| مقـالات
منظر الطفل الفلسطيني وهو يحتضر أمام والده يشكل لوحة ذات تأثير مفزع.
فإن يمت الإنسان ثم أن يكون الإنسان طفلاً يموت أمام والده هو قمة المأساة.
هذا الطفل الفلسطيني الذي مات برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يظل ساكناً في أفئدتنا وأعيننا حتى نتذكر دائماً قسوة وتسلط وعنف العنصر اليهودي، الذي نشر في العالم طولاً وعرضاً أكذوبة المضطهد، فأينما نذهب سنجد من يتحدث عن اليهودي المضطهد، وأينما نقرأ سنجد كتابات تفيض بالحزن والألم عن اليهودي المضطهد.
وهذا اليهودي المضطهد ضخم من حجم حادثة قد تكون محدودة عمت شعوبا وأمما أخرى ليحولها الى مذبحة إنسانية أصبحت تعرف بالمحرقة أو الهولوكست وتحول قضية الهولوكست الى قضية مقدسة لا يمكن المساس بها، رغم انها تقوم على أسس واهية.
اتذكر الهولوكست وأنا أشاهد جثة الطفل الفلسطيني ابن العاشرة ملقاة على الأرض، بعد أن قتل برصاص اليهودي في عمل يتخطى حدود النازية والفاشية.
والسؤال الآن:
وهل ستثير هذه الحادثة الضمير الغربي؟ وهل ستثير قادة الغرب عامة وهم يرون هذا الطفل البريء تقتله رصاصات البغي والتجبر من جنود دولة تعتمد في جيوشها وقسوتها على الدعم الغربي اللامتناهي؟
وهل ستستيقط ضمائر منظمات حقوق الإنسان الغربية؟
وهل سنقرأ شجبا واستنكارا من منظمة العفو الدولية؟
وهل ستخرج علينا برجيت باردو المدافعة عن حقوق الحيوان لتبدى ألمها لهذا الحادث الشنيع؟
لا أظن ذلك فالغرب لا يكترث بموت الإنسان، أي إنسان إن لم يكن ينتمي الى الدولة التي صنعها واوجدها في هذه المنطقة.
وفي الختام:
لعلي اتوجه بالتعازي الصادقة الى كل أسر ضحايا العدوان الإسرائيلي على الأبرياء العزل الذين كانوا يعبرون عن استنكارهم وشجبهم لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي لاراضيهم وتدنيسه للمقدسات الإسلامية.
واشيد بهذا التفاعل الكبير من حكومة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الذي أمر بإرسال طائرة خاصة لنقل والد الطفل الشهيد جمال الدرة, وهو موقف لا يستغرب على حكومتنا التي كانت ولا تزال تدعمه بقوة وصدق الحق الفلسطيني، وتشارك أبناء فلسطين مأساتهم التي هي أعظم مأساة في القرن السابق والحالي.
|
|
|
|
|