| مقـالات
صديقتي وأنا لطالما تجاذبنا الأحاديث الطويلة والكئيبة عن القهر والظلم وجبروت البشر القائم في مناطق عديدة من العالم مثل البوسنة والشيشان ومنها إلى العراق إلى فلسطين إلى حيث قهر البشر للبشر في كل مكان بغض النظر عن الأجناس والألوان، وبعد كل حديث نضرب كفاً بكف ونسرح بخيالنا بعيداً بعيدا,, ونتأمل ونتنهد وننهي الحديث وكلانا لاتستطيع أكثر من البكاء.
وخلال متابعة الأخبار وأحداث الجبروت اليهودي على الأبرياء في فلسطين الذي بدأ فعالياته الأخيرة خلال اليومين الماضيين متزامناً مع آخر أيام فعاليات سيدني! تمنيت لو قطع الإرسال عنّا حتى لا نعود نسمع أي خبر، تمنيت لو أعزل عن العالم فلا عرف ماذا يجري فيه، ليست سلبية مني ولكنها قلة الحيلة، شعرت برغبة في البكاء والصراخ وأنا أرى الابن يخر صريعا برصاص الإسرائيليين دون أن يستطيع والده حمايته، لم أستطع في اليوم التالي النظر إلى صفحات الجرائد التي ازدانت صفحاتها وتألقت بصورة الطفل ووالده!!! والله إني أشفق على من استطاع تحمّل ذلك المنظر على قسوة قلبه، صرخات الطفل تتعالى في مسامعي رغم أني لم أسمعها ومنظر الخوف والألم في عينيه يكاد يشلني وأنا على هذا البعد من الأحداث، فكيف بمن هم يعايشون هذا الواقع صبح مساء؟ كيف بأم الطفل؟ كيف بأبيه؟ وكم أم وكم أب عايش مثل هذا الموقف؟؟ ملايين؟
أين صنّاع العدالة وحماتها والمتبجحون بأنهم دعاة حقوق الإنسان؟ أم أن تطبيق العدالة يعتمد على مزاجية بحتة ومصالح؟ أنى لهم تحمل مثل هذه المناظر!! كيف يستطيعون متابعة هذه المهازل والسكوت عليها؟ ماذا كان الحال سيكون لو أن ذلك الطفل يهودي؟؟ أم أن ما يعد دفاعا عن النفس قد ينقلب إلى إرهاب إذا تبودلت الأدوار!!! ما ذنب طفل في العاشرة أن يموت ومع سبق الإصرار والترصد بعد أن أطلق المجرمون عليه العديد من الرصاص؟ أين العدالة بين من يحارب بالرشاشات والدبابات ضد حجارة وأقدام عارية؟ أين استخدام الغازات والأبخرة السامة والرصاص المطاطي مقابل حرق كفرات السيارات القديمة واستخدام النبيلة ؟ إذا كان دور الدول العظمى معروفا ولايؤمل منهم أكثر من ذلك!! فهل يعقل ألا يكون هناك دور إيجابي للشعوب العربية والإسلامية؟ هل يعقل أن نبقى مكتوفي الأيدي ومعقودي الألسن؟ إن كان دورنا كشعوب عربية وإسلامية لن يتجاوز الشجب والاستنكار فهذه كارثة أخرى,,, أيضاً تستدعي أكثر من الشجب والاستنكار!!!
|
|
|
|
|