| مدارات شعبية
* من بين المحسوبين على مدائن الشعر وما أكثرهم شعراء يملكون الموهبة ويجيدون عزف المقطوعات الجميلة لكنك بمجرد أن تجلس معهم وتشرع في الغوص داخل أعماقهم تصاب بخيبة أمل لأنهم على الرغم من قدرتهم على تطريز الكلمات العذبة مصابون بفقر حاد من الناحية الثقافية حيث لا قراءة,, ولا متابعة,, ولا مجالسة لمن هم في عداد الرواة وحراس كنوز المعرفة بل إنك تكتشف ما يؤلمك إلى حد الفجيعة وهو أنهم لا يقرأون إلا ما تخطه أناملهم وتجود به قرائحهم!
* وما ذكرته آنفاً ينطبق على أدباء وكتاب ومسؤولين من مهامهم الوظيفية إثراء وتنشيط الساحة الثقافية لكنهم للأسف الشديد خصوصاً في كتاباتهم مجرد فقاعات صابون وظواهر صوتية تزهر ولا تثمر!!
* لكننا في المقابل قد تجمعنا المصادفة مع متذوق واع لا تجمعه مع وسائل الإعلام إلا صلة القراءة أو المتابعة فيدهشنا بثقافته ويعجبنا بآرائه ويسلب ألبابنا بأسلوبه الجميل وتناوله الشامل ونقده المتوازن وجرأته في الطرح والمكاشفة!
* وقبل أيام جمعتني مناسبة عزيزة بعدد من منسوبي الساحة ومثقفيها وكان مدار الحديث في معظم وقتها حول هموم الأدب الشعبي وبخاصة الشعر قديمه وحديثه غير أن ما لفت نظري طرحاً ونقاشاً وعمق إدراك تلك المداخلات الواعية والواثقة التي كانت من قبل مدير جمعية الثقافة والفنون بالقصيم سابقاً الأستاذ/ عبدالله محمد الوابلي وما أدهشني أكثر أن قربه لعالم المال والأعمال لم يبعده عن عالم الإبداع والخيال وبشكل أكثر دقة الأدب الشعبي على اختلاف فنونه فقد دافع عنه ببسالة وأبدى رأيه تجاهه بوضوح مؤكداً أن احتفال الناس واحتفاءهم به أمر طبيعي لكن الخوف من المجهول والتمسك بتلابيب المواقع على حد تعبيره يقض مضاجع المنتفعين بمحاربته والتقليل من شأنه وأرجو أن تتاح الفرصة مستقبلاً لمعرفة المزيد من آرائه التي تستحق العرض والمناقشة والمداخلات المثمرة ولا أخفيكم أنني سعدت جداً عندما نفى موهبة الشعر عنه مكتفياً بالتذوق الذي يأتي حسب الظروف بالنسبة له ومصدر سعادتي أن هناك رجل أعمال يعشق الشعر ولا يمارس شراءه!!
|
|
|
|
|