أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 5th October,2000العدد:10234الطبعةالاولـيالخميس 8 ,رجب 1421

مقـالات

بوح
حماية الكاتب
إبراهيم الناصر الحميدان
كل كاتب مهما بلغ شأنه كانت بداياته طريفة أو موجعة مثل أن ترمى محاولاته في سلة المهملات أو تمزقها الأيدي الدخيلة بدون أي اعتبار لما تمثله من توجه جديد أو رؤية صائبة, بل كم من صاحب نفوذ الآن يحمد الله بأن محاولاته لم تجد الاستجابة التي تغريه باستمرار الكتابة وإلا أصبح اليوم مجرد محرر صغير يحلم طيلة ليله في مقابلة مسؤول يجد التقدير منه ويختم ذلك التصور بقهقهة ساخرة!
هذه البدايات لها قيمتها المعنوية وامتداداتها فيما بعد سواء لمن استمر في التشبث بهذا الاتجاه أو لمن تحول عنه إلى طريق آخر باعتباره جزءاً من مسيرة الإنسان والقدر المكتوب له, على أن الملفت للنظر ان ذلك الكاتب المتحمس لخدمة المصلحة العامة أليس هكذا نقول لا يلبث وأن يتحول بعد ان ابتلع كافة سكاكين الكتابة وتقلباتها وربما حوكم وعذب أو نال العقاب الذي يستحق تجده اليوم وقد تسلم أهرام الجريدة لا يجيد سوى استعمال القلم الأحمر بالشطب والتغيير وهذه الأفكار لا تنطبق كما أظن على مسؤولي الصحافة لدينا وحتى إن انطبقت فلا أقصد أحدا منهم لأنها عامة في شارع الصحافة سواء العربي أو الأجنبي وذلك من أجل حماية الكاتب ظاهريا بينما الأصح حماية الصحيفة من غضب جهات أخرى يستثيرها ذلك الموضوع.
وأبادر إلى التوضيح قبل أن أتهم بالجهل السريع أن لكل مجتمع أو صحيفة مشكلاتهم الخاصة التي لا تتفق مع مشكلاتنا نحن وهو أمر معروف لا اختلاف عليه عند أقرب المطلعين لولا أن الجريمة العالمية اصبحت في السنوات الأخيرة تشكل عنصرا في هاجس حماة الأمن الداخلي مثل الحروب الاقليمية أو الغزو الخارجي وانتشار المخدرات إلى جانب الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والتصحر والبراكين والفيضانات,, إلخ مما يستدعي حشد الطاقات والامكانيات لمواجهة العدو المشترك.
ونعود من حيث بدأنا عن الحماية الداخلية للصحيفة من السلطات أو جهات أخرى والتي يحرص رئيس التحرير ألا يطاله رشيشها وذلك عن طريق استعمال قلمه الأحمر قبل فوات الأوان, واعترف بأنني أؤيد بأن يزور قلمه الأحمر زاويتي لأن النفس أمارة بالسوء رغم انني بلغت مستواه وحملت قلما مماثلا ذات يوم في هذا الدرب الشائك ولم أنل شهادة للتاريخ كلمة شكر وتقدير بل مضيت متلفتا من الخوف!!
في هذه المرحلة أصبح الكتّاب يشكلون ثقلا في الصحافة والمجتمع بعد أن تكاثر عددهم وتضاعفت مسئولياتهم ومناصبهم, أصبح خوفهم من الغضبة المضرية ( مع أن فحوى هذه الغضبة تلاشت من ذاكرتي) أصبح الكتّاب أقل جرأة لأن بديل المغضوب عليه جاهز فتوسلوا لإيجاد حماية لهم من أصحاب العمل بالنسبة للعاملين في أجهزة الصحافة كما أن المتعاونين من منازلهم أخذوا يتلفتون بحثا عن حماية من نوع آخر رابطة تدافع عن حقوقهم صندوق يمد لهم يد المساعدة عند الحاجة ومن الظروف القهرية من غير نكران أن أصحاب القلوب الكبيرة الذين يبادرون إلى مد يد الخير والعون إلى أفراد هذه الفئة عندما تصلهم المعلومة كاملة عن وضعهم المادي السحيق !
إذن يا أصحاب القلم عليكم تأييد توجيهات رؤساء الأندية الأدبية بعد نوم طويل الذين تحمسوا لإيجاد رابطة للأدباء تضمن حقوقهم وترعى مصالحهم في جميع الأحوال وكذلك تشكيل صندوق للكتاب يمد يد العون إلى هذه الفئة من شريحة المجتمع التي يفترض أن تدافع عن حقوق الآخرين ولا تجد من يقف إلى جانبها إلا أدعية ذويهم من النساء والأطفال وتوسلاتهم والله المعين على مصائب الدهر.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved