| العالم اليوم
جيلنا الذي فتح عينيه في السنين الأولى من الستينات على انطلاق الجهاد الفلسطيني لمواجهة العدوان والاحتلال الإسرائيليين تفاعل مع هذا الجهاد ومن بداية الستينات حتى نهاية الثمانينات, كان الجهاد الفلسطيني يعبر عن ضمير الأمة الإسلامية، الفلسطينيون في الداخل ينفذون العمليات الجهادية، ورجال يدخلون بلادهم لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والصامدون داخل الأراضي العربية المحتلة يقامون السلطات الإسرائيلية بالحجارة، والمسلمون في العالم الإسلامي متعاطفون مع الجهاد الفلسطيني يدعمونهم بالمال والتعبير بالقول والفعل، وكان الفعل الفلسطيني يحظى بالدعم والمساندة، وكان الحديث والكتابة عن الجهاد الفلسطيني في الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون في جميع الدول الإسلامية والعربية في مقدمتها ويحظى بالاولوية، بل كانت الوسائل الإعلامية توظف المادة الإعلامية الفلسطينية لزيادة قرائها او مشاهديها ومستمعيها، وكل ذلك صنع رأيا عاما وتضامنا صادقا مع الجهاد الفلسطيني الذي لم يكن مقصوراً على الدفاع عن فلسطين الأرض والوطن والشعب، فبالإضافة إلى الدفاع عن المقدسات الإسلامية، والقبلة الأولى للمسلمين، فإن مواجهة العدوان والاحتلال الاسرائيلي فرض شرعي على كل مسلم، وإذ فرضت التعقيدات الدولية على المسلمين أن يتقاعسوا عن المشاركة الفعلية في الجهاد، فإن الواجب الشرعي يفرض المشاركة بالمال والمساعدات العينية مصداقاً للحديث النبوي من جهز غازياً فقد غزا والمساندة والدعم بالموقف والكتابة والكلام والتوجيه، وهذا ما يفرض على كل من يعمل في وسائل الإعلام أن يسهم بقدر ما تسمح به المساحة الإعلامية التي يطل منها على القراء أو المشاهدين،,, كل هذا يعيه ويفهمه الإعلاميون إلا ان الذي نشاهده ونسمعه ونقرؤه يصيبنا بالألم والحسرة بل وحتى الغضب، ففي الوقت الذي يتساقط الشهداء بالعشرات والجرحى بالمئات في فلسطين السليبة دفاعاً عن القبلة الأولى للمسلمين، تنشغل المحطات الفضائية الإسلامية بنقل حفلات اختيار ملكات الجمال لإلهاء الأمة وإشغالها عما يدبر لها، وتمتلئ البرامج بالحفلات الغنائية والفيديو كليب وغيرها من مواد الإلهاء وتخريب النفوس والضمائر,, وكأن أصحاب تلك المحطات والقائمين عليها والدول التي تبث من فوق أراضيها تعيش في عرس وفرح لما يجري من مجازر وقتل للأطفال والشيوخ والرجال في تناقض فاضح مع ما يسطره أبناء فلسطين في ملحمة الجهاد,, ملحمة الشهداء,.
***
* لا شكر على واجب
تلقيت عدداً من الاتصالات والفاكسات ورسائل عبر الإنترنت تجاوباً مع المقالات الأخيرة منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية المباركة وإذ أشكر الإخوان المهندس مشاري عبدالله بن مشاري السعدون من الرياض ومحمد الدويش من الزلفي، ومحمد عبدالله خليل من الدمام، وأحمد رجب السعدي من الأردن، وسالم حميد آل حميد من جدة، وتركي حمد السعيد من الرياض وجاسم الكواري من قطر، وبهاء محمد العلي من سوريا ولطفي سعيد أبو سعيد من غزة.
والعديد الذين لم يذكروا أسماءهم,, أكرر شكري وأؤكد لكل الإخوان أن ما نكتبه واجب وهو جهد المقل, ونحن والحمد لله صامدون ومشاركون في الكتابة والشعور حتى يتحقق النصر وننظف أرضنا الإسلامية من دنس اليهود.
ولابد من توجيه شكر خاص للزميل الأستاذ سليمان النمر مراسل هيئة الإذاعة البريطانية BBC ومدير مكتب وكالة الأنباء الفرنسية والزميل الأستاذ مصطفى شهاب مراسل إذاعة الشرق التي تبث برامجها من باريس على جهودهما في إعادة بث ونشر المقالات.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|