أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd October,2000العدد:10232الطبعةالاولـيالثلاثاء 6 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

الغد قد يبشرنا بإجابة
ألا من نظرة حول يوم الفتاة الدراسي؟!
تسيطر الرتابة كثيراً على المسيرة الدراسية طوال العام وفي كلا الفصلين مما يدعو للملل بعض الشيء والبعد عن الدراسة، ولعلنا نلحظ هذا الملل في مجتمع الفتيات الذي سأركز عليه لسببين بسيطين:
الاول: لانني اعيش في هذا العالم النسائي وبالتالي فأنا اشعر بما هو جدير ان يناقش في هذا العالم واهل مكة ادرى بشعابها .
والثاني: لان العالم الآخر او المجتمع الثاني مجتمع الاولاد فيه الطرق الكثيرة والكفيلة فعلاً بأن يجدد الشاب فيه نشاطه او على الاقل هناك ما يساعده على التغيير ويحفظ له حقه في ذلك افليس رجلاً ينظر له المجتمع نظرة تقدير واجلال أياً كان ذلك الانسان؟!
عفواً قارئ حرفي, لن افتح هذه القضية الاجتماعية التي لن انصب نفسي فيها قاضياً او حكماً فلها اهلها ومريدوها أما أنا والآن فقط يكفيني عالم الفتيات الذي يسيطر عليه الملل وتتحكم فيه الرتابة وقوانينها ولعلك عزيزي تعتقد انني سأتطرق للملل بصفة عامة في حياة كل فتاة ولكني الآن استميحك عذراً ان كنت سأصب حديثي على الملل في حياة الفتاة الدراسية ولا تظن قارئ حرفي انني ضد ما نسير عليه الآن دراسياً لا بل بالعكس, يكفينا فخراً نحن الفتيات السعوديات اننا نعيش في مجتمع ولله الحمد متمسك بعقيدته محافظ على مبادئه الاسلامية وإن اعتراه بعض الجهل او التجاهل ولكنني أتساءل وحق لي ذلك!
الفتاة السعودية,, آمال وطموح ,, ثم ماذا؟!
تلك الآمال قصور من رمال تذروها الرياح، وطموح مقتول خصوصاً اذا تكالبت عليها العقبات واصبحت سداً منيعاً يقف في وجه طموحها في تحقيق ما تصبو اليه نفسها، فما دامت متمسكة بدينها الاسلامي الذي يدعو للرفق بالنساء واعطائها حقها في اثبات وجودها فلماذا الممانعة ولماذا يقتل الطموح!!
عزيزي القارئ ان كنت راعياً فأنا اناشدك على منبر رعايتك: ماذا فعلت تجاه طموح من لديك,, اختاً كانت ام زوجة او غير ذلك؟
وان كنت مسؤولاً قلدته الدولة امر فتياتها، فالله الله بهن, لست معهن، لانني منهن وانما لانني ادرك تماماً ان هناك الكثير من الفتيات اللاتي لو اعطين الفرصة لاثبات وجودهن لحققن اشياء كبيرة وانجازات ليست لهن فحسب بل للوطن الذي نطالب بتقديم خدماتنا له وليس لنا حقيقة في ذلك فضل عليه، فالتفاة السعودية في المجتمع المدرسي تسيرها الرتابة ويحف جنبات نشاطها الملل الذي يسرق عزيمتها ويذيب طموحاتها,, فمثلاً اليوم الدراسي يبدأ بالطابور الصباحي بإذاعته التقليدية ثم الحصص الدرسية الاولى التي لا ادري متى وكيف سنستفيد منها ما دامت للانشاء والتاريخ؟ ثم الفسحة بعد الثالثة واحياناً تتأخر لوجود اجتماع في الادارة المدرسية وحتى هذه الفسحة التي تسمى لدى البعض الفرصة ولعلها تحقق لهم فرصة لقطع الرتابة لا تكفي لتناول وجبة الافطار التي وللاسف تحتوي على مشروب غازي وبطاطس قد تصل حباتها للثمان! ثم تبدأ الرابعة تتبعها الخامسة فالسادسة فالسابعة ونفس المناهج لا جديد ! يوم دراسي لا جديد فيه سوى ما يسمى بالندوة التي قد لا يوجد فيها مكان مؤهل يستوعب الفتيات ويكفل لهن الراحة خصوصاً في فصل الصيف او النشاط الذي - في اعتقادي - لا فائدة منه سوى سجلات تعبأ في كل اجتماع و اعمال تُقيد سداً للفراغ الحرفي !
الا من نظرة جادة حول يوم الفتاة الدراسي؟ هل من محاولات فعلية تدفعنا لتحقيق المزيد من التطور وتساعد على الاستيعاب؟!
فهذه الفتاة الطالبة التي تضع رأسها على وسادتها يحشو قلبها الضجر من بزوغ الفجر لأنها ستعود الى نفس الامس ! ولن تجد جديداً في هذا اليوم الدراسي فنحن لو وضعنا خططاً جديدة ومفيدة تجدد حيوية الطالبة وتفيدها لكان ذلك حافزاً قوياً ومشجعاً للطالبة على ان تذهب للمدرسة كل يوم بدلاً من الغياب الكثير والمتكرر من الطالبة والمعلمة ايضاً والذي تسعى الرئاسة لوضع حد له وخصوصاً بعد قرار 25%.
واليوم المفتوح أليس له وجود في المدارس وليس في الجامعات فقط وللطالبات الجامعيات فحسب بل حتى طالبة المتوسط والثانوي وحتى الابتدائي تحتاج له, فبالعكس لو أوجد هذا اليوم لشجع الفتيات على الذهاب للمدرسة ترقباً لهذا اليوم المفتوح,, ليس مفتوحاً لدخول ما منعته الرئاسة وحذرت منه بل هو يوم مفتوح لتجديد النشاط والعودة لليوم الدراسي بجدية ونشاط.
عزيزي قارئ حرفي: لست باحثة تربوية او محللة نفسية لأجعل من نفسي حكماً لما رأيت! ولكن كما اشرت أهل مكة أدرى بشعابها فهذا في النهاية مجرد رأي شخصي اجزم ان الكثير يوافقني فيه ويؤيده، فهل تضع الرئاسة العامة لتعليم البنات هذا الرأي ضمن أولوياتها لراحة الطالبة نفسياً؟!
أتمنى كما يتمنى غيري هذا.
وفي الختام أعيد السؤال:
الفتاة السعودية,, طموح وآمال,, ثم ماذا!؟
لعلّ الغد يبشرنا بإجابة تشفي الغليل؟!
عزيزة القعيضب

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved