أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd October,2000العدد:10232الطبعةالاولـيالثلاثاء 6 ,رجب 1421

محليــات

مستعجل
الحملة الوطنية,, والخردات,.
عبد الرحمن سعد السماري
** من الأشياء الجميلة التي نعايشها هذه الأيام,, الحملة الوطنية المرورية بكل ما تحمل من منطلقات ومعانٍ سامية,, تهدف لسلامتنا وسلامة أبنائنا,, والقضاء على تلك الحوادث المرورية المفزعة,, التي خلفت آلاف الضحايا والمصابين والمعاقين,, وأغلقت العديد من البيوت,, وتركت وراءها,, اليتامى والأرامل والمعاقين,, وكله نتيجة هذه الحوادث المخيفة.
** وليت الحملة المرورية النشطة التي ستنطلق بعد أيام وإثر انتهاء الحملة الإرشادية,, ليتها تهتم بقضية لا تقل أهمية عن قتل الناس في الحوادث المرورية,, حيث تقتلهم بطريقة أخرى,, وهي تلك السموم السوداء المنطلقة من عوادم الخردات التي تجوب الشوارع بكل ثقة صباح مساء,, وكأن الأمر طبيعي ولا إشكال حوله.
** ويبدو أنكم معشر القراء والمسؤولين لستم في حاجة إلى أن أنقل لكم كناقل أضرار هذه الأدخنة والسموم,, لأن الجميع قرأ عنها,, وعرف عنها الشيء الكثير,, وأدرك أنها بالفعل سموم مهلكة,.
** كما أن الكثير من الأطباء والخبراء قد تحدثوا بشكل مفصّل عن أضرارها,, وأبانوا أخطارها وانعكاساتها,, والمستغرب,, ان هناك ندوات ومؤتمرات واحتفالات للمحافظة على بيئة جميلة نظيفة خالية من الأخطار,, ولم يتعرض أحد بشكل مباشر لهذه الأدخنة القاتلة,, ولم يطالب أحد بوقفها.
** وفي الحملة الوطنية المرورية,, لم نر,, ولم نشاهد,, ولم نسمع لهذه الخردات أي ذكر,, ولم نسمع أنها ستكون جزءاً من هذه الحملة,, في حين أنها أخطر ما يواجه صحة الإنسان,, وأكثر الأخطار التي تهدد البيئة.
** ولو أن الحملة الوطنية ركزت على هذا الجانب,, وهددت هؤلاء كما هي تهدد المسرعين والمخالفين لاختفى أكثر من نصف هؤلاء خوفاً,, قبل أن تبدأ الحملة.
** إن أصحاب الخردات,, فوق أنهم يسهمون في تلويث البيئة,, فهم أيضاً يقفون وراء العديد من الحوادث المرورية,.
** كما أنهم سبب رئيسي في عرقلة الحركة المرورية,, فكثيراً ما نشاهد خردة رابضة في أحد الشوارع الرئيسية أو الشوارع الفرعية,, أو في المنحنيات أو في الجسور والأنفاق,, لتشكل تهديداً خطيراً لحياة الناس.
** ثم إن سائقي هذه الخردات أكثرهم من فئة المتعلمين في شوارعنا,, ففوق أن سيارته خردة وضعيفة وتمشي خطوة وتقف عشراً,, فهو أيضاً علِيمِي يتخبط في الشوارع ولا يهمه أي شيء وقال من أمرك,, قال من نهاني .
** نعم,, إنه لا يخاف أي شيء,, إذ بوسعه أن يتوقف متى شاء وفي أي مكان,, ثم يشغل الفليشر إن كان هناك فليشر أصلاً,, ثم يقف أمام السيارة أو يتركها ويذهب ولا مشكلة,, فسعرها لا يتجاوز خمسمائة ريال أصلاً,, والقضية ليست قضيته.
** ليت الحملة الوطنية تشمل هؤلاء وتحذرهم ولو على سبيل التحذير,, وتخوفهم ولو على سبيل التخويف.
** فهل تخلو شوارعنا من هذه الخردات التي تزعجنا صباح مساء؟!
** وهل يكون ذلك جزءاً من مسؤولية الحملة الوطنية؟
** وهل نحظى بشوارع نظيفة أنيقة لا يفسدها شكل هذه الدَّرادِع؟! .

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved