| المجتمـع
* تحقيق : منصور البراك
للتفوق نكهة وطعم يعرفه من تحصل عليه ويتحسر من لم يستطع تحقيقه فكلنا يسعى اليه وجميعنا يتوق للظفر به لنفسه فهو أمل وله مذاق نحبه وعندما يجني المتفوق ثمرة جهوده يكون لذلك اليوم في حياته بصمة خاصة ورونق بديع وذكريات لا تفارق مخيلته ففي يوم الأحد الماضي كرمت الادارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض طلابها المتفوقين بجميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وعددهم 364 طالبا في حفل بهيج شرفه أولياء أمور الطلاب حصدوا فيه نبتة مما زرعوه وقطفوا وردة من بستانهم الذي سقوه بجدهم, الجزيرة التقت ببعض هؤلاء الطلاب للتعرف على مشاعرهم وأسباب تفوقهم وذلك من خلال الأسطر التالية.
الإحساس بالمسؤولية
ففي البداية يقول الطالب محمد بن عبدالله بن عبدالمحسن التركي من الصف الثالث ثانوي بمدارس الرواد والحاصل على نسبة 99,94%: ان أهم عوامل تفوقه هو توفيق الله ثم اهتمام الوالدين والمدرسة التي لم تبخل عليه في توفير وتهيئة الأجواء المناسبة للتعلم اضافة الى الاحساس بالمسؤولية تجاه الأمة والوطن الذي يحتاج لأبنائه المتسلحين بالعلم، وأردف التركي قائلا: كما ان مسيرة النبوغ والتفوق بدأت معه منذ ان كان في الصف الرابع الابتدائي حيث شعر بالمنافسة مع بعض زملائه مما حفزه على تطوير مستواه علما انني كنت أشعر وزملائي في هذا العام بشيء من القلق لأننا في الصف الثالث الثانوي ونمر بمرحلة انتقالية خصوصاً ان الجامعات بدأت في اشتراط نسب معينة للالتحاق بها ولذلك فقد بدأنا في استنفار قوانا رغبة في تحقيق النسبة المطلوبة للالتحاق بالطب حيث انه أمنيتي وحلمي في المستقبل لأساهم في تطور بلادي ونهضة المستقبل.
ويواصل التركي حديثه قائلا: فقد كان لهذا العام خصوصية في انه زاد من عدد ساعات المذاكرة حيث تصل الى أربع ساعات وتقليل ساعات الترفيه في هذه السنة الحاسمة.
وعن الفرق بين الطالب المتفوق وغير المتفوق يقول: ان العقلية واحدة الا ان المتفوق لديه احساس وشعور قوي بمصلحته والأشياء المفيدة له من غيرها اضافة الى العوامل الاجتماعية حيث إن الطلاب المتفوقين يجدون اهتماما كافيا من أولياء أمورهم ومتابعة دائمة لهم في مذاكرتهم.
وحول الاسئلة المركزية التي ستقدم لهم في نهاية العام يشير الى شعوره وبقية زملائه بالخوف نتيجة ما يسمعونه من زملائهم الذين سبقوهم عن الاسئلة التعجيزية ويأمل من الوزارة ان تنظر الى واقع الطلاب ومناسبة الاسئلة لهم.
ثقة المعلم والمدرسة
ويرى الطالب عبدالعزيز بن مساعد الكليب من الصف الثالث بمتوسطة ابي عمرو الأنصاري الحاصل على نسبة 99% ان العوامل التي ساعدته على التفوق بعد توفيق الله هي في المقام الأول مراجعة الدروس أولا بأول والمشاركة مع الأستاذ التي تكسب الطالب ثقة المعلم وادارة المدرسة اضافة الى التعاون مع الزملاء وقال: ان رحلة التفوق بدأت معه منذ الصف الخامس بالمرحلة الابتدائية عن طريق معلم اللغة العربية في تلك المرحلة حيث أعطاني الثقة بتوجيهاته الدائمة لي بالمشاركة في مادته وفي جميع المواد ويؤكد انه عازم على الاستمرار في طريق التفوق في هذا العام والأعوام القادمة.
أما الفرق بين الطالب المتفوق وغيره فيشير مساعد الى ان الطالب المتفوق له تقدير خاص لدى المعلم والزملاء، أما الطالب العادي فتجده في الغالب ميالا الى اللعب بشكل أكبر.
المحافظة على الوقت
أما الطالب محمد بن ابراهيم العريفي من مدارس منارات الرياض الحاصل على نسبة 99,66% في الصف الأول ثانوي فيقول: ان أهم أسباب تقدمه هو توفيق الله سبحانه وتعالى وأداء الصلاة في وقتها ثم الاهتمام بالوقت وعدم تضييعه فيما لا ينفع ويؤكد ان التفوق بدأ معه منذ المرحلة المتوسطة بعد شعوره بحاجة الأمة الى هذه الفئة والنوعية من الشباب الذين هم عماد الأمة حيث قال: ان المرحلة الابتدائية لم تكن بالنسبة له مرحلة تفوق لأنها كانت مرحلة تأسيس ولهو وبناء ويؤكد انه لا يوجد فرق عقلي بين الطالب المتفوق وغيره ما عدا ان الطالب المتفوق يهتم بالوقت وبالدراسة والاطلاع حتى خارج المنهج الدراسي أما الطالب غير المتفوق فيشعر دائما بالكسل ويميل أكثر الى وسائل الترفيه وتمنى في المستقبل أن يكون طبيبا يخدم وطنه في هذا المجال الحيوي المهم.
وجود المعلمين المتميزين
وقال الطالب عبدالله بن محمد الحقباني الحاصل على نسبة 98,50% في الصف الثاني الثانوي بمدارس الشورى: ان أهم أسباب تفوقه هو التوكل على الله ثم تهيئة الجو في المنزل حيث ان الوالدين أدامهما الله يوافران الجو للمذاكرة اضافة الى وجود معلمين متميزين بالمدرسة حيث ان تعامل المعلم مهم للرفع من مستوى الطالب وكذلك الاهتمام بالدراسة في مطلع العام حيث اني في السابق لم أكن أهتم بالدراسة في بداية العام مما أثر على مستواي في السنوات الماضية ولكن بعد ان انتبهت وبدأت في الدراسة مبكرا كانت النتيجة هي التفوق فقد أصبحت أيام الاختبارات كأنها أيام عادية وزال الخوف منها.
ويواصل الحقباني حديثه مشيرا الى ان الطالب المتفوق يعمل دائما على تطوير قدراته العقلية، أما الطالب العادي فيحصر تفكيره في حدود ضيقة ولذا فمن يستثمر عقله أكثر يحظى بالتفوق ويشير الى ان رحلة التفوق بدأت معه منذ أن التحق بالدراسة وقال: انه في هذا العام في الصف الثالث الثانوي زادت ساعات الدراسة الى ثلاث ساعات يوميا وأتمنى ان تدرس الاسئلة قبل وضعها للطلاب في الفصل الثاني وذلك حتى أستطيع تحقيق طموحي بأن أصبح مهندس طيران في المستقبل القريب ويتمكن جميع زملائي من تحقيق أمانيهم.
|
|
|
|
|