| مقـالات
** حدثتكم يوم السبت الماضي عن حساسية الوعي في التعامل مع الأزمات ولحقتني مساء السبت أزمة انفلونزا حادة حرمتني اللقاء بكم صبيحة الاثنين,.
وكنت خلال ذلك قد تلقيت ردا من معالي وزير الصحة (أعانه الله) أشكره على اهتمامه ومتابعته وذلك على مقال سابق كتبته حول اهمية التعاون بين الوزارات وارتباط اعمالها بجسور وثيقة تُبنى على نقاط التقاء يتحرك فيها العمل دون ان يتضارب او يهدُّ بعضه بعضا مثلما حدث في قصة شجر البرسوبس التي كنا نظنها اعظم حكاية تُظهر مدى التباعد في العمل الجمعي في ردهات الوزارات وانعزال بعضها عن بعض حتى لكأن كل وزارة في جزيرة نائية عن الاخرى ولا وجود لوسائل اتصال بينهما,, فالبلديات قطعت الاشجار ووزارة الصحة ما زالت حسب رد معالي الوزير أعانه الله تنتظر النتائج التي ستتمخض عن اللجان المكلفة بدراسة هذه الاشجار!!
لكن محنة جازان جعلتنا نضحك على أنفسنا أكثر وأكثر, ففي الوقت الذي تألمنا فيه لقطع الاشجار وسقوطها المؤثر,, على الارصفة دون نتائج أكيدة تثبت مساهمتها في الحساسية الربوية التي يعاني منها المواطنون,.
وجدنا أنفسنا امام بشر يتساقطون,, يموتون من جراء الحمّى الافريقية التي اقتحمتنا بأي طريقة كانت,, المهم أنها بلغتنا,.
وطالما أن ثمة مرضاً يبلغنا في عقر دارنا، فنحن اذن إزاء قلق أمني صحي سارعت وزارة الصحة لتنفي تهمته عنها وتعود لتؤكد ما كنا نقوله، فمعالي الوزير يقول إن وزارته ليست مسؤولة عن دخول الاغنام او ردم المستنقعات, وبدأت مرحلة قذف الكرة الى المرمى الآخر,.
ولربما قالت وزارة الزراعة إنها ليست مسؤولة عن الامطار والهبايب التي تأتي من الجنوب وربما قالت وزارة البلديات إنها ليست المسؤولة عن نوعية الاجسام البشرية التي تتلقى لسع البعوض وتضعف أمامه وتموت متأثرة بالمرض، فجهازها المناعي تبع وزارة الصحة وليس تبعها !!
لقد دوخ الوزراء رؤوسنا في الوقت الذي كنا أحوج ما نكون فيه الى الهدوء والرصانة في التعامل مع الأزمة,.
وإذا كنت يوم السبت الماضي قد تحدثت عن اهمية الوعي بأسلوب التعامل مع الأزمة اجتماعيا وعلى مستوى فئات المجتمع.
فإنني اليوم أهيب بالمسؤولين والذين لهم اتصال مباشر بها سواء هنا في الرياض او في جازان، بأن يتحلوا بالهدوء ولا يتعجلوا اتخاذ الخطوات التي يظنون أنها ستبرىء ساحتهم بينما هي تثير البلبلة وتستفز الجمهور أكثر حيالهم,.
فنحن هنا وفي لجّة الازمة لسنا في صدد المحاسبة,, إننا هنا مسؤولون جميعا عن السبل التي تكفل احتواء الأزمة وتعاضد الجهود من اجل القضاء عليها,.
فلم يكن من المحمود أن تبدأ مرحلة رمي الكرات في مرمى الآخرين والأزمة ما زالت قائمة دون ان تظهر أي تباشير مؤكدة لاحتوائها، فالمصابون يزدادون والموتى يزدادون,.
إن هذا ما نريده,, أرقام صحيحة تطمئن أنفسنا على قدرة وزرائنا على احتواء مشكلاتهم، والتعامل معها على أنها مشكلة خاصة بهم,, حماسا لحلها والقضاء عليها، فلا وقت لدينا ولا لدى الوزراء لرد الاتهامات او تبادلها,.
نحن الآن أحوج ما نكون الى أن يستحيل كل واحد منا الى جندي حقيقي يحمي الوطن من الأذى,.
ولربَّ ضارة نافعة أيها الوزراء، فلا تسرفوا في تشاؤمكم وتستعجلوا الاحداث فتتخبطوا في التصريحات سعياً, وحقاً,, حقاً أعانكم الله لدرء المواقف!!
|
|
|
|
|