| المجتمـع
* القريات:سليم الحريص - جريد الجريد
هل البيئة الصحية تنحصر في تعريفنا لها بأنه المسكن الصحي أو المكان الذي نرتاده أو الشارع الذي نعبره في غدونا ورواحنا فقط؟!
إنها ليست كذلك بل هي المسكن والحي والشارع والحديقة والمدينة وما يحيط بها,, وما يكونها,, فالهواء الذي نستنشقه هو بيئة والأرض التي نمشي عليها هي بيئة إذن كل ما يهدد البيئة هو تهديد لحياتنا بشكل مباشر أو غير مباشر,, ويجب أن تتضافر كل الجهود للعمل على سلامة البيئة واصحاحها وتوظيف كل ما هو فاعل ومؤثر للحفاظ على السلامة البيئية.
ولكن ما هو موقفنا من مشاهدة ما يشكل تهديدا للسلامة العامة واضرارا بالبيئة ونغمض أعيننا عنه؟ وما هو الموقف من جهة كان حريا بها تفعيل دورها للتخلص من كل مظاهر ما يمس سلامة البيئة وتمارس هي ذاتها تهديد البيئة الصحية بشكل مباشر فقبل أكثر من عام كتبنا عن محرقة النفايات التي هي من صميم اعمال بلدية القريات التي كانت وما زالت أحد مسببات تلويث الهواء وتكسية أجواء القريات بالدخان وتعطير سكانها بما تنفثه من سموم.
وصدر أمر سمو أمير المنطقة بالعمل على نقلها الى المكان الذي يوفر بعده أقل ضرر فما تحركت المحرقة إلا بالأشبار ليبقى الدخان عالقا,, والتلويث قائما,.
لكن الطامة لم تبق على حرق النفايات بل تجاوز الى تفريغ صهاريج الصرف الصحي الى جوار محرقة البلدية وليشكلا معا أكبر تهديد صحي وبائي للقريات وسكانها.
فعلى بعد خطى من الطريق الدولي باتجاه الشمال حيث الطريق رملي يقودك بين ارتال النفايات وأدخنة متصاعدة من كل كوم تطرحه سيارات جمع النفايات أو ما يرمي به العمال من مخلفات البناء تواجهك بحيرة آسنة وروائح لا تقوى على مقاومتها وأشجار وجدت نفسها تعرش وتتسقى بكل ما هو كيماوي,, هذه البحيرة شكلت أنهرا متشعبة الجريان باسطة كل أشكال التكاثر للبعوض,, للكلاب الضالة وللطيور المهاجرة ومتيحة امكانيات تكاثر مصادر الأوبئة.
هذه البحيرة تستقبل مالا يقل عن 96 وايت صرف صحي وبكمية اجمالية تقدر بما يزيد على 1000 م 3 من مياه الصرف الصحي يوميا والتهديد الأكثر خطوة أن التربة غير قابلة للنفاذيه بل المياه السطحية على بعد سنتيمترات مما يجعل ترك الأمر بل اهماله أكثر خطورة وأشد وطأة.
أما المكان الأكثر قربا من المدينة فهو تلك الأنابيب التي دفنتها البلدية للصرف الصحي من حي الجمرك وترك مضيضها قرب مسجد العيد وشرق حراج الأغنام وأصبح المستنقع مورد الابل وأشجارها مرتعا والناس تحتلبها والبعوض يتطاير كالأدخنة ولا مقاومة تذكر لا بالطمر ولا بالرش وبقي الوضع يعري واقع الجهات المناط بها الاصحاح البيئي,نحن لا نتهم أحدا بالقصور ولا نضع جهة ما شماعة للتقصير لكن الصور تقدم الدليل على أوجه القصور.
|
|
|
|
|