أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd October,2000العدد:10232الطبعةالاولـيالثلاثاء 6 ,رجب 1421

الريـاضيـة

حزمة ضوء
البطل هادي
خالد الطويل
* * المناسبة: نهائيات سباق 400 م حواجز في اولمبياد سيدني.
الاسم: هادي صوعان صميلي.
العمر: 24 عاما.
الهواية: صناعة التاريخ.
العنوان: سجل التاريخ الرياضي السعودي.
* * منذ خمس سنوات فقط بدأنا ندخل معترك المنافسات الخارجية القوية في ألعاب القوى وهي اقل فترة ممكنة تحتاجها صناعة بطل اولمبي، انها ثمار العناية والرعاية التي يجدها النشاط الرياضي في المملكة انها ثمار عمل شاق من الاتحاد السعودي لألعاب القوى، ماذا حدث بالضبط؟ وهل تمت صناعة بطل سعودي اولمبي عالمي بالزعيق والهرطقة، ام تم ذلك بالعمل المنظم المبرمج المدروس,, لنر ذلك:
* * يقول العداء السعودي العالمي هادي صوعان في تصريح صحفي ادلى به لوكالة الانباء العالمية بعد تأهله للدور النهائي في مسابقة 400 متر حواجز ضمن اولمبياد سيدني 2000 (ما زلت في بداية الطريق، لكن تأهلي الى السباق النهائي مؤشر جيد، آمل بأن اكون على منصة التتويح)، واضاف بطلنا العالمي (كان الموسم طويلا ولكني وضعت برنامجا معينا لأكون في قمة لياقتي البدنية خلال الاولمبياد، سيكون الطريق طويلاً الى منصة التتويج ولكنه ايضا سيكون مفتوحا لكافة العدائين) واضاف البطل الاولمبي هادي صوعان بعد تأهله الى الادوار النهائية في إشارة الى الجهود التي بذلها الاتحاد السعودي لألعاب القوى من اجل اعداده وتأهيله (قلت وأذكر انه إذا تأمن للرياضي العربي التخطيط والإعداد المناسب فإنه لا يقل شأنا عن اي بطل عالمي، نحن في المملكة العربية السعودية,, لدينا من المواهب في كافة الالعاب من يستطيع ان يبرز على المستوى العالمي).
الامير نواف بن محمد رئيس الاتحاد الذي سبق له ان قال في تصريح صحفي سابق عند اختياره رئيسا للاتحاد السعودي لألعاب القوى ان هدف الاتحاد الاساسي سيكون البحث عن المواهب وصقلها للمنافسة على الذهب الاولمبي والعالمي وليس المسابقات الخليجية والعربية او حتى الاسيوية، اشار في تصريح صحفي ادلى به لوكالات الانباء العالمية عند تأهل هادي صوعان للادوار النهائية (انها بشرى جيدة نأمل ان تليها بشائر اخرى في السياق النهائي).
* * لم يستعمل الاتحاد السعودي لألعاب القوى عصا سحرية لصنع ابطاله ولكن الاتحاد الذي يرأسه الامير نواف بن محمد وفّر كل الامكانيات للتعاقد مع افضل خبراء العاب القوى في العالم، كانت البداية مطمئنة مع فوز العداء سعد شداد، ببرونزية سباق (3) الاف متر موانع في بطولة العالم بالسويد عام 1995م، ثم كرّت السبحة مع فوز ابطال سعوديين في العاب القوى بميداليات مختلفة على المستويين الخليجي والعربي كبداية جيدة لثمار العمل والتخطيط الجادين من الاتحاد السعودي لألعاب القوى، ومن ذلك فوز العداء هادي صوعان ببطولة العرب لسباق 400 متر حواجز عام 1995م ثم تتويجه بطلا للدورة العربية في الاردن عام 1999م في نفس السباق، عمل اتحاد العاب القوى بشكل منظم، فالخامات السعودية موجودة والخبرات الفنية والتقنية يمكن شراؤها ونقل خبراتها لشبابنا وهذا ما كان حيث تعاقد الاتحاد مع فريق امريكي متخصص في العاب القوى (هادسون سميث انترناشيونال) فعمل المدرب الامريكي البارز جون سميث خبيرا فنيا ومدرباً لأبطالنا في حين تولى الامريكي الشهير الآخر ايمانويل هادسون ادارة اعمالهم واشتراكهم في البطولات العالمية المختلفة، كان هناك ايضا الخبير محجوب سعيد عضو اللجنة الفنية بالاتحاد العربي لألعاب القوى وهو احد اكفأ الخبراء العرب في العاب القوى.
* * برنامج مدروس ذلك الذي خضع له البطل العالمي هادي صوعان عبر المعسكرات التدريبية المتخصصة مع اكفأ الخبرات التدريبية وكان آخرها في مدينة لوس انجلوس الاميركية لفترة طويلة تمّ العمل خلالها على صقل خبراته وتحسين تقنيته في العدو، وكان معه العديد من العدائين السعوديين الواعدين ومنهم حمدان البيشي البالغ من العمر (19) عاما فقط الذي تأهل للدور نصف النهائي في سباق 400 م اي ان المستقبل مشرق امامه وزملائه في هذه السن الصغيرة وهذا الاهتمام الكبير من الاتحاد السعودي لألعاب القوى.
* * كان هادي صوعان متألقاً في الاولمبياد فهو سجل زمناً قدره (48,14) ثانية في تصفيات المجموعة الاولى في الدور نصف النهائي متصدراً بقية العدائين ومحتلاً المركز الاول ومحطماً في نفس الوقت الرقم القياسي السعودي والعربي والآسيوي لمسابقة 400 م حواجز ,,,, في الدور النهائي حقق العداء السعودي هادي صوعان بقامته الخضراء الممشوقة الميدالية الفضية بزمن قدره (47,53) ثانية خلف الامريكي انجلو تايلور الذي حاز على الميدالية الذهبية بعد ان سجل زمنا قدره (47,50) ثانية وبفارق بسيط عن العداء السعودي بلغ (3) اجزاء من الثانية,,,, كان هادي صوعان يسجل لحظتها المجد للرياضة السعودية، كان يعرف جيداً الجهود التي بذلت في صقله وإعداده للمنافسات العالمية القوية، كان اولا واخيرا يثق في نفسه وقدراته وإمكانياته,, كان هادي صوعان لحظتها البطل الاولمبي العالمي السعودي الاول الذي لا يُشق له غبار,,,, تذكروا هذا الاسم جيدا هادي صوعان صميلي ,,,, انه التاريخ الذي لا يُنسى.
* * أبارك للأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل اللقب السعودي المستحق، وأبارك للاتحاد السعودي لألعاب القوى ورئيسه الامير نواف بن محمد والعاملين معه وأبارك لمحبي الرياضة السعودية ميداليتنا الاولمبية الاولى وعداءنا العالمي الكبير.
************
صح النوم
* * ما عدا كرة القدم وألعاب القوى والفروسية يمكن القول ان العابنا الرياضية المختلفة جميعا تعيش في نعاس دائم او لأقل انها نامت ولا تزال نائمة على الصعيدين الاولمبي والعالمي حتى ساعة نشر هذه الفقرة، يا ترى من يصحيها؟؟
************
إنها الإدارة
* * جردة الحساب قد تكون صعبة لما حققته اتحاداتنا الرياضية اولمبياً وعالمياً، قد نكون بدأنا رياضيا متأخرين ولكننا قفزنا قفزات مشهودة وملموسة على المستوى المادي المتمثل بالامكانيات والمنشآت غير ان قفزتنا في مجال تطوير الكوادر الادارية التي تشرف على رياضتنا السعودية في مختلف اتحاداتنا وأنديتنا لم تكن بنفس القوة والدفع الى اعلى، هذه الكوادر هي التي تشرف على العمل الاداري وهذا الاخير إذا تم بشكل علمي منظم مدروس فإنه يتطور ويتقدم الى الاعلى.
* * الكوادر الادارية الحالية في الاتحادات أدت لا شك دورها في رحلة تطور الرياضة السعودية ويجب ان تُشكر على دورها وجهودها ولكن التجديد هو سمة الايام والزمان اذا ما اردنا ان نتطور، وهذا التجديد والتطوير يجب ان يزج بدماء ادارية جديدة تحمل افكاراً مختلفة لأداء عملها الاداري بحيث يكون لها دور في ما نتمنى جميعاً ان تصله رياضتنا السعودية.
* * ان ازمة بعض الاتحادات الرياضية (النائمة) اولمبياً وعالمياً لا تتمثل في ممارسيها الهواة او في ندرة مواهبها ولكن الازمة تتمثل في كيفية إدارتها والتخطيط والبرمجة لها وابتداع الوسائل الكفيلة بالنهوض بها، ماذا نريد لكي نصنع ابطالاً سعوديين اولمبيين او عالميين في رياضات السباحة او الدراجات او المبارزة او الرماية او الجودو او السلة او الطائرة او التايكوندو او الكراتيه او,,, او,,, كل ما نريده هو العمل الجاد المنظم المدروس,, لا اقل ولا اكثر.
* * هناك دول مثل اثيوبيا وكينيا والكاميرون وموزمبيق واندونيسيا وجزر البهاما واستونيا ولاتفيا حققت ميداليات مختلفة ذهبية وفضية وبرونزية في الاولمبياد المختلفة وفي اولمبياد سيدني، وهذه الدول ليست افضل منا في اي مجال كان ولكنها نجحت في المحافل العالمية حيث اخفقنا، وهذا ما يدعو الى طرح السؤال حول مسيرة الالعاب الرياضية السعودية، السؤال قد يطول حول من اين نبدأ من الاندية أم من الاتحادات أم من المدرسة أم من الحارة والسؤال يجعلك محتاراً لأن اجابته سهلة، فنحن نملك كل شيء، نملك الامكانيات والمنشآت ونملك العقول السعودية المليئة بالوعي والخبرة الادارية في عصر مئوية التوحيد المجيدة، ونملك فوق كل ذلك الاصرار والتحدي لصنع مستقبل افضل للرياضة السعودية.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved