| مقـالات
ما من أمة من الأمم إلا وفي ثقافتها حيز اعجاب بسرعة البديهة وقوة البيان (الناطق!) وخصوصا النادر منهما والطارف, إنها غريزة إنسانية تكاد أن تكون عالمية الطابع تاريخيا، وإن كانت الثقافة العربية تستحوذ على النصيب الأكبر من هذه الغريزة وذلك بدليل حجم (التطبيق) على أرض الواقع وكما هو ماثل بما تزخر به كتبنا التراثية, بالمناسبة، كان من المفترض أن نختتم بمقالة اليوم ما استَعرَضَته مقالة (شدو) الثلاثاء المنصرم فيما يتعلق (بالصمت والنطق!) ثقافيا/تاريخيا، ولكن ورغبة (في التخفيف! وبما أن اليوم يوم خميس!) فقد قررت التجديف (السطحي!!) تراثيا وذلك بإيراد نماذج وأمثلة تراثية بليغة /طريفة (مع بعض التعليق!) هنا أبدأ بما نقله ابن رشيق في (العمدة: 279) عن سرعة بديهة أبي نواس وطرافة وحلاوة وطلاوة قوله وذلك في أعقاب أن سأله الخليفة المهدي (متحديا إياه) أن يأتي بشعر (لا قافية له!) وحينها بادر أبو نواس بنظم قصيدة اخترت لكم منها بيتين نصهما:
ولقد قلت للمليحة أعطي من بعيد لمن يحبك (,,,,) فأشارت بمعصم ثم قالت من بعيد خلاف قولي (,,,) |
دعنا الآن نملأ (فراغات!) أبي نواس والتي بالطبع استخدم فيها لغته (الجسدية): فقافية البيت الأول عبارة عن (قبلة بوسة! في الهواء)، بينما قافية البيت الثاني عبارةعن قول (لا) بالإشارة!
* * *
كنت في السابق أعتقد أن المثل القائل: (كل ما يعجبك والبس ما يلبس الناس) مثلا تمت صياغته في وقتنا المعاصر ولكن وبينما كنت منهمكا في قراءة (بهجة المجالس) للقرطبي وجدت هذا البيت الذي يتفق معناه مع معنى المثل المذكور:
أما الطعام فكل لنفسك ما اشتهت واجعل لباسك ما اشتهاه الناس! |
والآن هل بالامكان القول إن صائغ المثل السابق قد اعتمد في صياغة مثله على بيت الشعر هذا (إلى حد السرقة!)، أم هل يا ترى أن المسألة وكالعادة مسألة توارد خواطر؟!! (شخصيا) وعلى الرغم من إيماني ببدهية (تراكمية) ما يورثه السابقون للأجيال اللاحقة بل وحتمية تفاعل اللاحق معه والتأثر به والتأثير عليه وحتى (الاشتقاق والاستعارة منه)،فأنا في الحقيقة أمقت عدم تسمية الأشياء بمسمياتها بل وأزدري التمترس خلف مفاهيم (باراسيكلوجية) كتوارد الخواطر مثلا وذلك تعليلا لسلوك غير سوي ويعرف بكل صراحة (بالسرقة!) ولذا دعوني (أستبق الأحداث) لأذكر من قد يكون لديه رأيه آخر حيال ما ذكرت آنفا، بالقول ان ثمة ضحايا وضحايا لهذا التعليل (الثقافي) تاريخيا وكما هو ماثل في (حجم) السرقات الشعربية والأدبية عبر تاريخنا العربي, بل إن لهذا التعليل (الباراسيكولوجي) المتعلق بتوارد الخواطر تبعات ثقافية سلبية أقلها تعليل (الكذب) فتشجيع رواجه ثقافيا وذلك لضبابية وميتافيزيقية فاستحالة اثبات مفهوم (توارد الخواطر!) هذا، وماعليكم سوى التوجه بالسؤال إلى أحد أساتذة جامعاتنا لتروا حجم استشراء هذا (العذر البليد!) بين أوساط الطلبة وذلك فيما يخص بعض حالات الغش أو نسخ البحوث إلى حد (الاستنساخ!) وتحت مظلة (توارد الخواطر) والذي يعني لدي (شخصيا وقطعيا (الرسوب حتميا!).
* * *
ناقة عريمان وكما تعرفون هي تلك التي اشتهرت بأنها ناقة لا تعرف الوسطية، ناقة لديها (ظروف نفسية!!) متراكمة مما يجعلها (إن ثارت نارت وان بركت ما قامت!), (المهم!) كنت أعتقد ان ناقة عريمان هذه ناقة فريدة من نوعها بل وناقة معاصرة ونادرة لا مثيل لها حتى قرأت قول شاعر من شعراء (زمان الوصل!) مجدا وعزة واصفا سلوك حبيبته (بالقلوص)، ألا وهي الناقة:
تهوى خلافي كما حثت براكبها يوما قلوص فلما حثها بركت! |
هنا ومن خلال سياق البيت السابق (ومدلولات بقية أبيات القصيدة والتي سوف أتطرق لها في مقالة مستقبلية)، فحبيبة شاعرنا هذا تخالفه في كل ما يفعل أو يرغب: تفكر ان استراح (وتسرح!) إن فكر، وتبكي إن ضحك وتضحك إن بكى، وتقبل إن أدبر وتدبر إن أقبل,, يعني: (إن قام بركت وان برك قامت,, وإن اصر نارت!),, وهذه هي بالمناسبة (جدة!) ناقة عريمان.
,, ما أكثر (نياق!) عريمان (قديما وحديثا!)
* * *
خاص: الأخت (أمل)، العذر حيث لم يصلني من قبلك سوى رسالة واحدة ألا وهي الموسومة (بالثالثة),, تحياتي.
الدكتور: فارس محمد الغزي للتواصل: ص,ب 454 رمز 11351 الرياض
|
|
|
|
|