| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحتفل الاسرة البريدية في العالم اجمع في اليوم التاسع من اكتوبر من كل عام بيوم البريد العالمي حيث يوافق هذا التاريخ ذكرى تأسيس اتحاد البريد العالمي عام 1874م ويتخذ الاتحاد شعارا لهذا اليوم لكل عام وشعاره لهذا العام هو )العالم شبكة بريدية( وهي مناسبة تستحق الوقوف والتأمل من قبل البريدين وذلك من اجل اجراء تقييم شامل لما تم انجازه خلال الفترة المنصرمة ومعرفة مدى التطور الذي حصل ذلك اننا نعيش في عصر المعلومات وعصر التطور المتسارع الذي اصبح يسابق الزمن والخدمات البريدية اليوم في حاجة الى رعاية اكثر من ذي قبل وذلك كمؤسسات يهمها إرضاء جمهور المتعاملين معها وملاحقة التطور بإنشاء خدمات جديدة وجيدة,
وهي وان حققت بعض القفزات في هذا المجال وذلك بانشاء خدمة البريد السريع )الممتاز( ثم انشاء خدمة البريد الدعائي ومعالجة التعرفة بما يتلاءم مع الخدمات المقدمة وأولت اهمية خاصة لخدمة الطرود البريدية حيث شهدت بعض التقهقر في مرحلة سابقة الا اننا نلاحظ ان هناك انتعاشا بدأت تشهده هذه الخدمة ولكنه يحتاج الى مزيد من الجهد والدعاية نقول وان حققت بعض القفزات الا ان التطور الحاصل في وسائل الاتصالات الحديثة يفرض علينا ملاحقتها للاستفادة منها,
** تقنية جديدة:
شبكة المعلومات الحديثة الانترنت وما يتوفر فيها من تقنيات وما تحققه من تبادل للمعلومات بين مستخدميها اصبحت ضرورة ملحة ذلك ان الخدمات البريدية وعلى مر العصور كان عطاؤها لجمهور المتعاملين معها هائلا فيما نقلته من مشاعر واحاسيس ومواد وما ساهمت به من ثقافة اجيال وما اضافته في بناء صرح الثقافة الانسانية في الشكل والمضمون كما اصبح دورها الفاعل في تبادل المعلومات والخبرات ونقل المواد واضحا وملموسا وبما ان التحدي القادم صار يكمن في سرعة الوصول الى المعلومة وسرعة ايصالها الى الغير فان من ابرز التحديات التي تواجهنا نحن البريديين مع بداية الالفية الثالثة ذلك التحدي المتمثل في ايجاد مكان لنا وسط هذه المنظومة وليس المقصود مكانا بين المتسلقين وإنما المقصود مشاركتنا لهذا العالم المزدحم وعبر وسائله,
ويأتي في مقدمة ما يتطلبه ذلك ان نعي بعقل وتعمق طبيعة دورنا في هذا العالم وان نعمل بجهد مكثف وفاعل على ان نضع خدماتنا على هذه الشبكة ترويجا وسعيا الى المساهمة في توفير كل السبل لنشرها وانتشارها,
لقد استدرجني الى هذا الحديث ما واجهته من احد المستفيدين من الخدمة حين تقدم بطلب معلومة عن مادة بريدية مرسلة بالبريد الممتاز من امريكا ويفيد انه تابعها عبر الانترنت حتى دخولها الى المملكة,
انني ادعو كمرحلة اولى ان تتوافر بسرعة وسهولة لكل مرسل او مرسل اليه معلومات كافية عن اي مادة مسجلة او رسمية او ممتازة من حين ايداعها وحتى تسليمها دون عناء,
اننا نقف على أعتاب ثقافة جديدة يمكن ان نطلق عليها ثقافة الانترنت وهي ثقافة طموح ومن خلالها يمكن ان نكسب الكثير من المنتفعين ونحقق العديد من الانجازات حيث انها تستخدم التقنيات الحديثة لعبور الحدود وتتصف بالديناميكية وسرعة التكيف,
اننا لا نريد ان ندخل في تنافس مع هذه الشبكة بل سوف نصبح جزءا منها وعلينا ان نعترف باننا لم نستفد من هذه التقنية الجديدة الاستفادة المثلى ولم نستغلها الاستغلال المطلوب ان هناك نقصا كبيرا في رصيدنا المعلوماتي وسط هذا الكم الهائل وان هناك هوة كبيرة وكبيرة جدا بين طلب المعلومة والحصول عليها ويلاحظ ذلك من خلال الفترات الطويلة التي تتطلبها عملية الاستعلام عن اي مادة او بعثية بريدية ولو كانت بالبريد الممتاز ولا ارى سبيلا الى سد هذه الهوة سوى الدخول الى هذا العالم الجديد, اعتقد ان من الواجب ان يحتل الانترنت مكانا مناسبا في الخدمات البريدية وسوف نقوم بالتأكيد بتسهيل مهمة البحث والمتابعة فقط علينا المساهمة بوضع برنامج دقيق يقوم بالبحث عن المادة وتحديد مكان وجودها, اننا نواجه تحدياً كبيراً وعلينا الاستعداد له منذ الآن حتى لا نجد انفسنا نعيش خارج السرب ويجب ان يكون هادينا في ذلك ثقتنا بالله اولا ثم ثقتنا بأنفسنا وامكانياتنا وايماننا بحتمية التطور واصرارنا على ان نصبح مؤسسة بريدية حديثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى,
مدير بريد بريدة المركزي سلمان بن محمد العمري
|
|
|
|
|