* ودّعنا قبل أيام,, الأستاذ الكبير الأستاذ حمد الجاسر، رحمه الله وغفر له!, ولقد كان رائدا بحق في معارفه، وكان ذا ميزات، لعل أهمها,, تلك البساطة والتواضع الجم!, ليس فيه كبرياء، ولكنه بجانب إبائه،كان دمث الخلق، يألف ويؤلف, والذي يعرفه ويخالطه، يصفه بأنه أشبه بعلماء المغرب وموريتانية، فمعارف هذا وأولئك,, تزيد في تواضعهم وقربهم من الناس، لأنهم بعيدون عن الكبر والصلف والعنجهية!.
* عرفت الفقيد الراحل,, من بعد، كما عرفته من قرب، فرأيت فيه نمطاً من الشجاعة وحب المعرفة والسعي وراءها حيثما كانت!, فما أكثر ما سعى إلى المخطوطات في الوطن العربي وفي تركيا، وفي أوروبا وبريطانيا!, كان دؤوبا، لا يكل ولا يمل، وكان صبورا جلداً,, على البحث والتنقيب والنقل,, لأي مخطوطة تهمه قيمة، لا يبالي بالعناء والإنفاق,, في سبيل أن يظفر ببغيته وما تتطلع إليه نفسه الطموح!, والاحتمال والصبر اللذان كانا سمته البارزة، حال,, غدت اليوم ندرة، لأن الجاسر كان من جيل طموح، وهذه الصفة، لا يبالي صاحبها بوقته ولا بماله، لينال ما يريد من المعارف,, وما أكثرها في الأرض، ولكن أين الهمم الطموحة، التي يسعدها التحصيل العلمي، ولا يشقيها العناء في سبيل التحصيل والوصول إلى غايات المعارف، أو قل السعي وراء كنوز المعرفة، لا سيما القديم!.
* إن طموح الفقيد الراحل,, لا تقف عند حد، لأنه نهم إلى المعرفة حيثما كانت, وهو حفي بكل جديد يسمع به، ليسعى إليه بعد ذلك، لا يثنيه كبر سنه، ولا قصور نظره، ولا طروح البلد الذي يحتوي البغية, وذلك ديدن النفوس الكبار التي كما يقول المتنبي: تعبت في مرادها الأجسام .
ويوم يكتب وينشر التاريخ المنصف عن الجاسر ولداته، فسوف ينصفهم، لأنهم حقيقون بأن يذكروا فتشكر جهودهم البناءة، التي تهوى معارف أمتها,, وتكد ما استطاعت إلى ذلك سبيلا!.
* الجاسر الرائد ، عنى بالصحافة,, يوم أنشأ جريدة اليمامة ، ولم يكن يومئذ في الرياض مطبعة، غير أن الطموح، لا تقف أمامه العوائق والصعاب، فالآمال لا تتحقق بالتمني ولا بالأماني، وإنما بالنصب والجد والصبر,, وبالعزيمة التي لا يفلها الحديد!, فطبع صحيفته، في جدة ، القاهرة، ولبنان، إلى أن أنشأ مطبعة في الرياض، لم ييأس، ولم يستسلم، لأنه شجاع جامح!.
* وحين بعد عن حرفته، رأى أن ليست له، وهو ليس لها، جنح إلى التراث ، حيثما كان، وكان من ثمار ذلك مجلة العرب بجهده وحده,, قامت ومضت تؤدي رسالتها, ويكفي بعد رحيله أن تبقى من آثاره الباقية, أما أن تستمر، فذلك أمر عسير، لأن التضحيات,, لا يقدم عليها إلاّ مغامر شجاع، يتحمل التبعات، وأنماط اليوم قليل جداً ، الذي يقبل بالمجاهدة في سبيل تحقيق معارف ذات قيمة، والمغامرون البناة ندرة، وهم اليوم، من ندرة الندرة!.
* ولعل سمو أمير الرياض,, الأمير سلمان بن عبدالعزيز، يُفضل بتحقيق الآمال، وهوقادر إن شاء الله، فينشئ مركزاً باسم (حمد الجاسر) يضم مكتبته ومجلة العرب، وآثاره المطبوعة والمخطوطة، ولتكن في دار صاحب هذه الآثار, وفاء لرجل عمل لوطنه,, طوال عمره، مخلصاً، مجداً، صادقاً، شجاعا، نفسه الطموح,, هي دافعه إلى العمل المتقن، لأنه وفي للمعرفة ولوطنه الغالي، لا يطلب عوناً إلا من خالقه، لأنه ذو إباء وشمم ونفس لا تغامر إلا في شرف مروم كما قال أبو الطيب!, رحم الله الجاسر المجاهد، وعوّض الوطن عن فقده خيراً, إنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
* واشنطن الولايات المتحدة أ,ف,ب:
فلسطينيون يتظاهرون أمام السفارة الأمريكية في واشنطن مطالبين اسرائيل بوقف المذابح في فلسطين, ومطالبين كذلك الرئيس الأمريكي بالتدخل لوقف الصراع الدامي.
|