البنك تمثلت في اندماجه مع البنك السعودي العالمي واعادة هيكلة رأس ماله باصدار أسهم جديدة له وزاد رأس ماله من 450 مليون دولار أمريكي الى بليون دولار أمريكي وقد اكتسب البنك منذ بداية نشاطه سمعة وخبرة دولية واسعة في الأوساط المصرفية العالمية كممول لمشاريع تجارية دولية وفي مجال اصدار القروض المشتركة الضخمة حيث توج هذا الأداء المتميز بفوز البنك بلقب يوروموني كأفضل بنك محلي في الشرق الأوسط للعام 1999م كما حاز البنك على العديد من التصنيفات الائتمانية الاستثمارية من جميع مؤسسات التصنيف الدولية الرئيسية.
* كيف تنظرون الى أداء فرع بنك الخليج الدولي بالرياض وما هي النتائج المتوخاة بالادارة العامة للبنك؟
في الحقيقة نحن متفائلون جدا ومتوقعون أداء عاليا من هذا الفرع لأننا أولا نعرف مدى سعة السوق السعودي واستيعابه لوجود مثل هذا البنك وغيره من البنوك ثانيا انفتاح الأوضاع الاقتصادية بالمملكة ومنطقة الخليج عموما ثالثا الوضع الاستثماري الذي تشهده المملكة حاليا خصوصا بعد صدور أنظمة الاستثمار وانشاء هيئة عليا للاستثمار وغيرها من الخطوات الاقتصادية والتي لاشك ستجلب معها النمو الاقتصادي في جميع المجالات بما فيها القطاع البنكي كما أريد أن أشير الى نقطة هامة هنا وهي أننا في بنك الخليج الدولي قمنا بعمل دراسة الجدوى لافتتاح فرع للبنك بالرياض.
وكانت الدراسة تشير الى أن الأرباح لن تتحقق إلا في السنة الثالثة من افتتاح الفرع ولكن بسبب الأوضاع الاقتصادية الجيدة التي تعيشها المملكة حاليا فنحن أملنا كبير بأن نحقق أرباحا في فترة اقصر من المتوقع بدراسة الجدوى.
* ما هي استراتيجية العمل بالبنك من حيث استقطاب العملاء المستهدفين ونوعيتهم؟
كما تعلم فإن بنك الخليج الدولي في الغالب هو بنك يوجه جل خدماته الى الشركات والمؤسسات الكبيرة حيث ينشط عمله من خلال تقديم الخدمات المصرفية التجارية والاستثمارية بالجملة وبالتالي فهو حاليا ليس مهيأ من ناحية التعود لموظفيه ولا لجهازه الوظيفي أو من ناحية النظام الآلي بالبنك لتقديم الخدمات التقليدية البنكية للأفراد العاديين كفتح الحسابات الجارية واستقبال الودائع والقروض الشخصية قصيرة الأجل وغيرها من الخدمات الشخصية وبالتالي الهدف الأساسي من عمل البنك هو تقديم خدمات مصرفية بالجملة للشركات الكبرى كالتمويل والاقراض وترتيب الاكتتاب والاشتراك في اصدار القروض المشتركة وغيرها.
* ولكن ما تتمتع به السوق السعودية من سيولة عالية لا تحفزكم في بنك الخليج على تقديم مثل هذه الخدمات البنكية الفردية للأفراد؟
نحن حاليا في ادارة البنك غير مهيئين لتقديم مثل هذه الخدمة ولكن هذا خيار نحن في ادارة البنك ندرسه بجدية ومتى ما رأينا الفرصة مواتية سنعمل على تقديم مثل هذه الخدمات بدون تردد وليس بالضرورة عن طريق افتتاح فروع أخرى ولكن بطرق أو أخرى نصل الى هذا الهدف وتقديم الخدمة المطلوبة لهذه الشريحة من المجتمع.
* وكيف ترون المنافسة بين بنك الخليج والبنوك الأخرى العاملة بالمملكة؟
الخدمات المصرفية التي يقدمها سواء بنك الخليج أو بقية البنوك التسعة الأخرى بالمملكة تحظى باقبال وطلب كبير من قبل القطاعات الاقتصادية المختلفة العاملة بالمملكة خصوصا في ظل التنامي المتزايد لدور البنوك المحلية والخليجية في المشاركة الفعلية والجادة في مسيرة الاقتصاد المحلي أو على مستوى دول مجلس التعاون من خلال التمويل والاقراض وتقديم التسهيلات الكثيرة والكبيرة لعملاء تلك البنوك ولاشك ان المنافسة حادة فيما بين تلك البنوك للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة ولكن ما يجعلنا في بنك الخليج الدولي واثقين على مقدرتنا على ايجاد موقع متميز وقدرة على المنافسة هو استيعاب السوق السعودي لمثل هذا النوع من المنافسة وكوننا كنا نتنافس مع البنوك السعودية ونحن ما زلنا في المقر الرئيسي بالبحرين ولدينا قاعدة عملاء جيدة قبل أن نقرر التواجد الاقليمي داخل المملكة وبالتالي سيتعزز موقعنا أكثر وتتحسن قاعدة عملائنا أكثر وأكثر ونحقق أرباحا افضل لمساهمي البنك.
* هل يعني هذا أننا سنرى فروعا أخرى لبنك الخليج الدولي بالمملكة؟
في الحقيقة عندما أتى البنك الى الرياض كان في تخطيطنا وفي أذهاننا أن يكون هناك فروع أخرى للبنك في مدن أخرى لأننا أتينا هنا لنبقى ولنكون جزءاً من السوق السعودي ولننمو مع الاقتصاد السعودي وما يقرر ذلك من عدمه من حيث افتتاح الفروع هي النتائج التي سنحصل عليها من خلال فرعنا الأول بالرياض وان كانت كل المؤشرات الأولية تشير الى تحقيق الهدف المرجو منه ولله الحمد وبالتالي نتمنى مستقبلا أن يكون هناك فروع لنا في مدن أخرى بالمملكة لخدمة كافة عملائنا في محل تواجدهم.
* هل ترون بأن سياسة التوزيع الجغرافي المحدود لفروع البنك من حيث التواجد في عدد من دول وقارات العالم كافية وهل تكفي ثلاثة فروع فقط في كل من الرياض ونيويورك ولندن للبنك في خدمة عملائكم؟
طبيعة العمل الذي يقوم به البنك لعملائه من خلال تقديم خدمات بنكية مصرفية معينة حاليا في نظري كافية ولكن سياسات البنك المستقبلية تنظر في استقطاب عدد أكبر ونوعية جديدة من العملاء وبالتالي سيكون هناك فروع أخرى مع العلم بأن البنك لديه عدد من المكاتب التمثيلية في عدد من بلدان العالم.
* أسهم بنك الخليج الدولي هل هي متداولة بالأسواق المالية وهل يمكن أن نراها بسوق الأسهم المحلية والخليجية؟
البنك كما قلت سابقا مملوك الى مؤسسة الخليج للاستثمار ومؤسسة النقد العربي السعودي ومجموعة جي بي مورجان ومحتفظين بالأسهم حاليا وهي غير متداولة في الأسواق المالية ولكن اذا قرر الشركاء بيع كل أو جزء من أسهمهم بالبنك فحتما سيتم تداوله بالأسواق السعودية والخليجية كأي شركة مساهمة أخرى.
* كيف تنظرون الى وضع القطاع المصرفي الخليجي عقب انضمام بعض دول الخليج الى منظمة التجارة العالمية وترقب انضمام المملكة وبقية الدول الأخرى قريبا.
منظمة التجارة العالمية بدأت تأخذ أبعادها انضم لها الى الآن اربع دول من دول مجلس التعاون والمملكة في طريقها الى الانضمام قريبا واستكمال العضوية وكذلك عُمان مما يعني ان جميع دول المجلس ستكون جميعها أعضاء في هذه المنظمة الدولية ولكن عموما الحماس الذي صاحب بداية نشوء منظمة التجارة العالمية عالميا اصبح أخف قليلا خصوصا بعد مؤتمر سياتل وما صاحبه من احداث وبالتالي التأثير الذي كان متوقعا ربما لا يحدث بالشكل والحجم الذي قيل وكتب عنه ولكن سيكون بحجم أقل ودول الخليج بطبيعتها اقتصادياتها مفتوحة وانضمامها الى منظمة التجارة العالمية سيزيد من شفافية القرارات والأوضاع الاقتصادية واعتقد أن من مصلحة دول الخليج استكمال الانضمام وطالما أنها تشجع الاستثمار وتحاول الانفتاح على الاقتصاد العالمي أكثر فأكثر فمن باب أولى أن ذلك سيزيد من قدوم الاستثمارات الأجنبية كذلك سيعيد الاستثمارات المحلية التي غادرت دول الخليج لعدم وجود فرص أو لوجود بعض التعقيدات في الأنظمة الاقتصادية فعندما تكون الأنظمة واضحة والقواعد القانونية اصبحت معروفة حتما ذلك سيشجع الاستثمار المحلي على النمو محليا وخارجيا وتطوير خدماته بما يتوافق مع متطلبات المرحلة وما تمليه قوى المنافسة من حوله.
* ظاهرة الاندماجات المصرفية بين البنوك المحلية والعربية كيف تنظرون لها وما مدى فائدتها لتعزيز قدرة هذه البنوك على المنافسة في المستقبل؟
في نظري أن المصارف العربية عموما والمصارف الخليجية خاصة متأخرة كثيرا في موضوع الاندماج مع ما جعل من اندماجات محدودة بين بعض البنوك المحلية في بعض الدول الأعضاء بمجلس التعاون لكن جميعها على المستوى المحلي الوطني أو اندماج جعل بين بنك في دولة خليجية وآخر في لندن وغيرها ولم يحدث أي اندماج بين البنوك الخليجية على مستوى الدول فيما بين البنوك الخليجية وبعضها البعض بمعنى عبر الحدود واعتقد أن هناك تسارع عالمي في تركيز القطاع المصرفي على المستوى العالمي واذا لم تستعد البنوك الخليجية جيدا وتقوم باعادة وترتيب أوضاعها فاعتقد أنها في المستقبل القريب ستتأثر ربحيتها وتتأثر اسواقها بشكل كبير.
* من ضمن الخدمات والمنتجات المصرفية التي يقدمها بنك الخليج الدولي لعملائه خدمة الأعمال المصرفية الاسلامية نود اعطاءنا فكرة عن هذه الخدمة ومدى الاقبال عليها؟
يتخذ بنك الخليج الدولي سياسة التنوع لتقديم مزيج من الخدمات المصرفية التي ترضي كافة الرغبات لعملائه من حيث تقديم خدمات مصممة حسب احتياجاتهم ورغباتهم ومتطلباتهم المصرفية من ضمن هذه الخدمات تقديم خدمات مالية اسلامية للبنوك الاسلامية للشركات والأفراد ذوي الملاءة المالية لتلبية احتياجات العملاء الى مثل هذه الخدمة بالالتزام بمبادئ الشريعة الاسلامية والطلب متزايد من قبل العملاء على مثل هذه الخدمات مثل نظام المرابحة الاسلامية والتمويل الاسلامي المشترك وترتيب التمويل الاسلامي الخاص والاجارة, وشهد البنك نموا كبيرا في حجم الودائع من المؤسسات المالية الاسلامية كما قام البنك بترتيب العديد من الصفقات بهذه الطريقة على سبيل المثال عملية تمويل بالمرابحة لصالح البنك الاسلامي للتنمية بقيمة اربعة وثمانين مليون دولار أمريكي بالعام الماضي وغيرها من الصفقات والتعاملات الاسلامية.
* ماذا عن السعودة بفرع البنك بالرياض؟
حرصنا منذ البداية على استقطاب الكفاءات السعودية للعمل لدينا لفرع البنك بالرياض ولله الحمد فقد توجنا هذا التوجه بانضمام عدد جيد من الشباب السعودي بالفرع يتولى القيام بأعمال البنك من مراكز قيادية وغيرها حيث يوجد بفرع بنك الخليج الدولي بالرياض أكثر من ثلاثين موظفا عدد لا بأس به منهم من أبنائنا السعوديين المؤهلين بالعمل بالقطاع المصرفي.
|
|
|
|
|