بطلنا الاولمبي,, كان هادئاً باسمه,, وبأخلاقياته,, لكنه لم يكن كذلك في نهائي 400م حواجز من اليوم الثاني عشر لاولمبياد سيدني ال27.
فقد كان جسوراً وقوياً,, تدفعه همة عالية, وطموح متدفق لتحقيق أمل وغاية وطن,, وتطلعات شعب, وتمنيات أمة من الخليج الى المحيط!
** تتردد عبارة,, الهدوء الذي يسبق العاصفة!
وفي سيدني كان هادي صوعان عاصفة الصحراء لعام 2000 حيث انتزع فضية السباق بجدارة متناهية وكان مؤهلاً لتحقيق الذهبية التي اختطفها تايلور الأمريكي بفارق لا يذكر ثلاثة أجزاء من الثانية .
وبفضية هادي الاولمبية الأولى للمملكة,, نأمل بأن تصبح بوابة العبور نحو مشاركة فاعلة وحضور كبير للرياضة السعودية في الدورات الأولمبية القادمة,.
هادي وقد رفع لواء التواجد في هذه الساحة,, وكان أول سفير لرياضة الوطن يقدم أوراقه فتحظى بالقبول لدى دولة الاولمبياد العظمى,, هناك نصب اعلاناً مقروءاً كتب حروفه بمداد من فضة يدعو فيه معشر الشباب السعودي للعمل في رحاب السفارة الاولمبية حيث توجد وظائف شاغرة تتطلب مواصفات الأسرع, والأقوى, والأعلى .
وعلى الراغبين في شغل تلك الوظائف يرجى مراجعتهم اتحاد العاب القوى!!
** هادي لم تكن لوحدك تعايش لحظات الفرح التي امتزجت بدموع الانتصار,, هنا وطن كبير بتضاريسه,, ومناخه,, وبكافة شرائحه السكانية,, شيباً وشباباً اطفالاً ونساءً رددوا معاً بصوت واحد,, يا رب لك الشكر والحمد ان اهديتنا ميدالية بواسطة هادي ,, نسأل الله ان تكون باكورة الإنتاج نحو ميلاد نجوم متعددة قادمة في عالم الاولمبياد,, وخطوة الألف ميل,, تبدأ بخطوة واحدة,, فليكن هادي الخطوة الأولى على هذا الطريق,, لكن ليس بالتمنيات والأحلام وحدها,, فهذه لا تصنع شيئاً,, فمن واجب الاتحادات الرياضية عامة,, واتحادات الالعاب الفردية بشكل خاص والتي ستتم إعادة تشكيلها قريباً تفعيل انشطتها بطريقة مغايرة بحيث تستهدف الارتقاء بمستوى تواجدها على الصعيد الاولمبي فالمسؤولية غدت الآن تختلف بشكل كبير عن الوضع السابق,, ذلك ان الرياضة السعودية اقتحمت خارطة الاولمبياد بواسطة الهادي الذي اكتشف الطريق المؤدي الى احتلال موقع فضة في سلم موقف الدول المشاركة,, بعد ان كان الدور بالنسبة لنا يحمل اسم ضيف شرف الى جانب آخرين كثر يذهبون للدورات الأولمبية ويعودون محملين بالهدايا التذكارية والمشتريات,, اما ميداليات التفوق والابداع الثلاثية فهي بعيدة كل البعد عن متناولهم.
مضمار هادي صوعان
الزميل حمد الراشد تطرق في مقال سابق له لمسألة تكريم بطلنا الاولمبي هادي صوعان,, وهنا أضيف طرح هذه الفكرة التي تتلخص في اطلاق اسم البطل على احد مضمارات السباق في استادات المدن الرياضية الكبيرة وابراز ذلك في وسائل الإعلام لتكريمه حياً يرزق متمنياً ان يمد الله في عمره ليصنع انجازات جديدة, وفي تلك التسمية دافع معنوي لزملائه ولكل المبرزين بأن أي عطاء لهذا الوطن سوف يقابل بالتكريم والوفاء.
هادي على غرار سامي وماجد!
كان الأب الى يوم تحقيق الميدالية الفضية ينشد في ابنه الصغير ان يصبح لاعباً كبيراً بمستوى ماجد عبدالله سابقاً او سامي الجابر,, خالد مسعد,, حمزة إدريس وغيرهم من نجوم الكورة المستديرة واعتباراً من يوم الاربعاء الفائت,, والى اشعار آخر برز اسم البطل هادي صوعان حيث تبدلت تلك المقولة,, لتصبح إن شاء الله اشوفك بطل مثل هادي,, هذا التحول له مدلولات كثيرة في مقدمتها تغير النظرة للالعاب الأخرى والعمل على تشجيع النشء للتوجه لها,, وحبذا لو اعادت وزارة المعارف اهتمامها القديم في رعاية الموهوبين بالالعاب الفردية ونظمت البطولات الخاصة بها على مستوى المدارس والمناطق التعليمية,, حينئذ ستكون سندا ورافداً مؤثراً في امداد الأندية والمنتخبات الوطنية بالقاعدة الجيدة من الخامات الواعدة,, وسامحونا.
|