أي كلمات تكتبها وبأي روح تكتب؟!
وأنت ترى وتسمع ذلك الليل البهيم,, ذلك الوجع السرمدي ذلك الصوت المعتقل ما بين نزف الغضب ونزف الشهداء!
هل تملك فكرة أخرى عدا فلسطين,, ذلك الألم المتفجر في القلب الذي لا تدري متى ينتهي ومتى يحسم,, ومتى يعود الحق لأهل الحق؟!
متى تعود الأرض أرضا والشعب شعباً,, والوطن وطناً,, متى يستريح القلب؟!
هل تملك كتابة أخرى؟!
منذ سنوات طويلة ونحن نرى كلمات وقصائد وصرخات متشابهة,, نريد,, نرفض,, نشجب,, لا يمكن,, لن نفاوض,, لن نصالح,, لن نُسلِّم,, لن نستسلم,, لن,, لن!!
ثم يتخلل هذه الصرخات كلمات أخرى,, الجرح النازف,, الألم الباقي,, الصرخة الثكلى,, الشعب الغاضب,, هكذا مرت سنوات ونحن نصرخ ونصرخ ولكن لا نهاية ولا حل,, حتى كادت كلماتنا تتحول الى اسطوانة مشروخة ورواية باهتة لا طعم لها لأننا شبيهون كثيرا بذلك الجمع من السجناء داخل زنزانة كبيرة,, نتأمل ونخاطب بعضنا البعض,, كمن يدور في حلقة مفرغة أحدنا يخطب,, والآخر يلقي محاضرة, والآخر يكتب قصيدة ولكن ليس ثمة مبادرة بفعل قوى,, أو تحرك إيجابي!
كثيرون كتبوا,, وكثيرون شجبوا,, كثيرون صرخوا واصطفت على أرفف المكتبات مئات,, بل آلاف القصائد أذكر منها قصيدة للشاعر العربي هارون هاشم رشيد يقول فيها:
وترعش/ دمعة حرى
وتدفق، خلفها دمعه/ وترعد صرخة ابنيه
وتطرق في الدُّجى سَمعه
فيصرخ سوف نرجُعه/ سنُرجع ذلك الوطنا
فلن نرضى له بدلا/ ولن نرضى له ثمنا
وأخيرا يقول:
ولن يقتلنا جوع/ ولن يرهقنا فقر/ لنا أمل سيدفعنا/ إذا ما لوَّح الثأرُ,,؟
فصبراً يا بنتي,, صبراً
غداة غدٍ، لنا النصرُ
تلك كلمات صادقة جدا,, قادمة من أعماق القلب,, نعم وألف نعم,, لكن النصر لا يأتي بمجرد الكلمات والقصائد والخطب,.
لقد آن أوان السلاح,, آن أوان الحرب,, الحرب الحقيقية التي لا تبقى ولا تذر,, حتى النهاية,, حتى النصر
بريد إلكتروني fowzj@hotmail.com
|