أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th October,2000العدد:10236الطبعةالاولـيالسبت 10 ,رجب 1421

مقـالات

الجامعة العربية المفتوحة
د, خليل إبراهيم السعادات
يأتي قرار انشاء الجامعة العربية المفتوحة في وقت مناسب جدا خاصة بعد ان ازداد الطلب على التعليم الجامعي العالي من قبل الخريجين والمتخرجات من الثانويات العامة, ويأتي انشاء الجامعة العربية المفتوحة ليكون موافقا ومتمشيا مع متطلبات العصر الحاضر حيث تعددت وتنوعت قنوات الاتصال المرئي والمسموع والمكتوب أيضا وأصبح بالامكان استغلالها بشكل تام بغرض العمليات التعليمية, والجامعة العربية المفتوحة تعد اضافة هامة لمؤسسات التعليم العالي المتواجدة في الوطن العربي من جامعات وكليات ومعاهد عليا حيث برزت الحاجة اليها منذ زمن حيث كانت فكرة الجامعة المفتوحة ومشروعها يُعد ويخطط له بتأن وحكمة حتى يأتي المشروع قوياً أولا لتتساوى قوة البرامج الأكاديمية مع ما هو موجود في الجامعات العادية وثانيا ليتم الاعتراف الأكاديمي الكامل بها وبشهاداتها من قبل وزارات التربية والتعليم في الدول العربية وثالثا لكي يكون مشروع الجامعة المفتوحة ناجحا ومستمرا وليس مشروعاً وقتياً أو تجريبياً يزول بسرعة لعدم التخطيط والدراسة الجيدة ولعدم اعتماده على قواعد وأسس متينة, المفرح في الأمر أن كثيراً من الدول العربية تريد أن يكون مقر الجامعة العربية المفتوحة لديها أو أحد فروعها رغم أن الكثير يرى أن مسألة الخلاف حول من يفوز بمقر الجامعة وفروعها أمر غير مفرح ولكنه يدل على اقتناع الدول العربية اخيرا بأهمية الجامعة المفتوحة وضرورة تواجدها لخدمة أبناء الوطن العربي, فقد شكك كثير من الناس في جدوى انشاء الجامعة المفتوحة وأهميتها وتحدثوا عن عدم اقتناع الطلبة وأولياء الأمور بها وقالوا ان وزارات التربية والتعليم في الدول العربية ستجد صعوبة في الاعتراف بها وأنها لن تستطيع منافسة الجامعات العادية التقليدية , أما الآن فقد انعكست الصورة وأصبحت الدول العربية تتنافس على الاستحواذ على المقر او أحد الفروع وهذا أمر مفرح, والجامعة العربية المفتوحة ستوفر الكثير من الفرص التعليمية لطلاب وطالبات الثانويات العامة ممن لا يجدون مقاعد لهم في الجامعات العادية سواء بسبب أعدادهم الكبيرة أو بسبب المعدل أو بسبب التخصصات أو اختبارات القبول أو غيرها, حيث تتمتع الجامعة المفتوحة بمرونة كافية تجعلها تحوي أكبر عدد ممكن من الطلاب الذين يبحثون عن فرص التعليم الجامعي العالي, بالاضافة الى ذلك فهي ستوفر الكثير من الفرص التعليمية والتدريبية والتثقيفية لكبار السن، كما أنها توفر فرص التعليم المستمر لفئات كثيرة من أفراد المجتمع، حيث لا يحول بينهم وبين الحصول المناشط التدريبية والتعليمية الا اجراءات بسيطة ويكفي أن يضغط الفرد منهم على زر معين حتى يحصل على ما يريد, كما أنها ستأهل المتقدمين اليها لسوق العمل لأن سوق العمل اليوم أصبح يتطلب مهارات معينة تعطى في فترة زمنية قصيرة ومحددة يتولى بعدها الفرد زمام العمل وقد أصبحت الكثير من الشركات والمؤسسات الخاصة تطلب هؤلاء الأفراد لوجهة نظر اقتصادية.
والجامعة المفتوحة تمنح شهادات البكالوريوس وفي المستقبل قد تعطي شهادات أكبر من ذلك, كما أنها تمنح فرصا تعليمية وتدريبية للمرأة والفتاة والأم وربة المنزل حيث تستطيع أن تتعلم وتتدرب من موقعها في البيت وفي الوقت الذي تختاره, المشروع العربي الوليد يجب رعايته وتشجيعه والاهتمام به فقد سبقتنا الكثير من الدول المتقدمة والنامية في انشاء جامعات مفتوحة ومشروع الجامعة العربية المفتوحة مشروع تربوي وهادف يسعى لتنمية المجتمعات العربية وتطويرها ويسعى لحل مشكلات التعليم العالي ولاستغلال وتدريب الثروات العربية البشرية.
نتمنى التوفيق والنجاح للجامعة العربية المفتوحة، وعلى الله الاتكال.
* كلية التربية جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved