| مقـالات
يقول مواطنون من جازان يملك بعضهم 100 راس من الغنم أن نفوق مواشينا يتوالى وهي ما نملكه من حطام الدنيا,, وحينما امتنع الناس عن تناول اللحوم وقفت تجارتنا ولم نعد نملك المصروف اليومي الذي يذهب به أبناؤنا الى مدارسهم.
ومصيبتهم العظيمة تكمن في أن فرع وزارة الزراعة والمياه في جازان يسيرون على جدول لرش القرى وحظائرهم وهم يترددون على الوزارة والوزارة تقول انتظروا سيأتيكم الدور.
ولا أدري حقيقة ما الذي يمنع وزارة الزراعة والمياه من استنفار طاقاتها وجهودها في كافة مدن المملكة وتجميعها في موقع الأزمة وهي جازان وقراها .
ولماذا لا يستعان بكافة القطاعات لرش كل القرى في وقت واحد, مر على الأزمة أكثر من أسبوعين وثمة قرى لم يصلها الدور في الرش فهل البعوض يسير على خطة وزارة الزراعة وهل حياة الناس أو حتى مصادر رزقهم قد رخصت في مثل هذه القرى البسيطة.
إننا ندرك الآن أن الدولة أعزها الله قد شددت على احتواء الأزمة وان في زيارة سمو ولي العهد حفظه الله ما يدعو بإذن الله الى الاطمئنان وكذلك رئاسة سمو وزير الداخلية للجنة المخولة باحتواء الأزمة والقضاء عليها هو أيضا من دواعي الاطمئنان وهو دلالة أكيدة على استشعار الخطر الكامن فيما يمثله المرض من مخاطر مادية ومعنوية على مستوى المملكة وهي الدولة التي عرفت باهتمامها وحرصها على مواطنيها وعلى الانسان وما يمثله كقيمة بشرية ومسؤولية إلهية يتكفل بها المسؤول إزاء خالقه.
وما قاله أصحاب المواشي في جازان وتساؤلاتهم عن كيفية التخلص من جثث المواشي النافقة وتنصل كل فرع وزارة من مسؤوليته وزحلقة الناس للفرع الآخر هو أيضا من الخوافي العظام التي يلزم وقوف اللجنة عليها ومحاسبة المسؤولين عنها وهي حلقة جديدة في مسلسل الزحلقة الذي ما زلنا نتابع احداثه حول أزمة جازان.
وفي الأزمات تظهر معادن المواطنة الحقيقية وقدرتها على تجاوز المحن ونحن ولا شك نقدر كثيرا الجهود التي ظهرت لاحتواء هذه الأزمة لكن ذلك لا يمنع اننا ما زلنا واقعين تحت تأثير الصدمة الأولى لظهور وباء في وطننا الذي يمثل كتلة واحدة من شرقه إلى غربه ومن أوسطه إلى شماله الى جنوبه.
وكنا نظن ان كل فرع وزارة في كل منطقة وكل محافظة يسعى بعمل دؤوب الى توفير الخدمات وايصالها الى أهلها وانه يسعى بجد الى احتواء كل مشكلة في وقتها قبل أن تعظم ويستفحل أمرها,, لكننا قبل وبعد نقول,, رب ضارة نافعة وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم,, فلعل المحنة جرس انذار يوقظ كثيرا من المسؤولين ويعلمهم ان المسؤولية تكليف أكثر من كونها تشريف وانها بقدر ما تعطي من الجوانب المعنوية والحظوة والبرستيج لكنها تحتاج الى صدق ومتابعة واخلاص وعمل صادق,, فواجهة الوزارات البراقة يجب ألا تشغل العاملين فيها عن أعمالهم وواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه كل مواطن صغر أو كبر أمره في مساحات هذا الوطن الغالي,.
ويبقى لنا تساؤل حول دور أمراء المناطق ومحافظيها عن مثل هكذا أزمات سنورده في زاوية قادمة بإذن الله.
فانتظرونا,,!!
*عنوان الكاتبة ص,ب 26659 الرياض 11496.
|
|
|
|
|